بسري، بلدة قضاء جزّين الخضراء!

هي بلدة المرج الأخضر الساحر، في بساتينها تزرع ألذّ أنواع الحمضيات، انتشرت في أرجائها الآثار الرومانية التي تعكس أهمية البلدة التاريخية، هي ملجأ كل إنسان يحبّ الهدوء والسكون ومأوى كل رياضي يهوى السير في أحضان الطبيعة. إنّ هذه البلدة هي بسري !

موقع بلدة بسري:

تقع بلدة بسْري في قضاء جزّين وتنتمي إلى محافظة الجنوب. يبلغ ارتفاع بسري عن سطح البحر بين ٤٠٠ وصولاً إلى ٨٠٠ متراً.  تبعد بلدة بسري عن عاصمة لبنان بيروت ٦٨ كيلومترًا وعن جزّين مركز القضاء ٩ كيلومترًا فيما تبعد عن مدينة صيدا مركز محافظة الجنوب ٢٧ كيلومتراً.

بسري

اختلف المؤرخون وأبناء البلدة حول شرح اسم بسري

معنى اسم بلدة بسري:

اختلف المؤرخون وأبناء البلدة حول شرح اسم بسري. يعتقد البعض أنّ بسري هي كلمة من اللغة السريانية “بسرا” التي تعني الحصرم أو الثمر الفجّ. أمّا القسم الثاني فيردّ كلمة بسري إلى بيت سيرس التي تعني هيكل أو بيت آلهة القمح والحبوب. وأخيراً القسم الثالث فيردّ أصل الكلمة إلى بيت سيرا أي الأرض الناعمة وينطبق ذلك على البلدة من خلال تربتها الخصبة التي تتمتّع بها.

مرج بلدة بسري:

يعتبر مرج بلدة بسري من أكبر المروج في لبنان. هو سهل ذو مساحة خضراء شاسعة تملؤها الأشجار والأعشاب والأزهار. يحتوي المرج على أشجار معمّرة من الصنوبر العملاقة والصفصاف والحور والقصب والسنديان أيضاً. يعدّ مرج بسري غنيّاً بالطيور لأنّه يشكّل مأوى لهم أثناء مرحلة هجرتهم. لهذا المرج أهمية كبيرة لأنّه يحتوي على العديد من الآثار ولا تقتصر أهميته على جمال الطبيعة فقط. نجد في المرج أعمدة ضخمة من الغرانيت الأبيض التي يعود أصلها إلى مصر. كما يمكننا أن نجد على ضفاف النهر الذي يحيط بالمرج مداميك وأحجار رومانية بالإضافة إلى الجسر الروماني الأثري الموجود فوق المرج. الآثار الرومانية تدلّ على تاريخ البلدة وعلى وجود معبد روماني قديم في هذا المكان. أيضاً يعدّ المرج وخاصةً الجسر نقطة وصل بين جزّين صيدا والشوف. لهذا المكان أهمية دينية خاصة فوفقاً للتاريخ إنّ السيد المسيح قد مرّ من هذا الطريق أثناء ذهابه إلى المدن العشر.

بسري

يعتبر مرج بلدة بسْري من أكبر المروج في لبنان. هو سهل ذو مساحة خضراء شاسعة تملؤها الأشجار والأعشاب والأزهار.

الزراعة في بلدة بسري:

بفضل المساحات الخضراء الكبيرة التي تسيطر على بلدة بسري ونظافة مياهها، شكّلت الزراعة مصدر دخل مهم لأبناء البلدة  يعتمدون عليه في حياتهم المعيشية. كانت بسْري تشتهر بزراعة القمح والحبوب والذرة إلّا أنّ القمح المستورد من البلاد الأجنبية قضى على هذا الموسم. أصبحت بسري اليوم تشتهر بزراعة الحمضيات مثل الليمون  الذي يعدّ من أبرز المزروعات والحمضيات في البلدة ويتم زراعة الأفوكادو وأنواع عديدة من الخضار مثل الفاصولياء.

كنيسة سيدة بسْري العجائبية:

هي كنيسة قديمة أثرية لها أهمية روحية ودينية خاصة في قلوب أبناء بلدة بسري. تم تشييد الكنيسة لأول مرة في عام ١٢٥٢ ومن ثمّ تم ترميمها في عام ١٧٥٦ وقد أدخلت في لائحة الجرد العام كبناء أثري في عام ١٩٩٧. سبب بناء هذه الكنيسة هو أنّ أحد مشايخ بسْري الشيعة كان في أحد الكهوف وجاءت عليه السيدة مريم العذراء وطلبت منه أن يقول لأبناء بسْري المسيحيين أن يبنوا كنيسةً لها وهذا ماحدث لذلك حازت هذه الكنيسة على اهتمام من الآباء المسيحيين والمشايخ في الوقت عينه. تتميّز الكنيسة بعمارتها الداخلية إذ أنّ أعمدتها و قناطرها موجودة على شكل زهرة في الوسط. كما تحتوي على أيقونة مستقدمة من روما تعتبر سبيل نجاة وشفاء عجائبي لكثير من الناس.

بسري

بفضل المساحات الخضراء الكبيرة التي تسيطر على بلدة بسري ونظافة مياهها

الرياضة في بسْري:

لا يمكنك زيارة بلدة بسري دون عيش تجربة التي يمكن اعتبارها من أجمل التجارب في الحياة. هذه التجربة هي السير وممارسة رياضة الهايكنج في أرجاء البلدة من كل جوانبها. تنظّم الجمعية الرياضية في البلدة ممرات متعددة بمسافات ومستويات مختلفة من السهلة والمعتدلة وصولاً إلى الصعبة. يجتمع الناس في نقطة معينة وتبدأ رحلتهم التي تمرّ بنقاط مختلفة وآثار كثيرة مثل الجسر والدرج الروماني وغيره من الآثار أيضاً.

سدّ وبحيرة بسْري:

هي بحيرة اصطناعية كبيرة المساحة فهي ثاني أكبر بحيرة في لبنان بعد بحيرة القرعون. أقامت الدولة اللبنانية هذا المشروع بتمويل من البنك الدولي بهدف تأمين مياه الشفة لمدينة بيروت وسكانها. عارض هذا المشروع الكثير من سكان بلدة بسْري خاصةً المزارعون وناشطون البيئة لأنّ هذا المشروع يتسبب في قطع آلاف الأشجار ويقضي على مساحات زراعية كبيرة في بسري. في أيلول عام ٢٠٢٠ أقرّ البنك الدولي وقف التمويل الأمر الذي أدّى إلى وقف هذا المشروع.

تعرف أكثر على بلدة قنات