شملان، بلدة قضاء عاليه الثقافية.
تعدّ هذه البلدة منشأ تعليم اللغة العربية ، هي بلدة المدرسة السريانية التي خرّجت أشهر المؤرخين اللبنانيين فيليب حتّي، هي بلدة البيوت الأثرية التي تعكس الطابع التراثي للبلدة وتعكس تعلّق أبنائها بالحجر الشملاني الفخم، هي بلدة التاريخ العريق الذي يعبّر عن أهمية البلدة الثقافية والتاريخية والأثرية والطبيعية أيضاً. إنّ هذه البلدة هي بلدة الاصطياف الساحرة شملان !
موقع بلدة شملان:
تقع بلدة شملان في قضاء عاليه وتنتمي إلى محافظة جبل لبنان. ترتفع البلدة عن سطح البحر بين ٦٠٠ و ٧٥٠ متراً. تمتدّ شملان على مساحة ١٤٦ هكتار أي ما يعادل ١,٤٦ كيلو متر مربّع. تيعد شملان عن عاصمة لبنان بيروت ٢٥ كيلومترًا فيما تبعد عن عاليه مركز القضاء ٧ كيلومترًا فقط. تتمركز البلدة على واحدة من أجمل التلال التي تطلّ على مدينة بيروت وهي ذات مناخ معتدل وجميل.
تبعد عن عاليه مركز القضاء ٧ كيلومترًا فقط. تتمركز البلدة على واحدة من أجمل التلال التي تطلّ على مدينة بيروت
معنى اسم بلدة شملان:
رجّح بعض المؤرخون مثل المؤرخ فيليب حتّي وأبناء البلدة أنّ اسم بلدة شملان يعود إلى اللغة السريانية. تعني الكلمة التمام والكمال. كما يطّن البعض أنّ كلمة شملان تأتي من كلمة الشمل وبذلك يكون اسم البلدة يرمز إلى لم وضمّ الشمل بين الناس.
مركز الشرق الأوسط للدراسات العربية في شملان:
تأسس مركز الشرق الأوسط للدراسات العربية على يد الدولة البريطانية في دولة فلسطين في عام ١٩٤٤ و تم نقله إلى بلدة شملان في جبل لبنان بعد أربع سنوات أي عام ١٩٤٨. تم تعليم الكثير من الدبلوماسيين والسفراء الخارجيين الأجانب من خلال هذا المركز حيث سكن بعض هؤلاء الأشخاص في المركز والبعض الآخر سكن مع أبناء شملان في بيوتهم اتباعاً لنظرية أنّ الاختلاط يسهّل عملية تعلّم اللغة. لم تقتصر عملية التعليم على البريطانيين فقط بل تجاوزت ذلك بوجود الأمريكان واليابانيين أيضاً.
في نطاق مركز الشرق الأوسط للدراسات العربية عينه يوجد مركز بلدة شملان الإنساني والحضاري المتخصص في خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة تحديدًا فئة الإعاقة الذهنية. يتم تقديم الرعاية والمساعدة لكافة الأطفال من خلال برامج تدريبية متخصصة لهم مثل الرعاية الداخلية والرعاية الصحية والرعاية الأسرية الاجتماعية. هذا بالإضافة إلى وجود مركز شمْلان المهني الذي يتألّف من ستة مشاغل مجهّزة. ولا يمكننا أن ننسى نادي كبار السن الثقافي الترفيهي وبرامج رعاية الطفولة المبكرة منذ عمر الولادة حتى عمر ست سنوات.
يهدف هذا المركز الإنساني إلى التشجيع على السياحة الإنسانية التي تعلّم الأفراد تقبّل و احترام الآخر وتدعم فكرة الاندماج الاجتماعي لكل فئات المجتمع دون استثناء من خلال تنظيم مخيمات صيفية لأبناء المغتربين وغيرهم في مركز شملان.
تعني الكلمة التمام والكمال. كما يطّن البعض أنّ كلمة شملان تأتي من كلمة الشمل وبذلك يكون اسم البلدة يرمز إلى لم وضمّ الشمل بين الناس
البيوت الأثرية في شملان:
تعتبر بلدة شملان نموذج ومثال مهم عن البلدة الريفية بسبب وجود العديد من مكونات الطابع الريفي. أحد أبرز هذه المكونات هو وجود البيوت الأثرية في البلدة. تتميّز بلدة شملان في البيوت التراثية القديمة المصنوعة من الحجر الشملاني الأبيض ذو النقوش الفريدة من نوعها. يتوّج هذه البيوت القرميد الأحمر الذي يتألّف من خشب القطراني وهي بيوت من العقد الحجري والقناطر الجميلة. يعود عمر هذه البيوت إلى حقبة قديمة بين ١٨٢٠ و ١٩٠٠. في التسعينات نشأت طريقة عمار جديدة في شمْلان ألا وهي بناء القصور والڤلل الكبيرة الحديثة في البلدة على يد المغتربين والخليجيين والأجانب الذين رغبوا ببلدة شملان كملاذ لهم في أيام الإجازة.
الزراعة في شمْلان:
تحتلّ المساحات الخضراء الزراعية أكثر من ٧٠٪ من مساحة شملان الإجمالية الأمر الذي جعل من الزراعة مصدر أساسي لأبناء البلدة. كانت شملان تشتهر قديماً بزراعة التوت بكثرة بسبب وجود ثاني أكبر معمل حرير قديماً في عام ١٨٤١. تغيّرت المواسم الزراعية في شمْلان وأصبحت اليوم تشتهر بزراعة الزيتون والعنب والتين التي تعتبر الأفضل والأنسب فيها بفضل ارتفاعها عن سطح البحر بين ٦٠٠ و ٧٥٠ متراً الذي يعتبر ارتفاع مناسب تماماً لهذه الأنواع الثلاث.
شملان, تقع البلدة في قضاء عاليه وتنتمي إلى محافظة جبل لبنان. ترتفع البلدة عن سطح البحر بين ٦٠٠ و ٧٥٠ متراً.
كنيسة ودير سيدة المعونات في شمْلان:
يعدّ دير سيدة المعونات الوحيد في شمْلان وهو دير قديم تأسس في عام ١٨٢٨. نشأ بطلب من الأمير حيدر الشهابي ليصبح للناس ملجأ روحي وديني يتّسع لهم. إلى جانب هذا الدير القائم في شمْلان كانت تتواجد مدرسة تحت السنديانة المعمّرة والتي خرّجت الكثير من الأدباء والمؤرخين مثل فيليب حتّي الذي تعلّم فيها اللغة السريانية والعربية والفرنسية والحساب أيضاً.
مطعم الصخرة في شمْلان:
عند ذكر آثار شملان التراثية التاريخية مثل مكبس الزيتون ومعمل الحرير والاسطبلات للخيول. لا يمكننا أن ننسى مطعم الصخرة الذي يعتبر من أعمدة شمْلان الأساسية. كان المطعم عبارة عن خان للقوافل التجارية التي تتّجه من بعبدا إلى بيت الدين وفي عام ١٩٣٦ تحوّل المكان من خان إلى مطعم يدعى مطعم الصخرة لأنّه يقع على صخرة كبيرة في البلدة. يتميّز المطعم بعمارته الجميلة الأثرية التي تتمثّل بالحجر والعقود والقناطر التراثية الأمر الذي جعله مقصد من كافة المناطق اللبنانية.