عنجر ومجدل عنجر، أجمل القرى البقاعية
يعتبر لبنان من أجمل البلدان في العالم بفضل وجود القرى الطبيعية البسيطة التي تملأ مساحته. إنهما بلدتان تاريخيتان زيّنتا سهل البقاع، اشتهرت هاتان البلدتان بالزراعة المتنوعة ذات الجودة العالية، تمركزت في أرجاء القريتين قلعتان أثريتان بقيت إرث من العصور القديمة. اغتنت هاتان القريتان بوجود الينابيع والعيون التي تسقي الأراضي والبيوت. إنّهما بلدة عنجر ومجدل عنجر.
موقع بلدة عنجر:
تقع البلدة في محافظة البقاع وتنتمي إلى قضاء زحلة. ترتفع عنجر عن سطح البحر ارتفاع يتراوح بين ٩٥٠ و ١٠٠٠متراً. تبعد البلدة عن عاصمة لبنان بيروت حوالي ٥٩ كيلومترًا. تمتدّ البلدة على مساحة٢٠ كيلومتر مربّع. تقع البلدة بالقرب من حدود سوريا وتطل بفضل موقعها على السهل والجبل في الوقت عينه.
سبب تسمية بلدة عنجر:
اختلف أبناء البلدة والمؤرخين حول تفسير اسم بلدة عنجر. يعتقد غالبية أبناء البلدة على أنّ كلمة عنجر هي كلمة آرامية تتألّف من كلمتين: كلمة عين وكلمة جر أي العين الجارية بسبب وجود الينابيع والعيون في البلدة. فيما اعتقد القسم الآخر على أنّ كلمة عنجر تعني زئير الأسد.
الزراعة في البلدة :
اشتهرت البلدة بالمساحة الخضراء والأراضي الزراعية الخصبة التي تسقى من نهر الليطاني وأنقى الينابيع العذبة. تتميّز البلدة بزراعة أنواع عديدة من الفاكهة وأهمّها الدراق، التفاح والإجاص. بالإضافة إلى زراعة أنواع مختلفة من الخضار التي يتم تحويلها عن طريق المزارعين عينهم إلى منتجات محلّية يتم بيعها مثل ربّ البندورة وربّ الفليفلة.

. اغتنت هاتان القريتان بوجود الينابيع والعيون التي تسقي الأراضي والبيوت
القلعة الأثرية:
تبدأ السياحة في بلدة عنجر من خلال زيارة أهم معلم سياحي أثري فيها ألا وهي قلعة البلدة التاريخية. تعتبر القلعة الإرث الوحيد المتبقّي على شكل مدينة متكاملة من سلسلة المدن الأموية في الشرق. تم بناء القلعة في القرن الثامن الميلادي على يد الوليد بن عبد الملك. إنّها مدينة أثرية متكاملة تضمّ في أرجائها عدّة أقسام أبرزها القصر الكبير، القصر الصغير، المسجد، السوق الشعبي، الأحياء السكنية، الحمّامات البخارية القديمة وأخيراً الباحة الكبيرة الخارجية التي تشكّل واحدة من أجمل روائع التصميم العربي. تعرّضت المدينة الأموية للطمر والردم وسكنت فقط لمدّة ١٥ سنة. تفتح قلعة البلدة أبوابها لاستقبال الزائرين في كل أيام الأسبوع على مدار السنة.
المطاعم في البلدة :
عرفت البلدة منذ بداية عهدها في غناها على صعيد القطاع السياحي. حيث تنتشر فيها الكثير من المطاعم والمقاهي الفخمة التي تقدّم ألذ أنواع المأكولات اللبنانية وتحسن ضيافة الزائرين بوجود أجود أنواع الفاكهة والخضار العضوية النظيفة. تحظى البلدة منذ سنين بزيارة الكثير من الناس والسائحين فتدخل إلى أراضي البلدة حوالي ٦ آلاف إلى ١٠ آلاف سيارة لزيارتها والاستمتاع بمطاعمها اللذيذة.

اختلف أبناء البلدة والمؤرخين حول تفسير اسم البلدة
موقع مجدل عنجر:
تقع مجدل عنجر في محافظة البقاع وتنتمي إلى قضاء زحلة. تبعد عن البلدة حوالي كيلومتر واحد فقط. تقع البلدة على سفح سلسلة جبال لبنان الشرقية تحديداً على الطريق الدولية التي تربط بيروت بمدينة دمشق. تبعد مجدل عنجر عن بيروت عاصمة لبنان حوالي ٦١ كيلومتر وترتفع عن سطح البحر ١٠٠٠ متر.
تسمية بلدة مجدل عنجر:
يعود اسم بلدة مجدل عنجر إلى اللغة السريانية. تعني كلمة مجدل في اللغة العربية القصر أو الحصن ويعود ذلك نسبةً لوجود قلعة مجدل عنجر التاريخية فيها.
قلعة مجدل عنجر الأثرية:
هي واحدة من أهم المعالم الأثرية التاريخية في البلدة. تقع القلعة على تلّة مرتفعة تطلّ على مختلفة أجزاء من سهل البقاع. يعود تاريخ بناء القلعة إلى العهد الروماني أو مع نهاية القرن الميلادي الأول. بنيت القلعة على يد شعب “أيطوري” سكن في البقاع وعرف بحبّه للحرّية وبنى مدينة له تحت القلعة.
مسجد عمر بن الخطّاب:
هو المسجد القديم أو مسجد عمر بن الخطّاب الذي يعدّ من أقدم وأهم المعالم الدينية والأثرية في مجدل عنجر. تأسّس المسجد في القرن الأول الهجري في عهد الفتح الإسلامي لبلاد الشام على يد الوليد بن عبد الملك بن مروان. يتميّز المسجد بمئذنته الفريدة من نوعها. تم هدم المئذنة على يد الصليبيين ثم أعيد ترميمها وبنائها على يد صلاح الدين الأيوبي خلال حملته لتحرير فلسطين. ما زالت المئذنة تعمل حتى يومنا هذا.