مشمش، همزة وصل بين شمال وجنوب قضاء جبيل!

هي بلدة مزجت بين التاريخ العريق والطبيعة الجميلة والمعالم الدينية الروحانية. هي بلدة المغاور القديمة مثل مغارة مار تقلا التي زارها البطل يوسف كرم، هي بلدة دروب الهايكنج والسياحة، هي بلدة العيون والينابيع الأثرية الغنية بمياهها، هي بلدة الآثار التاريخية والنقوش القديمة. إنّ هذه البلدة هي مشمش من قضاء جبيل !

موقع بلدة مشمش:

تقع بلدة مشمش في قضاء جبيل وتنتمي إلى محافظة جبل لبنان. يبلغ ارتفاع البلدة عن سطح البحر بين ٨٠٠ و ١٦٥٠ متراً. تمتدّ البلدة على مساحة ١٣٧١ هكتار أي ما يعادل ١٣،٧١ كيلو متر مربّع. تبعد بلدة مشمش عن عاصمة لبنان بيروت ٥٥ كيلومترًا فيما تبعد عن مدينة جبيل مركز القضاء ٢٠ كيلومتر فقط وهي تعتبر همزة وصل شمال وجنوب هذا القضاء عن طريق وادي القديسين.

مشمش

هي بلدة مزجت بين التاريخ العريق والطبيعة الجميلة

معنى اسم بلدة مشمش:

اختلف أهالي بلدة مشمش حول شرح اسمها وتعدّدت التفسيرات. حيث يعتقد القسم الأول أنّ بلدة مشمش سميّت بهذا الاسم نسبةً لأشجار المشمش. ولكنّ المؤرخين رفضوا لأنّ هذه الفاكهة لا تنتشر كثيرًا في البلدة. لذلك يعتقد القسم الآخر أنّ اسم بلدة مشْمش يعود إلى اللغة السريانية وهو مشتق من كلمة شمّيس أي البلدة المشمسة وكان مشمس حتى مع مرور الوقت تغيّر الاسم وأصبح مشمش. ينطبق الاسم الثاني أكثر على البلدة لأنّها تتمتّع بأشعة الشمس القوية في أيام الصيف.

آثار بلدة مشْمش:

تحتوي بلدة مشمش على الكثير من الآثار والمعالم التاريخية التي تعود إلى أكثر من ٣٠٠٠ سنة قبل الميلاد. تتمثّل هذه المعالم بالمغاور المحفورة الداخل الصخر والنواويس الرومانية. بالإضافة إلى الكتابات والنقوش الموجودة على قطع الفخار الأثري القديم.

توجد منطقة في بلدة مشمش تدعى القرميش وهي منطقة نائية لم تصل حتى الآن طريق السيارات إليها. لذلك قام أهالي البلدة بإنشاء درب بيئي يجعل السائحين قادرين على رؤية المعالم فيها من حجارة قديمة وبقايا فخار. ولا يمكننا ذكر الآثار دون تسليط الضوء على الآثار الحديثة مثل المطاحن والمعاصر التي تعود إلى قبل ٢٠٠ عام وكانت تستخدم لطحن الحبوب.

مشمش

هي بلدة العيون والينابيع الأثرية الغنية بمياهها

السياحة الدينية في مشمش:

تعتبر بلدة مشمش بلدة ذات طابع ديني وروحي مهم في قضاء جبيل حيث تنتشر فيها الكثير من الكنائس والأديرة التاريخية والتي يعود بعضها إلى القرن السادس. بدايةً مع كنيسة مار ضوميط الأثرية التي بدأوا بنائها في عام ١٨٤١ وانتهوا في عام ١٨٦٣ وتم ترميمها في عام ٢٠١٣ حتى العام ٢٠١٧.

تم تلبيس الكنيسة بالحجارة والعقد المأخوذ من أراضي البلدة.تتميّز هذه الكنيسة بأيقونة مار ضوميط التي تعود إلى عمر الكنيسة والحوض الحجري الذي يتم التعميد فيه. إضافة إلى كنيسة مارجرجس و البربارة و مار تقلا. ومار صوفيا وسيدة قرميش وكنيسة السيدة التي لا تقل أهمية عن كنيسة مار ضوميط نهائياً.

المساحات الخضراء في بلدة مشْمش:

تحتلّ المساحات بلدة مشْمش وتسيطر على أكثر من ٦٠٪؜ من مساحتها الإجمالية الأمر الذي جعل من مشمش بلدة نموذجية تستقطب الكثير من الزائرين والسياح. تنتشر في أحراج بلدة مشمش أشجار حرجية معمرة تجاوز عمرها مئات السنين وهي عبارة عن أشجار سنديان وعفص و صنوبر. لاستغلال هذه المساحات الخضراء وتشجيع الناس على زيارتها تم التعاون مع UNDP من أجل إنشاء مسارات ودروب مشي بيئية داخل البلدة.

تم إنشاء إلى الآن عشرة دروب تهدف إلى ربط المعالم الأثرية والمعالم الطبيعية فيها عن طريق الهايكنج. كما يتم تنفيذ مشروع تشجير جميع المناطق الخالية من الأشجار رغبةً بالمحافظة على طبيعة مشمش الجميلة وعلى مناخها المنعش.

مشمش

تعتبر بلدة مشمش بلدة ذات طابع ديني وروحي مهم في قضاء جبيل حيث تنتشر فيها الكثير من الكنائس والأديرة التاريخية

العيون والينابيع في بلدة مشمش:

بالرغم من وجود طرق مياه الري والشرب الحديثة في بلدة مشمش. إلّا أنّها ما زالت تحتفظ بالعيون والينابيع الأثرية القديمة فيها. من أهم وأبرز هذه الينابيع هو نبع الرام الذي يقوم بتلبية حاجة أغلب أهالي البلدة الذين يصرّون على تعبئة المياه منه. بسبب طعم المياه اللذيذ ونقاوتها.

بالإضافة إلى وجود العديد من العيون التي ساهمت في الزراعة والحاجات الشخصية وكانت مصدر أساسي للمياه بالنسبة لأجدادنا مثل نبع الفسقين، نبع تشاويطا، نبع تلبيتا وعين العوينة أيضاً.

الزراعة في بلدة مشْمش:

كانت البلدة تعرف في زراعة التوت قديماً لإنتاج الحرير وتربية دودة القز. كما شاركن بلدة مشمش في زراعة نبتة التبغ بعد الحصول على الترخيص. هذا بالإضافة إلى أنّها اشتهرت في زراعة العنب والتفاح الذي عرف بطعمه اللذيذ والفريد.

تعرف أكثر على بلدة ياطر!