غزير، بوابة كسروان الفتوح!

هي بلدة أصبحت شبه مدينة كاملة من كل النواحي، هي بلدة جمعت بين الثقافة والأدب والدين والطبيعة والتراث في آن واحد، هي بلدة القداسة، هي بلدة السوق العتيق، هي بلدة المطاعم الفخمة التي تطلّ على البحر. إنّ هذه البلدة هي غزير من قضاء كسروان!

موقع بلدة غزير:

تقع بلدة غزير في قضاء كسروان الفتوح وتنتمي إلى محافظة جبل لبنان. يبلغ ارتفاع البلدة عن سطح البحر بين ٠ و ٦٠٠ متراً. تمتدّ البلدة على مساحة ٥٤٢ هكتار أي ما يعادل ٥،٤٢ كيلو متر مربّع. تبعد بلدة غزير عن عاصمة لبنان بيروت حوالي ٢٧ كيلومتراً فيما تبعد عن مدينة جونية مركز القضاء ٧ كيلو متر فقط.

غزير

هي بلدة أصبحت شبه مدينة كاملة من كل النواحي

معنى اسم بلدة غزير:

اختلفت التفسيرات التي تشرح معنى اسم بلدة غزير وتنوّعت في العديد من اللغات. بدايةً مع الجذر السامي الذي يقول أنّ كلمة غزير تعني الحصّة والنصيب. أمّا اللغة السريانية فقد أعطت لكلمة غزير معنى آخر مشتق من كلمة جزيرتا وهو يعني المنفصلة. ينطبق ويتلائم هذا التفسير على طبيعة بلدة غزير لأنّها تنفرد وتنفصل  بين جبلين عن محيطها الطبيعي.

سوق غزير التراثي:

كن أهم المعالم السياحية التراثية في بلدة غزير هو السوق التراثي العتيق. يمتدّ هذا السوق من منطقة جسر المعاملتين، حيّ المطاعم وصولاً إلى رأس البلدة. كان السوق قديماً يحتوي على محلات لحرف الحياكة وغزل القطن وصناعة الخشب أمّا اليوم ومع مرور الزمن أصبحت الحلات الموجودة فيه تعتمد على تجارات مختلفة تتناسب مع التطور الحالي الذي نعيشه. حافظ السرق على تراث الأبنية الحجرية ذات القرميد الأحمر وعلى الأدراج العتيقة في رحابه كما أضيف عليه منذ عدّة سنوات حديقة عامّة للترفيه.

غزير

غزير, تقع البلدة في قضاء كسروان الفتوح وتنتمي إلى محافظة جبل لبنان. يبلغ ارتفاع البلدة عن سطح البحر بين ٠ و ٦٠٠ متراً

البيوت التراثية في بلدة غزير:

تكتنز بلدة غزير في أحيائها على الكثير من البيوت التراثية التي بقيت إرث من الأجداد والآباء حتى اليوم. تنقسم هذه البيوت على ثلاث مجموعات أساسية. المجموعة الأولى هي الخاصة بالأغنياء الذين تغرّبوا وحصلوا على المال ثم قدموا إلى بلدتهم وأنشأوا فيها منازل وقصور على الطراز الفلورانسي الإيطالي. تتميّز هذه البيوت بكبرها، ارتفاع سقفها، الواجهات الثلاث الزجاجية المرتفعة والقرميد الأحمر. أمّا المجموعة الثانية فهي تعود إلى الشيوخ والمتدينين الذين أسسوا بيوت حجرية مكعّبة بسيطة ذات أدراج وقناطر. أخيراً المجموعة الثالثة وهي من نصيب الفلاحين والفقراء أو غير المقتدرين ماديّاً. كانت بيوت هؤلاء الأشخاص بدون فواصل وجدران على هيئة غرفة واحدة مع ساحة للمواشي واحتمال وجود قبو. جميع هذه البيوت ما زالت تزيّن بلدة غزيروتعكس الطابع الأثري والتراثي العريق فيها.

المركز الثقافي البلدي في غزير:

اهتمّ أهالي وسكّان بلدة غزير بالثقافة والأدب إضافةً إلى السياحة والتراث والطبيعة الخلّابة. قام بتأسيس هذا المركز الثقافي البلدي أي المكتبة الأستاذ إبراهيم الحداد رئيس البلدية السابق وجهّزها بآلاف الكتب بمختلف اللغات، المخطوطات للأدباء الشهيرين مثل الكاتب إرنست رنان الذي أقام في عزير لمدّة ٤٤ يوم والعديد من أجهزة الكومبيوتر. تستقبل المكتبة جميع التلاميذ والناس من غزير وكامل كيروان وهي تعتبر الأولى في قضاء الفتوح.

رياضة المشي في غزيْر:

لا يمكنك زيارة بلدة غزير فعليّاً إلّا إذا قمت بممارسة المشي في أحيائها المعروفة والمشهورة مثل حيّ قلب يسوع وحيّ مار مطانيوس. جميع هذه الأحياء هي دروب مناسبة للتنزّه أمام المناظر الجميلة التي تريح الأنظار. بالإضافة إلى وجود أكثر من حديقة عامّة مثل حديقة ساحة البلدة التي تقوم بنشاطات كثير بالتنسيق مع لجنات عديدة وحديقة مار مطانيوس التي تستقبل الناس في المناسبات الدينية.

غزير

اختلفت التفسيرات التي تشرح معنى اسم بلدة غزيْر وتنوّعت في العديد من اللغات

السياحة الدينية في غزير:

أطلق على بلدة غزير لقب بلدة القداسة نسبةً لوجىد الكثير من الكنائس والأديرة القديمة فيها والتي يعود أقدمها إلى القرن الثامن عشر. من أهم الكنائس هي كنيسة البطريركية المارونية التي تعود إلى عام ١٨٤٣. كانت مركز للشهابيين ولكن أخذها الآباء اليسوعيين و بنوا فيها كنيسة مار يوسف في عام ١٨٩٧. كما يوجد دير مار فرنسيس الذي بني على أنقاض دير مار يوحنا ويقال أنّ الأمير بشير الثاني ولد فيه. إلى جانب دير مار فرنسيس توجد كنيسة سيدة الأبراج التي بنيت على أنقاض برج للحراسة والحماية قديماً. كما يوجد دير مار الياس الذي بني في عام ١٦٦٦ على يد الشيخ طربي حبيش على أنقاض معبد قديم. هذا بالإضافة إلى عدّة كنائس مثل كنيسة خشبا ذات العمارة والهندسة الفريدة بالقناطر والارتفاع، كنيسة السيدة وغيرها أيضاً. وأخيراً منزل الطوباوي يعقوب الكبوشي الذي تم شراؤه وأصبح مزار يعرّف الناس على حياة الأب يعقوب وكل فترات حياته حتى يتعلّموا منها ويأخذوا العبر ويقيموا الصلاة.

آثار بلدة غزيْر:

تحتوي غزير على العديد من الآثار التي بقيت من العصور القديمة مثل قصر المزار الذي مرّ بعدّة مراحل. كان قصر المزار قصر لآل شهاب بني على يد الأمير بشير الثاني في أوائل القرن التاسع عشر. تم شراء القصر من آل الشهاب ليصبح مدرسة المزار في غياب الآباء اليسوعيين في عام ١٨٨٥. كما تعتبر بلدة غزير بلدة غنية بالمطاحن التقليدية التي تعمل على الماء ويبلغ عددها ١٢ مطحنة خضعت للترميم منذ حوالي ٤ سنوات.

تعرف أكثر على بلدة كفرحيم!