شامات، بلدة الشعر والشعراء!

شامات

هي بلدة الشعر والزجل الذي أنشأ الشاعر أنيس فغالي الشهير، هي بلدة الفنان بيار الشديد الذي رسم لوحات وأيقونات وضعت في الفاتيكان، هي بلدة البيوت التراثية الحجرية، هي بلدة الآبار الكثيرة، هي بلدة المناخ الجميل والطبيعة الخلابة. إنّ هذه البلدة هي بلدة شامات الجميلة !

موقع بلدة شامات:

تقع بلدة شامات في قضاء جبيل وتنتمي إلى محافظة جبل لبنان. يبلغ ارتفاع البلدة عن سطح البحر ٤٥٠ متراً. تمتدّ البلدة على مساحة ١١٠ هكتار أي ما يعادل ١،١ كيلو متر مربّع. تبعد بلدة شامات عن مدينة بيروت عاصمة لبنان ٥٠ كيلومترًا فيما تبعد عن مدينة جبيل ١٠ كيلومتر.

معنى اسم بلدة شامات:

تعدّدت التفسيرات التي تشرح معنى اسم  بلدة شامات. حيث أعادها البعض إلى اللغة الآرامية السريانية وتلفظ شاموتو وتعني علامات فتكون البلدة بلدة العلامات. أمّ الدكتور أنيس فريحة والخبير في معاني البلدات فيقول أنّ اسم البلدة يعود إلى اللغة الفينيقية وهي تلفظ شموث وتعني مرائد.

<yoastmark class=

كنيسة شامات الأثرية:

هي كنيسة من أقدم الكنائس في لبنان. تدعى كنيسة شامات بناءً على اسم البلدة الموجودة فيها. يعود عمر هذه الكنيسة إلى ٢٠٠٠ سنة قبل المسيح وهي بنيت على أنقاض معبد وثني. كان هذا المعبد منذ أيام الرومان وخاصةً قسطنطين و والدته التي جعلته يعتنق المسيحية احتراماً لها وقرر منذ ذلك الوقت هدم المعابد الوثنية كلّها وإنشاء بحجارتها معابد مسيحية.

في القرن الثالث عشر تم إعلان المعبد كنيسة مسيحية للموارنة. في داخل الكنيسة أيقونات مهمة. صليب يحتوي على الرسل الأربعة ومريم العذراء وقطعة من الفسيفساء التي تعود إلى القرن الأول. تعتبر هذه الكنيسة معلم أثري ديني وسياحي مهم من حيث التاريخ العريق الذي مرّت فيه والمميزات الموجودة فيها من الداخل.

المساحات الخضراء في بلدة شامات:

مثل أغلب البلدات اللبنانية التي تنتمي إلى لبنان الأخضر تحتوي  بلدة شامات رغم مساحتها الصغيرة على مساحات خضراء ترمز إلى الطبيعة الخلابة وتعكس طابع المناخ المنعش فيها. الكثير من الأشجار البرية تنتشر في أراضي البلدة مثل السنديان، الصنوبر، العفص والبطم التي تحتضن أصناف كثيرة من الطيور في أغصانها. تستقطب هذه الأراضي عدد كبير من السكان الذين يقصدون البلدة لممارسة السياحة البيئية من مشر وركض هايكنج في رحاب الطبيعة الأم.

<yoastmark class=

الآبار في بلدة شامْات:

لدى الجميع يعني رقم ٣٦٥ عدد أيام السنة إلّا لدى أهالي بلدة شامْات الجميلة. حيث يرمز هذا العدد إلى عدد الآبار الموجودة في البلدة رغم صغر المساحة فيها. ورغم هجرة الكثير من أبنائها إلى قبرص وأقاموا جزيرة لهم باسم شامات مع كنيسة مثل الكنيسة الموجودة في البلدة. كانت هذه الآبار تستخدم إهراءات للقمح والحبوب أمّا اليوم فقد أصبحت مصدر لاستخدام المياه والاستفادة منها في الاستعمال الشخصي وري الحدائق.

قصر المطران بولس عقل:

هو من أهم القصور الموجودة في لبنان حيث التصميم والعمارة الفريدة ويشكّل معلم سياحي تاريخي مهم في بلدة شامات. فقد توالت عائلة عقل في بناء القصر وكانت البداية مع طانيوس عقل الذي اختلف مع الأمير بشير الشهابي الذي كان يسكن في بلدة شامات وقرر بناء منزل بعيد عنه. كان البيت مربّع الشكل يتألف من قناطر كثيرة وعدّة أقسام أي بناه على الطراز اللبناني السائد قديماً. مع مرور الوقت وبعد عودة الابن البكر بولس عقل من إيطاليا أحضر معه العمارة والثقافة الإيطالية وأصبح المنزل قصراً كما نراه اليوم مزيج بين العمارة اللبنانية والعمارة الإيطالية الساحرة.

<yoastmark class=

الزراعة في بلدة شامْات:

اشتهرت بلدة شامات سابقاً في زراعة التوت وحياكة الحرير حيث كانت القبائل المغتربة. تأتي من مختلف البلاد لشراء الحرير من شامات. من ثمّ انتقل أهالي البلدة إلى زراعة التبغ الذي ما لبث أن تغيّر وأتت مواسم الزيتون، اللوز، التين والعديد من الفاكهة مكانه. تتواجد في شامات ثلاث معاصر لإنتاج زيت الزيتون الأصلي بطريقة تقليدية وبيعه للسائحين والزوار.

بيوت شامْات الأثرية:

تميّزت شامْات في بيوتها الحجرية وقصورها الفخمة التي ملأتها وجعلت منها بلدة سكنية خالية من أي معامل ومصانع مضرّة للإنسان والبيئة التي يعيش فيها. بنيت كل البيوت في شامات من الحجر القرقفي المعروف بلونه الجميل الذي لا يتغير وصلابته وقوته. هو من أجود أنواع الحجر الذي تم تصديره وتوزيعه على كل البلدات اللبنانية لبناء البيوت الحجرية والعقود. كما يمكن إيجاد في القسم الشرقي من البلدة بيوت مصنوعة من الحجر الأبيض الذي لا يقل أهمية عن الحجر القرقفي.

 تعرف أكثر على بلدة خربة قنافار