الهرمل، هبة العاصي في لبنان.
هي من أجمل المدن اللبنانية، تحتوي على ثروة سمكية ضخمة ونادرة، يوجد فيها أكبر الأنهار اللبنانية وأهمها، من وسطها انتشرت أهم الرياضات البحرية التي تقام فيها فقط ، إنّها مدينة الهرمل !
موقع الهرمل:
تقع الهرمل في قضاء الهرمل الذي يحمل اسمها وتنتمي إلى محافظة بعلبك الهرمل وتحديداً في القسم الشمالي من سهل البقاع الشمالي. تمتدّ الهرمل على مساحة ٥٠ كيلومتر مربّع. ترتفع عن سطح البحر ارتفاع يتراوح بين ٧٥٠ و ٢٠٠٠ متراً. تبعد الهرمل عن عاصمة لبنان بيروت حوالي ١٤٠ كيلومترًا.
سبب تسمية مدينة الهرمل:
اختلف الناس وأبناء المدينة حول شرح وتفسير سبب تسمية المدينة بهذا الاسم. يعتقد البعض أن كلمة الهرمل تعني المسنّة أي المتقدّمة بالعمر نسبةً لتاريخ المدينة القديم وقدمها. فيما يعتقد القسم الآخر أن مدينة الهرمل سمّيت بهذا الاسم إحياءً لأمير إمارة عرقا التي امتدّت من شكّا إلى بعلبك. تربّى هذا الأمير في المدينة وترعرع في أحيائها وقام بممارسة هواية الصيد فيها حتى دفن فيها أيضاً بعد موته. أقيم على قبره عمود هرمي نحتت عليه علامة صيد الغزلان إكراماً له ومن هنا يأتي اسم المدينة الجميل.

.هي من أجمل المدن اللبنانية
نهر العاصي في الهرمل:
كما أطلق على مصر لقب هبة النيل إنّ مدينة الهرمل هي هبة العاصي أيضاً. هو أحد أطول الأنهار في المنطقة وأكثرها غزارة. ينبع نهر العاصي من نبع عين الزرقا في جنوب الهرمل. يبلغ طول النهر حوالي ٥٧١ كيلومتر. يرتفع نهر العاصي عن سطح البحر حوالي ٦٦٠ متراً. سمّي النهر بهذا الاسم لأنّه يجري من الجنوب إلى الشمال على عكس جميع الأنهار اللبنانية التي تجري من الشمال إلى الجنوب. يحتوي النهر على ثروة سمكية غنيّة حيث يقوم بإنتاج حوالي طن ونصف سنويّاً من الأسماك ذات الحجم المختلف.
عين الزرقاء في الهرمل:
هي المنبع الأساسي لنهر العاصي. أطلق عليها هذا الاسم بفضل صفاء مياهها وعذوبتها. تتميّز العين ببرودة مياهها الأمر الذي يجعلها واحدة من أجمل العيون اللبنانية. تملأ ضفاف هذه العين أشجار قديمة تجاوز عمرها الألف سنة.
شلالات الدردارة في الهرمل:
إنّها من أهم المعالم الطبيعية السياحية في الهرمل. أطلق عليها اسم شلالات الدردارة نظراً لوجود أشجار الدردارة على أطرافها. توجد على ضفافها الكثير من المطاعم والمنتزهات التي تقدّم ألذ الأطعمة مع الإطلالة الساحرة لهذه الشلالات. يمكن زيارة هذه الشلالات عن قرب من خلال قوارب مخصّصة للاستمتاع بسحرها.

