عين قني، بلدة نموذجية من قضاء الشوف !
هي بلدة القصور التراثية الجميلة، هي بلدة يفوح عبير تقاليدها وصدق ورحابة صدر أهاليها، هي بلدة عريقة بجسورها ومطاحنها التراثية، هي بلدة الزراعة والتربة الخصبة التي تنتج أجود أنواع الفاكهة، هي بلدة زيت الزيتون ذو الجودة العالية، هي بلدة الطبيعة الخلابة المليئة بالعيون والينابيع الغزيرة، هي بلدة من بلدات قضاء الشوف الساحرة. إنّها بلدة عين قني !
موقع بلدة عين قني:
تقع بلدة عين قني في قضاء الشوف وتنتمي إلى محافظة جبل لبنان. يبلغ ارتفاع البلدة عن سطح البحر بين ٨٠٠ و ٩٥٠ متراً. تمندّ البلدة على مساحة ١٦٢ هكتار أي ما يعادل ١،٦٢ كيلو متر مربّع. تبعد بلدة عين قني عن عاصمة لبنان بيروت حوالي ٥٥ كيلومترًا فيما تبعد عن مركز القضاء بيت الدين ١٢ كيلو متر.
معنى اسم بلدة عين قني:
يعود اسم بلدة عين قني إلى اللغة السريانية كأغلب تفسيرات أسماء بلدات لبنان. تعني كلمة عين قني في اللغة العربية عين القصب. أمّا التفسير الثاني فيقول أنّ هذه البلدة أطلق عليها هذا الاسم نسبةً لكثرة العيون والأقنية فيها. وهو في الحقيقة التفسير الذي ينطبق أكثر على البلدة حيث تحتوي على ما يقارب ٣٦٠ عين ونبع مياه.
القصور الأثرية في بلدة عين قني:
يعتبر قضاء الشوف من أكثر الأقضية غنى بالقصور الأثرية والتاريخية وبلدات بيت الدين ودير القمر خير دليل على هذا الكلام. ولكن لم يقتصر هذا الأمر على بلدات معينة فقط حيث تحتوي بلدة عين قني على العديد من القصور الأثرية القديمة. تعكس هذه القصور والبيوت التاريخ العريق للبلدة ومدى ارتباط أهلها بالعادات والتقاليد التي جعلتهم يحافظون على هذه القصور.
تنقسم القصور في عين قني إلى قسمين قسم لآل جنبلاط وقسم آل زين الدين. جميع هذه البيوت هي ذات عمارة فريدة ومميزة مليئة بالزخارف والقناطر وغيرها من عناصر العمارة الأثرية. هذا بالإضافة إلى موقع القصور في ساحة البلدة وعلى الطريق الرئيسية التي تربط الشوف ببلدة جزّين الذي أعطاها أهمية كبيرة، الشخصيات السياسية التي سكنت هذه القصور أضافت لها قيمة سياسية أيضاً.
المطاحن والمكابس في بلدة عيْن قني:
تكتنز بلدة عيْن قني على أكثر من ست مطاحن أثرية يعود تاريخها إلى ما قبل العثمانيين. كانت هذه المطاحن تستخدم لطحن القمح وتأمين الطحين لأهالي البلدة. كما كان يقصدها الكثير من البلدات المجاورة أيضاً. تقع بعض المطاحن فوق نهر الشالوف والبعض الآخر بالقرب من الوادي. استمرّت آخر مطحنة بالعمل حتى الستينات. أمّا المطاحن الأخرى فقد أصبحت أماكن للسكن في الطوابق العليا منها.
هذا بالإضافة إلى وجود مكابس الزيتون لإنتاج زيت الزيتون من محاصيل الزيتون التي يتم زراعتها في بساتين البلدة. إنّ زيت الزيتون الذي يصنع عن طريق هذه المكابس يدوم لأكثر من ثلاث سنوات ولا يتغيّر طعمه. هذه الجودة هي بفضل العصر على البارد وعلى الطريقة التقليدية التي لا تعرف للأجهزة المتطورة والكهربائية معنى.
الجسور في عيْن قني:
تنتشر الجسور في بلدة عين قني وهي عبارة عن أربعة جسور تدعى جسر نهر الشالوف، جسر نبع مرشد، جسر المطحنة و جسر بركة العروس. من أبرز وأقدم هذه الجسور هو جسر بركة العروس الذي بني منذ عام ١٥٠٧ كما هو مدوّن عليه. جميع هذه الجسور هي تاريخية أثرية يعود أغلبها إلى عصر المماليك.
العيون والينابيع في عيْن قني:
كما سبق وقلنا أنّ اسم بلدة عيْن قنْي ارتبط بكثرة العيون والينابيع الموجودة فيها والتي يبلغ عددها ٣٦٠ عين. تتميّز هذه العيون أنّها لا تجفّ أبداً حتى في أيام الصيف. من أبرز هذه العيون هي عين مرشد، عين الراعي، عين الحلزون وعين الشالوف.
الزراعة في عين قني:
اشتهرت بلدة عيْن قني بكثرة المياه فيها لذلك فلا بد من وجود مساحات خضراء تسقى من هذه العيون ذات المياه النقية. تحتلّ المساحات الخضراء حوالي ٥٠٪ من مساحة البلدة الإجمالية وتنقسم بين أشجار مثمرة مثل التفاح والدراق والعنب والخوخ والرمان والزيتون وأشجار حرجية مثل القطلب ذات الجذع الأحمر و السنديان والملول. تتميّز أشجار السنديان بعمرها الطويل وتتواجد في عين قني شجرتي سنديان معمرة يبلغ عمرها ٨٠٠ و ٥٦٠ سنة.