راشانا، كنز فنّي لبناني فريد!
هي بلدة النحاتين الاحترافيين الذين جعلوا بلدتهم متحف في الهواء الطلق، هي البلدة التي تحتوي على بيت السنافر الذي حلمنا جميعًا بزيارته والعيش فيه، هي بلدة صغيرة استطاعت بمناخها المنعش المعتدل وإطلالتها على البحر جذب الكثير من السياح إليها. إنّ هذه البلدة هي بلدة راشانا الجميلة !
موقع بلدة راشانا:
تقع بلدة راشانا في قضاء البترون وتنتمي إلى محافظة الشمال. تمتدّ البلدة على مساحة ١٣٣ هكتار أي ما يعادل ١،٣٣ كيلو متر مربّع. ترتفع البلدة عن سطح البحر ارتفاع يتراوح بين ١٠٠ و ٣٠٠ متراً وهي بلدة ساحرة مطلّة على البحر بشكل مباشر. تبعد راشانا عن عاصمة لبنان بيروت حوالي ٤٩ كيلومتراً وعن مدينة طرابلس مركز محافظة الشمال ٣٦ كيلومتراً أمّا عن البترون مركز القضاء فهي تبعد عنها ٨ كيلومتر فقط.

. ترتفع البلدة عن سطح البحر ارتفاع يتراوح بين ١٠٠ و ٣٠٠ متراً وهي بلدة ساحرة مطلّة على البحر بشكل مباشر.
سبب تسمية البلدة بهذا الاسم:
تعدّدت التفسيرات التي توضّح معنى اسم بلدة راشانا ومصدر جذوره. فقد اعتبر بعض أبناء البلدة أنّ راشانا أتت من اللغة السريانية “ريشانا” وهي كلمة تعني الرئيس والحاكم الأول. أمّا البعض الآخر فيعتقد أنّ راشانا هي كلمة تعود إلى اللغة الفينيقية “روشونا” الذي يعني القمة أو رأس الجبل. كما هناك تفسير آخر للاسم وهو أنّ راشانا هي تصغير لكلمة روشونا وبذلك تكون البلدة تعني القمّة الصغيرة.
بيوت راشْانا:
بسبب صغر مساحة بلدة راشانا فهي بلدة تختلف عن البلدات اللبنانية لقلّة بيوتها. حيث توجد في راشانا بيوت وقصور قليلة العدد ولكن ذات إطلالة ساحرة على البحر. تتميّز عمارة البيوت بأنّها بنيت من العقود والحجر القديم وتوّجت معظمها بالقرميد الأحمر. ما يجعل راشانا مختلفة عن باقي البلدات اللبنانية هو أنّ البيوت فيها بعيدة عن بعضها وكل بيت أو قصر له مساحة واسعة له بعيدة عن المنازل الأخرى.

تعدّدت التفسيرات التي توضّح معنى اسم بلدة راشْانا ومصدر جذوره. فقد اعتبر بعض أبناء البلدة أنّ راشْانا أتت من اللغة السريانية “ريشانا” وهي كلمة تعني الرئيس والحاكم الأول.
دور عائلة بصبوص في راشانا:
كان لعائلة بصبوص الدور الأكبر في جعل بلدة راشْانا مميزة عن غيرها من البلدات اللبنانية. اشتهر الأخوة الثلاثة ميشال، ألفريد ويوسف بصبوص بفن النحت اليدوي الذي حوّل راشانا من بلدة صغير إلى متحف فني في الهواء الطلق. بفضل موهبة عائلة بصبوص امتلأت البلدة في كل أرجائها بالمنحوتات والتماثيل الفنية التي نحتت على يد أبناء البلدة الحرفيين. استخدم الأخوة الثلاثة العديد من المراد في أعمالهم مثل الحجر، الرخام الأبيض، الخشب، البرونز والرزين أيضاً. لكل من الإخوة فكرة معينة تكيّد به، فقد عرف ميشال بأنّه فنّان ونحّات تجريبي يقوم باستخدام مختلف المواد وكل ما يجد أمامه مثل الحديد و مشعاع السيارة أي radiator. أمّا ألفريد فقد اشتهر بتجسيد المرأة في مختلف أدوارها مثل المرأة الأم، المرأة الزوجة والمرأة الفاتنة بجسدها.
وأخيراً الأخ الأصغر يوسف الذي اعتمد على الطبيعة وعلى الفطرة في نحت التماثيل حيث نجد له منحوتات غريبة الشكل وفريدة جميعها أتت من أحاسيسه وأفكاره. وصلت أعمال عائلة بصبوص إلى مختلف بلدان العالم وقد ضمّ متحف طوكيو، اليابان، السعودية والإمارات. هذا بالإضافة إلى أنّ عائلة بصبوص قامت بدعوة الكثير من النحاتين من مختلف العالم الذين شاركوا في نحت عدّة تماثيل لهم وقدّموها كهدايا إلى بلدة راشانا.
الزراعة في راشْانا:
تعدّدت الزراعات في بلدة راشانا بسبب العديد من العوامل التي ألحقت الضرر ببعض أنواع المزروعات التي كانت تعتمدها راشانا. اشتهرت راشانا في البداية بزراعة التوت من خلال الاعتماد على دودة القز وتربيتها ولكن مواسم التوت انقرضت وحلّ محلّها زراعة التبغ والدخان الذي توقّف بسبب ذهاب أبناء البلدة وعائلاتهم إلى مناطق أخرى من أجل المدارس. بعدها اعتمدت راشانا على زراعة اللوز الذي عرف بأنّه أجود أنواع اللوز في لبنان. كانت زراعة اللوز تعتبر مصدر دخل أساسي لأبناء البلدة وكان الإنتاج ضخم ولكن هبّ مرض على مواسم اللوز وانقرضت أيضاً. أصبحت الزراعة في راشانا اليوم قائمة على بعض الأنواع مثل الأفوكادو، القشطة، البطاطا والبصل.

تعدّدت الزراعات في بلدة راشانا بسبب العديد من العوامل التي ألحقت الضرر ببعض أنواع المزروعات التي كانت تعتمدها راشانا
كنيسة مار مارون:
هي الكنيسة الوحيدة الموجودة في بلدة راشْانا. تم بناء الكنيسة على يد أبناء البلدة فور انتقالهم إليها واستقرارهم فيها. انتهوا من بنائها في عام ١٨٤٣ وهي تحتوي على متحف صغير يحتوي على بعض الكؤوس والبدلات التي تحمل قيمة دينية مهمة في الدين المسيحي.
Rachana camping village:
هو مشروع سياحي أقيم في بلدة راشانا لتطوير القطاع السياحي وتشجيع السياح على زيارة البلدة. يستطيع الزائر أن يقضي يومه بالكامل في هذا المشروع بدايةً من زيارة متحف بيت بصبوص وخاصةً بيت السنافر الذي يجذب الأطفال والكبار أيضاً، الجلوس وتناول الطعام في المطعم، وصولاً إلى الخيم الموجودة في وسط الطبيعة والتي يتم عرضها للإيجار من أجل المنامة والاستمتاع في البلدة لوقت أطول. ينظّم أصحاب هذا المشروع السياحي الرائع بعض الحفلات الغنائية تقريباً كل أسبوعين. لتشجيع الناس أكثر فأكثر على قصد بلدة راشْانا وتسليط الضوء على جمالها.