زحلة، عروس البقاع في لبنان
زحلة,
إنّها مدينة لبنانية عريقة، زحلة, هي مدينة الشعر، مدينة الخمر، مدينة السيف والرجولة، أطلق عليها لقب دار السلام، هي سفيرة المائدة اللبنانية عربيّاً وعالمياً.، هي عاصمة السياحة الدينيّة. إنّه هذه المدينة هي عروس البقاع زحلة.

هي مدينة عريقة اتكّلت على أبنائها منذ بداية عهدها حتى يومنا هذا
موقع مدينة زحلة:
تقع مدينة زحلة في محافظة البقاع وتنتمي إلى قضاء زحلة الذي يحمل اسمها مركزاً له. ترتفع زحلة عن سطح البحر ارتفاع يتراوح بين ٩٥٠ و ١١٠٠ متر. تمتدّ المدينة على مساحة خمسة وسبعين كيلو متر مربّع. تبعد زحلة عن بيروت عاصمة لبنان حوالي خمسين كيلومتراً. تتميّز زحلة بموقعها على سفح جبل صنّين وكتف وادي نهر البردوني الذي يقسمها إلى قسمين.
تاريخ مدينة زحلة:
تتحلّى مدينة زحلة بتاريخ عريق يبلغ عمره أكثر من ٣٠٠ سنة. يعود تاريخ المدينة تحديداً إلى عام ١٧١١ في أحضان منطقة يفوق عمرها ٥٠٠٠ سنة. بين عامي ١٨٢٥ و ١٨٥٨ تمتعّت مدينة زحلة بحكم ذاتي الأمر الذي جعلها الجمهورية الأولى و الوحيدة في الشرق. كانت زحلة تمتلك علم ونشيد وطني خاص بها.
مميّزات مدينة زحلة:
إنّ لمدينة زحلة العديد من المميّزات التي تجعلها مدينة فريدة بين المدن اللبنانية. بدايةً إنّ المدينة هي مدينة تم بناؤها على يد أبنائها اللبنانيين الأحرار دون أي حكم أو عهد من العهود القديمة (الرومان، الصليبيين، الفينيقيين وغيرها) التي كانت تعرف ببناء المدن اللبنانية وممارسة الحكم فيها. ثانياً إنّ مدينة زحلة كسرت قاعدة الطوائف التي نعرفها وجعلت من مقابرها مكان يرقد ويدفن فيه الناس من مختلف الديانات إلى جانب بعضهم البعض دون التفريق بين الطوائف والأديان. ثالثاً، تعتبر المدينة أول مدينة قامت بتشغيل قطاع المطاعم في عام ١٨٨٥ لتقدّم المازة اللبنانية للنّاس. حيث كانت المدينة مقصد جميع الذين يرغبون في تناول أشهى الأطعمة اللبنانية قبل عام ١٩٧٥. رابعاً، توجد في المدينة الكثير من البيوت الأثرية القديمة ذات القرميد الأحمر التي يتجاوز عمر البعض منها المئة عام و التي تملأ المدينة وتعطيها رونق خاص لا مثيل له.

تشتهر زحلة بزراعة العديد من الخضار والفاكهة والحبوب أيضاً.
الزراعة في زحلة:
تشتهر المدينة بزراعة العديد من الخضار والفاكهة والحبوب أيضاً. إنّ أبرز ما يتمّ زراعته في المدينة هي فاكهة الكرمة التي تصنّف بأشهى وألذ كرمة في لبنان وعالميّاً أيضاً. كان أبناء المدينة سابقاً يعملون على تربية دودة القز لصناعة الحرير من خلالها.
الصناعة في زحلة:
عرفت مدينة زحلة بالصناعة الغذائية ذات الجودة العالية والطعم الفاخر. تنوّعت صناعة الأطعمة الغذائية إبتداءً من الألبان والأجبان، المخلّلات، المشروبات، الشوكولا، الشيبس وغيرها من الصناعات. يدلّ هذا التنوّع على نشاط أبناء المدينة وحرصهم على تطوير اقتصادها وازدهاره.
مهرجان الكرمة والزهور:
تحتفل مدينة زحلة خلال شهر آب من كل عام بمهرجان الكرمة والزهور. يتضمّن هذا المهرجان عدّة نشاطات لإظهار أبرز رموز المدينة عن طريق عرض السيارات المزيّنة بالأزهار الملوّنة والسيارات المصنوعة بشكل كامل من الأزهار أيضاً. هذا بالإضافة إلى نشاط انتخاب فتاة الكرمة. تهدف هذه المهرجانات إلى حثّ أبناء البلدة على تطوير أنفسهم سعياً لترقية المدينة على صعيد مختلف المجالات.

