طرابلس، مدينة العلم والعلماء!

هي عاصمة لبنان الثانية، هي الثانية بعد مدينة القاهرة في الآثار المملوكية القديمة، هي مدينة تضمّ في أحيائها أكثر من ١٦٠ معلم أثري قديم من مساجد، خانات، كنائس، قلاع، حمّامات تركية وأسواق شعبية. عند زيارة هذه المدينة تشعر وكأنّك في بيتك بفضل رحابة صدر أبنائها، كرمهم وطيبة قلبهم. إنّ هذه المدينة هي طرابلس الفيحاء !

موقع مدينة طرابلس:

تقع مدينة طرابلس في محافظة شمال لبنان وهي عاصمة هذه المحافظة وتنتمي إلى قضاء طرابلس الذي يحمل اسمها مركزاً له. تمتدّ المدينة على مساحة ١٤ كيلومتر مربّع وهي ثاني أكبر مدينة لبنانية بعد العاصمة بيروت. تبعد طرابلس عن بيروت حوالي ٨٥ كيلومترًا وهي مدينة ساحلية لا ترتفع عن سطح البحر. يبلغ عدد السكان فيها أكثر من ٨٥٠ ألف نسمة وهي مدينة تصمّ الكثير من المناطق مثل منطقة القبّة، أبي سمراء، الزاهرية، الميناء، عزمي، الضم والفرز، باب الرمل، التبانة، باب الحديد، التلّ، ساحة النور وغيرها من المناطق أيضاً.

شرح اسم مدينة طرابلس:

أطلق على طرابلس المثير من الأسماء منذ بداية عهدها حتى يومنا هذا على سبيل المثال لقّبها الفينيقيون باسم آثر ولكن كان اسم طرابلس هو الاسم الأكثر شهرة وهو الذي بقي ثابتاً إلى اليوم. إنّ كلمة طرابلس هي من اللغة اليونانية tripolis وهي تعني اتحاد المدن الثلاث. جاء هذا الاسم بعد اتحاد المدن الفينيقية الثلاث صيدا وصور وأرواد.

طرابلس

طرابلس, تقع في محافظة شمال لبنان وهي عاصمة هذه المحافظة وتنتمي إلى قضاء طرابلس الذي يحمل اسمها مركزاً له. تمتدّ المدينة على مساحة ١٤ كيلومتر مربّع

الجزر الطبيعية في طرابلس:

بفضل موقع و إطلالة مدينة طرابلس على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط اكتسبت ثروة مائية غنية بالجزر الطبيعية البحرية. هي عبارة عن ثماني جزر موجودة في بحر الميناء المنطقة البحرية الطرابلسية التي تحتوي على الكورنيش الطرابلسي، المرفأ والثروة البحرية أيضاً. أول جزيرة هي جزيرة عبد الوهاب التي تشكّل حديقة صديقة للبيئة بكل ما للكلمة من معنى لأنّها المكان الوحيد الذي يمنع فيه التدخين على الرغم من أنّه في الهواء الطلق. أبرز ما يميّز هذه الجزيرة هو الجسر الذي يربطها بالكورنيش البحري ذو الإطلالة الساحرة. تحتوي الجزيرة على محمية طيور وغزلان وفيها تقام النشاطات البيئية وندوات التوعية البيئية بالاشتراك مع المدارس والجامعات.

ثاني الجزر هي جزيرة البلّان التي تشبه الحوت بشكلها من الأعلى. في هذه الجزيرة نجد مسبح داخلي طبيعي يسمّى جورة طرزان ويبلغ عمقه حوالي المترين. مقابل جزيرة البلّان نجد ثلاث جزر الرميلة والعشاق والجزيرة الثالثة الصغيرة.

أهمّ الجزر الطرابلسية هي جزر محمية النخيل التي تتألف من ثلاث جزر: النخيل أو الأرانب والرمكين والسننة. تبعد المحمية عن شاطئ الميناء حوالي ٥ كيلومتر.

جزيرة النخيل أو الأرانب التي تبلغ مساحتها ١٨٠ ألف و٧٩٦ متر مربّع وهي جزيرة ذات مياه صافية تحتوي على كنيسة صليبية تعود للقرن الثالث عشر ميلادي وملّاحة تقليدية.

