كوسبا، قلب السياحة الدينيّة في الكورة !

كوسبا,

هي ثاني أكبر بلدة في قضاء الكورة، تتميّز بطبيعتها الخلّابة والغنية بألذّ المزروعات. تعتبر ثروة للسياحة الدينية بسبب وجود الكثير من الكنائس القديمة فيها. لا يمكنك زيارتها دون تذوّق ألذّ أنواع المثلّجات التي تتم صناعتها على يد أبنائها بحرفية تامّة وطعم لا مثيل له في كل أنحاء لبنان. إنّها بلدة “كوسبا” الجميلة.

موقع ومساحة كوسبا:

تقع البلدة في قضاء الكورة و تنتمي إلى محافظة لبنان الشمالي. تطلّ كوسبا على وادي قاديشا و تبعد عن عاصمة لبنان “بيروت” حوالي ٧٦ كيلومترًا. فيما تبعد عن مدينة طرابلس مسافة ١٧ كيلومتراً وعن أميون مركز القضاء حوالي ٤ كيلومتر فقط. تمتد كوسبا على مساحة ٦ كيلومتر مربّع ويبلغ ارتفاعها عن سطح البحر بين ٤٠٠ و ٥٠٠ متر.

مناخ وزراعة كوسبا:

تتمتّع بلدة كوسبا بمناخ معتدل في جميع أيام السنة لأنّها تقع في الوسط بين الساحل والجبل. تعرف كوسبا بأشجار الزيتون التي تملأ قضاء الكورة بأكمله وتغطي مساحة كبيرة منه. هذا بالإضافة إلى زراعة الصنوبر و العديد من الفاكهة كفاكهة الكرمة، اللوز،التّين، الإجاص الجردي والعنب.

كوسبا

تتمتّع بلدة كوسبا بمناخ معتدل في جميع أيام السنة لأنّها تقع في الوسط بين الساحل والجبل

تسمية بلدة كوسبا:

اختلف الناس وأبناء بلدة كوسبا على أصل تسميتها. يعتقد البعض أنّ كوسبا هي كلمة من جذور سريانيّة تعني مغطّاة باللغة العربية وأطلق هذا اللقب على البلدة بسبب الغطاء النباتي الأخضر الذي كان يغطّي البلدة من جميع الجوانب. فيما يعتقد البعض الآخر إن كلمة كوسبا أتت من كلمة “كسبة” أي الربح من العيش وقد اعتمدوا على هذا التفسير لأنّ البلدة كانت من أهم الأسواق التجارية بسبب وقوعها على طريق القوافل المتنقّلة بين طرابلس والبقاع وبين أقضية زغرتا بشرّي و البترون واستطاع سكان البلدة كسب الكثير من المال في تلك الفترة. هناك قسم آخر أيضاً يرجّح أنّ كلمة كوسبا تعني المال، الذهب والفضّة.

دير سيّدة حمطورة في كوسبا:

إنّه دير قديم مبني في قلب الجبل لذلك لقّب باسم نبع الجبل. شهد الدير على الكثير من الأحداث التي أثّرت على ازدهاره أهمّها غزو المماليك والعثمانيين، زلزال عام ١٦٠٠ و عام ١٩١٦، الحريق الكبير الذي تشب في عام ١٩٩٢ وألحق بالضرر على الدير ولكن في الوقت عينه ساهم الحريق في اكتشاف رسوم بيزنطية قديمة محفورة في جدران الدير ظهرت بعد الحريق. في القرن الثالث عشر تم ترميم الدير على يد القديس حمطورة كما تم إعادة تأهيله مرة ثانية في عام ١٩٩٤ وأصبح من أكبر الأديرة الموجودة في الشرق الأوسط حيث يصل عدد رهبانه إلى ١٨ راهب. يتم الوصول إلى الدير من خلال السير على الأقدام صعوداً في الجبل.

كنيسة القدّيسين سرجيوس وباخوس:

إنّها كنيسة صليبية قديمة تم بناؤها على عدّة مراحل. مع ازدياد أعداد سكان البلدة كانوا يسعون لتوسيعها أكثر فأكثر. نجد في الكنيسة لوحة كتب عليها أنه تم تجديدها في عام ١٨٢٤.

كوسبا

اختلف الناس وأبناء البلدة على أصل تسميتها. يعتقد البعض أنّ كوسبا هي كلمة من جذور سريانيّة

كنيسة السيدة:

هي من أكثر الكنائس قدماً والتي تحتوي على آثار أكثر من باقي الكنائس في كوسبا. تعود الكنيسة الصغيرة  للقرن الحادي عشر. قام الروس بترميمها وبناء كنيسة أكبر فوقها. تحتوي الكنيسة على رسوم بيزنطية وزخارف من القرون الوسطى.

ساعة المدينة:

ترتفع ساعة كوسبا القديمة فوق كنيسة القديسين سرجيوس وباخوس. وضعت فيها في  العام ١٩٢٢ ويعود جهاز الساعة الداخلي إلى القرن العشرين وتحديداً في العام ١٩٠٥. كانت هذه الساعة تقدمة من أحد أبناء الرعية للأهالي. تم تصنيعها في ألمانيا في عام ١٨٩٠. مازالت الساعة تعمل حتى يومنا هذا ويتم صيانتها كل ما احتاجت إلى ذلك من قبل أبناء البلدة للحفاظ على تاريخها العريق.

كوسبا

. تمتد على مساحة ٦ كيلومتر مربّع ويبلغ ارتفاعها عن سطح البحر بين ٤٠٠ و ٥٠٠ متر.

قلعة لبنان في كوسبا:

في قلب منطقة الحرّية نشأت قلعة لبنان أو القصر الأسود أو متحف عائلة صرّاف في كوسبا. تضمّ هذه القلعة ثلاثة متاحف تمثّل الطبيعة والتراث والإنسان. إنّ هذه القلعة هي حلم طبيب الأسنان إيلي صرّاف ابن الكورة الذي اغترب عن لبنان لمدّة قصيرة وعاد مع عائلته لتحقيق حلمه ببناء قلعة في بلدة كوسبا. ترتفع القلعة بعلو ٣٧ متر عن الأرض. تأسّس المتحف سنة ١٩٨٤ وصنع من الحجر البركاني الأسود الذي تم نقلها من جرود عكّار لبناء القلعة. بالإضافة إلى مبنى القلعة نجد متحف الفسيفساء والموزاييك الذي يتضمّن لوحات فنيّة رائعة مزيّنة بألوان كثيرة. تطغى على جدران المتحف رسومات الزيتون والكرمة التي تشتهر بها كوسبا بالإضافة إلى أشكال معدّات موسيقية كالعود بسبب حبّ الطبيب صرّاف للموسيقى. في القلعة ساحة واسعة قام صرّاف بتلبيسها بالحجر الصخري لتصبح مسرح مفتوح للعروضات الفنيّة. كما أنشأ متحف الحجر في عام ٢٠١٠.

الحديقة العامّة:

تعتبر الحديقة مقصد لكل أبناء الكورة وجميع اللبنانيين بفضل إطلالتها الرائعة على وادي قاديشا ودير حمطورة. تم افتتاح الحديقة  في أيّار سنة ٢٠١٦. تتميّز بكونها مجهّزة لذوي الاحتياجات الخاصة أيضاً. يتم تنظيم فيها جميع المناسبات كمناسبة أعياد الميلاد، التخرّج والمناسبات الدينية أيضاً. بالإضافة إلى إقامة مهرجانات فنيّة فيها بحضور الكثير من الفنانين والفنانات في كل عام.