بزيزا، حكاية تاريخية من قضاء الكورة!

هي جارة أميون، هي بلدة من بلدات القضاء الأخضر. بلدة تحتوي على معبد روماني وآثار لم تكتشف جميعها حتى يومنا هذا.هي الطبيعة الخلّابة والراحة النفسية التي يمكن أن يشعر بها كل من قام بزيارتها. البلدة التي استطاعت الوصول إلى واحد من المراكز العشر الأولى في القرية الميلادية الساحرة. هي بلدة الزراعة الأولى على بلدات قضاء الكورة. إنّ هذه البلدة هي بزيزا الجميلة !

موقع بلدة بزيزا:

تقع بلدة بزيزا في قضاء الكورة وتنتمي إلى محافظة شمال لبنان. يبلغ ارتفاع البلدة عن سطح البحر بين ٣٥٠ و ٤٥٠ متراً. تمتدّ بزيزا على مساحة ٤١٠ هكتار أي ما يعادل ٤,١ كيلومتر مربّع. تبعد البلدة عن عاصمة لبنان بيروت ٧٦ كيلومترًا وعن طرابلس مركز المحافظة ٢٥ كيلومترًا فيما تبعد عن أميون مركز قضاء الكورة ٥ كيلومتر فقط.

بزيزا

تمتدّ بزيزا على مساحة ٤١٠ هكتار أي ما يعادل ٤,١ كيلومتر مربّع

معنى اسم بلدة بزيزا:

إنّ معنى كلمة بزيزا حسب شرح المؤرخ الفرنسي إرنست رينان هي جذر سامي مؤلفة من قسمين. بيت و عزيز وهي ترمز إلى هيكل الإله عزيز. أمّا المؤرخ اللبناني أنيس فريحة فيقول أنّ اسم بزيزا يعود إلى اللغة السريانية وهو مشتقّ من فعل بزّ أي سلب ونهب وبذلك تكون البلدة المنهوبة والمسروقة وينطبق ذلك عليها بسبب هجوم المماليك عليها وتدميرها في السنين الماضية.

المعبد الروماني في بزيزا:

هو معبد بني على يد الرومان في القرن الأول الميلادي على أنقاض معبد فينيقي. يعتبر من أقدم المعابد الرومانية الباقية في لبنان رغم صغره. ما يميّز هذا المعبد هو أنّ مصمميه هم عينهم مصممين قلعة بعلبك التاريخية ويمكن ملاحظة ذلك من خلال شكل أعمدته الضخمة. أنشأ الرومان هذا المعبد لممارسة عاداتهم الدينية ولكنّه مع مرور الوقت ودخول شعوب أخرى على البلدة أصبح تحت حكم المسيحيين وأصبح اسمه معبد سيدة العواميد. لم يقتصر هذا المعلم الأثري والسياحي على أهميته التاريخية بل قامت بلدية بزيزا بمساعدة وزارة الثقافة ومديرية الآثار تم تنظيم مهرجانات في رحاب المعبد وأهمها قرية الميلاد التي احتلّت واحدة من المراكز العشرة الأولى في لبنان. كما أنّ شكل المعبد وضع على طابع مالي لبناني تحت عنوان آثار بزيزا.

بزيزا

هي جارة أميون، هي بلدة من بلدات القضاء الأخضر.

آثار بلدة بزيزا:

انتشرت الآثار القديمة في بلدة بزيزا وجعلت منها بلدة تاريخية عريقة حيث يتجاوز عمرها ٢٠٠٠ عام. عند المدخل الأول والثاني لبلدة بزيْزا تجد أمامك جسر أثري. إلى جانب نهر ومطحنة قديمة يفوق عمرها مئات السنوات لطحن القمح تعمل على الماء. كلّما مررت في شوارع بزيزا وجدت عدد من النواويس التي بقيت إرثاً من الشعوب القديمة.

الزراعة في بلدة بزيزا:

تشكّل المساحة الزراعية في بلدة بزيزا حوالي ٣ كيلومترًا من مساحتها الإجمالية. وهي مساحة خضراء  شاسعة تحتوي على الكثير من الأصناف والأنواع. كانت بزيزا تشتهر بزراعة القمح ولكن مع استيراد الطحين من الخارج أصبح تركيز الزراعة على الزيتون والمشمش والجنارك. والتوت والحمضيات وبعض الخضار الموسمية أيضاً. جميع هذه الثمار تتميّز بطعمها اللذيذ بفضل نقاوة المياه ونظافتها من عناصر التلوث، اهتمام المزارعين بالأشجار الذي يشبه اهتمام الأم بأولادها و الاعتماد على فضلات الأبقار عوضاً عن الأسمدة الكيماوية المضرّة.

بزيزا

هي بلدة تحتوي على معبد روماني وآثار لم تكتشف جميعها حتى يومنا هذا.

عيون وينابيع بزيْزا:

تعتبر بلدة بزيزا بلدة غنيّة بوجود العيون والأنهار التي تشكّل سبب أساسي في إقبال الناس عليها بهدف السكن منذ آلاف السنين. يوجد في بزيْزا نهر البلدة الذي يلقّب باسم نهر العصفور.ينبع النهر من أعالي جبال قنات مروراً ببساتين بزيزا وبلدات عديدة وصولاً إلى نهر شكّا. بالإضافة إلى وجود نبع مار شلّيطا ونبع اسكندر وعين الحلوة وهي جميعها مياه صالحة للشرب.

السياحة الدينية في بزيْزا:

تنتشر في بزيْزا معالم دينية متعددة تأكّد على مفهوم العيش المشترك بين أبناء البلدة فهي أديرة وكنائس ومساجد تتكاتف إلى جانب بعضها. أول كنيسة هي كنيسة السيدة التي تقع على ضفاف نهر البلدة وهي كنيسة قديمة يتجاوز عمرها ٨٠٠ عام. يقصد جميع أبناء البلدة هذه الكنيسة خاصةً المزارعين الذين يزرعون على ضفاف النهر. ثاني كنيسة هي كنيسة مار الياس التي تتميّز عن غيرها بوجود دهليز يربط بينها وبين المعبد الروماني. عند الدخول إليها يلفت انتباهك القناطر الموجودة فيها، المذبح المصنوع من شجرة السنديان والنقوش الفريدة من نوعها في الشرق الأوسط بناءً على قول الأجانب. كما أنّ أمام الكنيسة توجد شجرتان سنديان كعلامة على عمر الكنيسة الذي يتجاوز ٢٠٠٠ عام مثل المعبد الروماني.

تعرف أكثر على بلدة نيحا!