جزيرة الرمكين التي تبعد ٦٠٠ متراً عن النخيل وهي جزيرة ذات مغاور كثيرة تستقطب فقمة البحر المتوسط التي شارفت على الانقراض كما تحتوي على خنادق تعود للانتداب الفرنسي.

أخيراً جزيرة السننة التي تبلغ مساحتها حوالي ٤٥ ألف و ٥٠٣ متر مربّع وتبعد ٥٠٠ متراً عن جزيرة النخل.

طرابلس

جزيرة النخيل أو الأرانب التي تبلغ مساحتها ١٨٠ ألف و٧٩٦ متر

معرض رشيد كرامي الدولي:

هو معرض دولي ضخم تم تصميمه على يد المصمم المعماري البرازيلي العالمي Oscar Niemeyer في عام ١٩٦٢ وبدأوا بناءه في عام .١٩٦٧ ولكن الحرب الأهلية تسببت في توقّف عملية البناء. تبلغ مساحته تقريباً مليون متر مربّع تنقسم إلى عدّة أقسام مختلفة : ١٢٠ ألف متر مربّع من الحدائق، ٢٠ ألف متر مربّع من البرك المائية، ١١٠ آلاف متر مربّع من البناء، ٥٥ ألف متر مربّع قاعات للعرض، ٥٠٠٠ موقف للسيارات و ١٨ معلم.  يعتبر هذا المعرض حديقة عامة ومنفذ الطرابلسيين فهو ملاذ كل هاوي رياضة. تقام في المعرض الكثير من المهرجانات والمناسبات السنوية بفضل وجود المساحات الشاسعة فيه. يعدّ هذا المعرض مشروع سياحي واقتصادي ضخم يحتاج إلى الكثير من الاهتمام وتسليط الضوء لكي تظهر أهمّيته الفعلية أمام كل العالم وليس لبنان فقط.

الخانات التراثية في طرابلس:

كانت مدينة طرابلس في عهد المماليك تشكّل مدينة اقتصادية وتجارية مهمّة. وأبرز ما يدلّ على هذا الأمر هو وجود العديد من الخانات في داخل المدينة.

خان العسكر هو أكبر الخانات الطرابلسية وهو عبارة عن بناء تراثي مؤلف من طابقين. كان يستخدم مثل نزل أو فندق للتجار القادمين إلى طرابلس مع أحصنتهم لشراء البضائع والمنتجات الطرابلسية.

خان الصابون الذي يرمز إلى أهم الصناعات التي تشتهر بها مدينة طرابلس. فتعدّ صناعة الصابون لدى بعض الطرابلسيين إرث قيّم ورثوه عن آبائهم وأجدادهم ولا يعمدون إلى خسارته أبداً. يتمّ إنتاج آلاف الأنواع من الصابون البلدي الذي يعتمد على المواد الطبيعية مثل زيت الزيتون والأعشاب والأزهار ذات الرائحة العطرة، الفائدة المهمة والجودة العالية.

خان الخياطين  أو خان الحرير الذي بني على يد الأمير بدر الدين في عهد المماليك في القرن الرابع عشر لجعل هواية الخياطة مهنة احترافية وهو عبارة عن سوق أثري مقفل يمتدّ على مساحة ١٢٠٠ متر مربّع يتألف من طابقين الأرضي لبيع البضائع والألبسة والعلوي للمنامة. يباع في هذا الخان أفخم وأجود أنواع الألبسة التراثية التي ترمز إلى الفلكلور الشعبي اللبناني ويتم أيضاً تصليح الثياب التي تتطلّب ذلك من تقصير وتضييق

طرابلس

تتحلّى المناطق الشعبية في طرابلس بوجود العديد من الأسواق الشعبية التراثية التي تأسست أغلبها في عهد المماليك وبقيت صامدة حتى يومنا هذا.

