غوسطا، بلدة الأحبار والأديار!

هي بلدة الأديار والكنائس الأثرية العتيقة، هي بلدة المساحات الخضراء والأشجار الحرجية، هي بلدة المونة البلدية الشهيرة بأنواعها وجودتها العالية، هي بلدة الرياضات المميزة كالطيران بالمظلة، هي بلدة المهرجانات السنوية الصيفية التي تنشر الحب إلى كل لبنان، هي بلدة أم المدارس المارونية  وأهمها

موقع بلدة غوسطا:

تقع بلدة غوسطا في قضاء كسروان الفتوح وتنتمي إلى محافظة جبل لبنان. يبلغ ارتفاع البلدة عن سطح البحر بين ٢٥٠ و ١١٠٠ متراً. تمتدّ البلدة على مساحة ٣٨٠ هكتار أي ما يعادل ٣،٨ كيلو متر مربّع. تبعد بلدة غوسطا عن عاصمة لبنان مدينة بيروت ٣٠ كيلومتراً فيما تبعد عن جونية مركز القضاء ١١ كيلومتر.

غوسطا

معنى اسم بلدة غوسطا:

تعدّدت التفسيرات والأقوال التي تشرح معنى اسم بلدة غوسطا. حيث ردّها البعض إلى اللغة اليونانية وهي مشتقة من كلمة أوغوستا التي ترمز إلى الكبر والعظمة. أمّا القسم الآخر فقد رجّح أنّها جاءت من كلمة قسطاس التي تعني العدل والحق. وأخيراً القسم الثالث والأخير الذي يروي أنّ غوسطا أخذت اسمها من السيدة الرومانية أوغوستا أخت الإمبراطور أغسطس قيصر التي اتخذت من قلعة بلدة غوسطا مسكناً لها. يبقى التفسير الأول الأقري إلى واقع بلدة غوسطا وموقعها الجغرافي الذي يجعلها تتمركز على القمم الجبلية بكل عظمة وشموخ.

مدرسة عين ورقة:

تعتبر هذه المدرسة من أهم المعالم السياحية والثقافية والتاريخية في الوقت عينه في بلدة غوسطا. كانت عبارة عن دير يدعى دير مار أنطونيوس ولكن في العام ١٧٨٩ تم تحويله إلى مدرسة عين ورقة.

افتتحت المدرسة أبوابها لاستقبال التلاميذ في عام ١٧٩٧- ١٧٩٨. لعبت هذه المدرسة دور مهم في الثورة الثقافية حيث خرّجت ٥ بطاركة و ٢٠ مطران. كانت التعليم في هذه المدرسة بالغ التطور والغنى فقد كان يتم تعليم خمس لغات إلى جانب الديانة اللاهوتية والفلسفية. أكلق عليها ألقاب عديدة نسبةً لأهميتها مثل أم مدارس لبنان وسوريا، جامعة الشرق, صوربون لبنان وغيرها من الألقاب أيضاً. كانت مدرسة عين ورقة تضاهي المدرسة المارونية في روما واعتبرت البديلة لها.

غوسطا

أحراج بلدة غوسطا: 

تعتبر بلدة غوسطا بلدة غنية بالثروة الطبيعية والمساحات الخضراء التي تسكّل ملجأ ومقصد كل الراغبين بالهدوء والسكينة. تحيط الأحراج ببلدة غوسطا من جوانبها الأربعة. تنتشر فيها الأشجار الحرجية المتنةعة بين شجرة السنديان، شجرة الصنوبر، شجرة الشربين وشجرة القطلب. ساهمت هذه الأشجار بتواجد في غوسطا مناخ جميل ومعتدل يتصف بالهواء العليل والنقي الذي يريح الزائرين.

السياحة الدينية في غوسْطا:

لم يطلق على بلدة غوسطا عبثاً لقب بلدة والأحبار والأديار فهي لا شكّ أنّها غنية بالكثير من الكنائس والأديرة في كل أرجائها و مختلف مناطقها. من أقدم هذه الأدير هو دير مار شليطا الذي بني على قسمين. يعود تاريخ القسم الأول إلى أكثر من ٩٠٠ سنة أي تقريباً عام ١١٠٠ أمّا القسم الثاني الأجدد فيعود إلى عام ١٦٢٨. هو دير أثري قديم مصنوع من الحجر ويتميز بكنيسته الصغيرة.

ثانياً كنيسة سيدة النصر التي كانت تدعى كنيسة نسبي بسبب موقعها بين غوسطا ودرعون. بنيت هذه الكنيسة في عام ١٨٧٧ وفتحت أبوابها في عام ١٨٨٣. تعدّ هذه الكنيسة غنية بالصور والأيقونات التي تحتوي عليها من الداخل وهي تتنوع بين صور مرسومة يدوياً من فنانين في غوسطا وبعض اللوحات القادمة من إيطاليا.

ولا يمكن أن ننسى كنيسة ودير مار يوسف الحصن التي بنيت في عام ١٧٦٩ واشتهرت بهندستها الداخلية ذات المزيج الأجنبي من الداخل، دير  الكريم الذي بني في عام ١٧١٥ على أنقاض قلعة رومانية وتم توسيعه و تطويره على عدة مراحل.

غوسطا

رياضة Paragliding:

لا تقتصر السياحة في بلدة غوسطا على السياحة الدينية والطبيعية فقط بل تتعدى ذلك بالسياحة الرياضية التي تعتمد على ممارسة رياضة الطيران بالمظلة. يتم الطيران من أرض غوسط وتحديداً من تلة ضهر الزيتونة التي تقع على ارتفاع يتراوح بين ٧٤٠ و ٧٥٠ متراً. يطل الموقع على كل بيروت وخليج جونية وهو منظر ساحر لا يمكن التعبير عنه بأي كلمة. جميع المسؤولين عن هذه الرياضة هم مدربين محترفين وأصحاب شهادات وخبرات تمكنهم من الطيران بكل أمان ومع الحفاظ على سلامة الأشخاص. يمكن أن تستغرق هذه الرياضة من حوالي ١٢ دقيقة وصولاً إلى النصف الساعة وأكثر.

تعرّف أكثر على بلدة رشميا!