دير الأحمر، بلدة عريقة من محافظة البقاع !
هي بلدة الكرم والضيافة والرجولة، هي بلدة الزراعة والمساحات الخضراء الطبيعية، هي بلدة إنتاج النبيذ الأصلي من العنب العضوي اللذيذ، هي بلدة المعبد الروماني القديم، هي بلدة الكنائس الأثرية ذات الأهمية والطابع الديني الروحي، هي بلدة الآثار والمعاصر والآبار التراثية، هي بلدة الطبيعة الخلابة، هي بلدة دخلت موسوعة غينيس في إنشاء أكبر مسبحة في العالم. إنّ هذه البلدة هي بلدة دير الأحمر الساحرة !
موقع بلدة دير الأحمر:
تقع بلدة دير الأحمر في قضاء بعلبك الهرمل وتنتمي إلى محافظة البقاع. يبلغ ارتفاع البلدة عن سطح البحر بين ٩٥٠ و ١٣٠٠ متراً. تمتدّ البلدة على مساحة ٤٢٠ هكتار أي ما يعادل ٢٤ كيلو متر مربّع. أمّما مساحة أراضيها الزراعية فهي تشكّل ٢٦ كيلو متر مربّع. تبعد بلدة دير الأحمر عن عاصمة لبنان مدينة بيروت حوالي ١٠٥ كيلومتراً وهي تعتبر نقطة وصل بين محافظتي البقاع والشمال. تتّسم دير الأحمر بمناخ معتدل شتاءً وحار صيفاً وهي تطلّ على سهل البقاع.
معنى اسم بلدة دْير الأحمر:
تتعدّد التفسيرات التي تشرح اسم بلدة دْير الأحمر وهي تختلف عن باقي البلدات والقرى اللبنانية إذ أنّ اسمها لا يعود إلى اللغة السريانية. يقول البعض أنّ بلدة دير الأحمر أطلق عليها هذا الاسم نسبةً للدير الموجود فيها والذي تم طلاء جدرانه باللون الأحمر. أمّا الأقوال الأخرى فهي تروي أنّ عدد من الرهبان المصريين جاءوا من منطقة دير الأحمرْ. التي تقع في مصر وسكنوا في هذه البلدة وبعد رحيلهم تم تسمية المنطقة بناءً على المكان الذي قدموا منه.
آثار وكنائس بلدة ديرْ الأحمر:
سكنت بلدة دْير الأحمر شعوب مختلفة تركت فيها معالم أثرية عديدة جعلتها غنية من الجانب السياحي والأثري. من أهم وأبرز المعالم هو معبد جوبيتر الذي تعرّض للتهديم. بسبب العوامل الطبيعية ولم يبق منه سوى حائطين و عدّة حجارة كبيرة. كان المعبد يحتوي على آبار للمياه والنبيذ وقد تم بناء فيه برج وكنيسة على أنقاضه اكتسبت اسم كنيسة سيدة البرج في عام ٣١٣ بعد إعلان انتهاء العبادات الوثنية وبداية الديانة المسيحية. تتميّز كنيسة سيدة البرج بالحجر العقد الذي صنعت منه بإتقان وأصبحت البوم تعتبر من أساسيات بلدة دْير الأحمر. لم تكن كنيسة دير الأحمرْ وحدها في البلدة بل تتواجد في البلدة سبع كنائس أخرى أحدها كنيسة مار يوسف التي بدأت كملك خاص في عام ١٨٣٠ ومن ثمّ توسّعت وكبرت في عام ١٨٦٠. وفي عام ١٩٠٢ تم ترميمها وإضافة القبة والقرميد الأحمر عليها وهي تستقبل كل المؤمنين بالرغم من أنها ملك خاص على أرض خاصة.
دير الأحمر في بلدة ديرْ الأحمر:
يعدّ هذا الدير من أهم المعالم والأماكن الموجودة في البلدة وهو أحد الأسباب التي جعلت الناس تطلق على البلدة هذا الاسم. بني الدير في القرن الرابع ميلادي و هو أحد أهم المواقع الدينية في لبنان. استطاع الدير بهندسته التي مزجت بين الهندسة والعمارة الرومانية والبيزنطية و اللوحات الجدارية التي تنتشر فيه بكثرة جذب الكثير من السائحين والزائرين من كل بقاع الأرض وليس من لبنان فقط. يضمّ الدير كنيسة مار يوحنا المعمدان وكنيسة الرسل أيضاً.
الزراعة في بلدة دير الأحمر:
تشتهر بلدة دير الأحمر بالزراعة فهي تحتوي على مساحات واسعة من السهول والأراضي الخضراء ذات التربة الخصبة والغنى الطبيعي. من أبرز وألذ أنواع المحاصيل الزراعية التي يتم زراعتها في بلدة دير الأحمر هي التين والعنب. ولا يقتصر الأمر على الفاكهة فقط بل يتم عصر العنب وإنتاج النبيذ باستخدام المعاصر القديمة التقليدية وطبخ التين وتحويله إلى مربى. هذا بالإضافة إلى زراعة التبغ أيضاً.
أكبر مسبحة في دير الأحمر:
استعدّت بلدة دير الأحمر منذ أكثر من ست سنوات إلى دخول كتاب غينيس للاختراعات الفريدة من نوعها والأرقام القياسية. وقد كان ذلك من خلال صناعة أكبر مسبحة في العالم تتواجد في بلدة دير الأحمر. تتألف المسبحة من ٥٩ حبّة يتقدّمها صليب كبير ويمكن رؤيتها من الجو. صنعت كل حبّة على شكل غرفة للصلاة والعبادة بشكل دائري جميل لا يمكن القدوم إلى البقاع دون زيارتها والتقاط الصور لها.