المعالم الدينية في طرابلس:

لأنّ مدينة طرابلس كانت حكم المماليك والعثمانيين ملأت شوارعها الكثير من المساجد الأثرية القديمة.  يعود بناؤها إلى آلاف السنين وتعكس الطابع الديني والتراثي العريق للمدينة. جميع المساجد في طرابلس تمتاز بفن عمارة أصيل فريد من نوعه يجعلها محطّ أنظار كل الزوار والسائحين من كل بلد العالم. من أبرز هذه الجوامع: المسجد المنصوري الكبير، مسجد البرطاسي، مسجد طينال، مسجد القديم، مسجد العطار، مسجد الأويسية، مسجد المعلّق، مسجد السمك المقدّس، مسجد أرغون شاه والكثير من المساجد الأخرى التي لا تقلّ أهمّية وجمال عن ما ذكر من المساجد.

كما يوجد في طرابلس بعض الكنائس مثل كنيسة مار نقولا للروم الارثوذكس في حي النصارى. كنيسة مار جاورجيوس للروم الارثوذكس ايضاً التي بنيت بين عامي ١٨٦٢ و ١٨٧٣ وكنيسة مار مخايل للموارنة التي تأسست عام ١٨٨٩ وتقابلها كنيسة صغيرة لطائفة اللاتين ملحقة بمدرسة الطليان. وعلى مسافة دقيقة في شارع الكنائس شمالاً نرى كنيسة مار يوسف للسريان الكاثوليك التي تأسست أواسط القرن التاسع عشر.

الأسواق الداخلية الشعبية:

تتحلّى المناطق الشعبية في طرابلس بوجود العديد من الأسواق الشعبية التراثية التي تأسست أغلبها في عهد المماليك وبقيت صامدة حتى يومنا هذا.

سوق حراج الذي كان يختص بـ تنجيد الفرش والأثاث المنزلي وأصبح اليوم يحتوي على عدّة محلّات تجارية واستراحات شعبية صغيرة. يأتي اسم سوق حراج من كلمة يحارج على السعر الطرابلسية أي المزايدة على أسعار البضائع.

سوق الذهب الذي يعتبر من أهم الأسواق الطرابلسية وهو سوق يختص بصناعة الذهب وبيعه بجميع أشكاله وأنواعه وألوانه.

سوق النحاسين الذي يتمثّل بصناعة القطع النحاسية من أباريق وأواني وغيرها الكثير من التحف التراثية النحاسية المشغولة يدويّاً.

المعالم الأثرية:

تعتبر ساعة التلّ في طرابلس من أهم المعالم الأثرية التي تقع في وسط منطقة التلّ. وهي هدية تذكارية من السلطان عبد الحميد الثاني منذ عام ١٩٠٢.

قلعة طرابلس وهي من أكبر وأقدم القلاع الحربية في لبنان.  أسّسها القائد العربي سفيان بن مجيب الأزدي عام ٦٣٦ ميلادي وهي مقصد كل محبّي المعالم الأثرية والتراثية. تقع القلعة على تلّة صخرية بين أبي سمراء ونهر أبو علي.

الحمّامات التركيّة التي كانت مكوّن أساسي من مكوّنات المجتمع المملوكي والعثماني منذ آلاف السنين. تمّ بناء العديد من الحمّامات في أحياء طرابلس.  من أجل الوضوء والطهارة قبل الصلاة وكان الناس يستخدمونها للاستحمام قبل أن تصل الماء إلى المنازل قديماً. أبرز هذه الحمّامات هو حمّام عز الدّين، النوري وحمام العبد. جميع هذه الحمّامات كانت تعتمد الطريقة عينها. بدايةً مع تعرّض الجسم للحرارة، التدليك لمدّة من الوقت، الفرك بكف يدوي له فوائد كثيرة. وأخيراً اللباس التقليدي الخاص بالحمّام والجلوس في ساحة الحمّام للاستراحة و تعديل حرارة الجسم. بالإضافة إلى أنّ حمّام العبد.  هو الحمام الوحيد الذي ما زال مستمر في العمل حتى اليوم. ومستعدّ دائماً لاستقبالكم والترحيب بكم لتعيشوا واحدة من أجمل التجارب الشعبية التراثية.

تعرف أكثر على بلدة سير!