ينبع نهر العاصي من نبع عين الزرقا في جنوب الهرّمل
رياضة التجديف الفردي والجماعي:
بفضل غزارة مياه نهر العاصي و وجود الكثير من الشلالات المتفرّقة على طول النهر اشتهرت الهرمل بممارسة رياضة بحرية جميلة أصبحت مقصد كل لبناني وسائح أيضاًألا وهي رياضة الرافتينغ. يبدأ موسم هذه الرياضة من شهر نيسان إلى شهر تشرين الأول كي يستطيع الزوار تحمّل برودة مياه العاصي. يتمّ تدريب كل من يريد ممارسة هذه الرياضة قبل البدء بها. كما يتمّ تنفيذ جميع الأمور التي تحفظ سلامة المواطنين من لباس سترة الإنقاذ لتفادي الغرق و القبعة للحماية من الأشجار والاصطدام بالأغصان القاسية.
قاموع الهرّمل:
تعاقبت على بلدة الهرمل العديد من الحضارات التي تركت فيها مختلف الآثار. يعتبر قاموع الهرمل أحد أهم المعالم الأثرية في الهرمل. يبعد القاموع حوالي ٦ كيلومتر عن الهرمل ويعود تاريخ بنائه إلى عام ١٧٥ قبل الميلاد. يرتفع قاموع الهرّمل حوالي ٢٦ متراً عن سطح الأرض. يتألّف القاموع من عدّة أقسام، القسم الأول هو قاعدة يبلغ ارتفاعها ١.٤٠ متراً تتمثّل بثلاث طبقات من الرخام الأسود. القسم الثاني هو طابق مربّع الشكل يبلغ ارتفاعه ٧،٨٠ متراً مزيّن بالنقوش. القسم الثالث أيضاً مربّع الشكل يبلغ ارتفاعه ٧،٢٠ متراً. أمّا القسم الأخير فهو طابق على شكل هرم يبلغ ارتفاعه ٩،٦٠ متراً يحتوي على الكثير من النقوش واللوحات التي تعود إلى ملوك عديدة وترمز إلى صيد الغزلان والخنازير البرّية. يلاحظ أن القاموع ملوّن بلونين وذلك بسبب عملية تدميره التي حصلت في عام ١٩٢٧ على يد الاستعمار الفرنسي الذي كان يطمع بوجود كنوز داخل القاموع.

تعاقبت على بلدة الهرمل العديد من الحضارات التي تركت فيها مختلف الآثار
دير مار مارون في الهرّمل:
يعتبر دير مار مارون أو مغارة الراهب من أهم المعالم الدينية الموجودة في الهرمل. لجأ إلى الدير القدّيس مار مارون مع بعض الرهبان في القرن الرابع الميلادي. يتألّف الدير من ثلاث طبقات ترتبط ببعضها عبر سلالم وأدراج. كل طبقة تحتوي على عدّة غرف. يرتفع الدير حوالي ٩٠ متراً عن نهر العاصي.
قناة زنّوبيا في الهرّمل:
تبعد هذه القناة حوالي ١٠ كيلومتر عن الهرّمل ويبلغ عمقها حوالي ٣٥ متراً. تبدأ القناة من وادي العاصي وتتجه إلى سوريا لتروي مدينة تدمر بالمياه الغزيرة العذبة. تم إنشاء هذه القناة قديماً أي نحو ٢٠٠ سنة قبل الميلاد.
بريصا:
تبعد بريصا عن الهرّمل حوالي ٩ كيلومتر وتضمّ فيها لوحتين أثريتين لنبوخذ نصّر. نقش على اللوحتين بالكتابة المسمارية العديد من الجمل والعبارات. كما يوجد نقوش ورسوم لعدّة أشخاص تعود لشهداء الحملة التي قاموا بها قديماً. هذا بالإضافة إلى وجود الكنيسة الأثرية البيزنطية في بريصا والتي تعتبر معلم ديني أثري مهم جدّاً.
العمارة التراثية في الهرّمل:
تتميّز البيوت في الهرّمل بعشرات النماذج التي ترمز إلى العمارة التراثية. تزيّن البيوت في الهرّمل النقوش والقناطر الموجودة في جدران وأسقف المنازل ومداخلها أيضاً. أعطت هذه البيوت القديمة التراثية طابع فريد من نوعه للعمارة في الهرّمل وجعلتها تحمل قيمة المظهر والمضمون أيضاً.