تحتفل المدينة خلال شهر آب من كل عام بمهرجان الكرمة والزهور.
الأماكن التراثية في المدينة :
تحتوي المدينة على الكثير من الأماكن والفنادق التراثية القديمة التي تعكس الطابع الأثري للمدينة.
يعتبر مركز السراي في المدينة أحد أهم هذه الأماكن، تم بناؤه في عام ١٨٨٥ وهو يشكّل مركز بلدية المدينة المعلّقة.
تضمّ المدينة العديد من الفنادق القديمة التي شيّدت في مطلع القرن العشرين منها فندق الصحة، فندق أميركا، فندق عقل و فندق قادري الذي أنشأ في عام ١٩٠٦.
أثناء الحرب العالمية الأولى وتحديداً في عام ١٩١٤ حوّل جمال باشا العثماني فندق القادري إلى قيادة ومستشفى لجيشه. كما قام الجنرال غورو بإعلان ضمّ الأقضية الأربعة في عام ١٩٢٠ من داخل هذا الفندق أيضاً.
الحدائق العامّة في زحلة:
تضمّ المدينة في أرجائها أربع حدائق عامّة طبيعية. تعتبر حديقة الممشية أهم هذه الحدائق وأجملها لأنها حديقة تاريخية تحتوي على تماثيل منحوتة للإله أدونيس وعشرين لوحة فسيفساء صنعها فنّان روسي يدعى ألكسندروس ومنحوتة للشاعر ميشال طراد.
السياحة الدينيّة في المدينة:
تشتهر المدينة بغناها الديني بفضل وجود حوالي خمسين كنيسة في أرجائها. أهم هذه الكنائس هي كنيسة الزلزلة التي بنيت في عام ١٧٠٠، كنيسة مار الياس المخلصيّة، دير سيدة النّجاة الذي بني عام ١٧٢٠ ويتميّز بوجود برج كبير خارجه وأيقونة العذراء في داخله المهداة من ملك النمسا. تم بناء بعد ذلك كنيسة مار ميخائيل في عام ١٧٤٨، دير مار الياس عام ١٧٥٥ وأخيراً بناء تمثال سيدة زحلة والبقاع في عام ١٩٦٨ يبلغ ارتفاعه ٥٤ متراً ويحتوي على مصعد يصل إلى تمثال من البرونز للسيدة مريم صنع على يد فنّان إيطالي.

إنّه أهم معلم سياحي موجود في المدينة
دير ومحميّة تعنايل:
إنّه أهم معلم سياحي موجود في المدينة . تتميّز المحميّة بوجود بحيرة ساحرة يتراوح عمقها بين ٣ و ٧ أمتار. تحتوي المحميّة على عدد كبير من الطيور ذات اللون الأبيض التي تزيّن ضفاف البحيرة. هذا بالإضافة إلى وجود الكثير من الأشجار والنباتات كشجرة الحور، الصفصاف، الأرز الكندي والأرز اللبناني. يستطيع الزائر الاستمتاع في أحضان هذه المحميّة من خلال التجول في غابتها، تأمل بحيرتها والتقاط صور أمامها، ركوب الدراجات الهوائية التي يتم تأجيرها لمدّة من الوقت ومشاهدة الحيوانات الموجودة فيها أيضاً.
إنّ زحلة هي مدينة عريقة اتكّلت على أبنائها منذ بداية عهدها حتى يومنا هذا. هي مدينة تستحق الزيارة والسياحة من قبل الجميع لقيام الكثير من الأنشطة ابتداءً من التجوّل في أسواقها القديمة “سوق حوش الزراعنة، سوق البلاط” التجارية الأثرية وصولاً إلى محمية تعنايل الطبيعية السياحية.