فنيدق، أجمل بلدات عكّار
إنّها أحد أجمل البلدات في قضاء عكّار، تحتوي على ثروة طبيعية زراعية لا مثيل لها في العالم كلّه، غاباتها تحظى بزيارة ملايين الناس كل عام، إنّ هذه البلدة هي بلدة فنيدق الجميلة.
موقع بلدة فنيدق:
تقع بلدة فنيدق في قضاء عكّار وتنتمي إلى محافظة شمال لبنان. تمتدّ البلدة على مساحة ٣٣ كيلومتر مربّع. يتراوح ارتفاع فنيدق بين ٩٠٠ و ٢٢٥٠ متراً. يسبّب هذا التفاوت بالارتفاع وجود البلدة على أرض منخفضة الارتفاع من جهة الغرب ومرتفعة من جهة الشرق. تبعد بلدة فنيدق عن مدينة بيروت عاصمة لبنان ١٢٠ كيلومتر فيما تبعد عن حلبا مركز قضاء عكّار حوالي ٢٥ كيلومتر.
تاريخ فنيدق ومعنى اسمها:
إنّ كلمة فنيدق هي كلمة إغريقية وهي عبارة عن تصغير كلمة فندق أي مكان الإقامة. أطلق على البلدة هذا الاسم لأنّها كانت محطّة عبور القوافل قديماً وكانت تشكّل نقطة وصل بين طرابلس والبقاع. يعود تاريخ تأسيس البلدة إلى القرن الخامس قبل الميلاد أي إنّ فنيدق هي بلدة قديمة تاريخياً مرّ عليها الكثير من العهود والشعوب.

إنّها أحد أجمل البلدات في قضاء عكّار
آثار البلدة :
تحتوي بلدة فنيدق القموعة كسائر القرى اللبنانية على العديد من المعالم الأثرية. أبرز هذه المعالم الأثرية هي الآثار التي تعود للعهد البيزنطي والعهد اليهودي أيضاً. في أرجاء تلّة الخشخاشة يوجد مغارة موجود في داخلها عشرات القبور المنحوتة في الصخر التي كانت تستخدم لدفن الموتى في ذلك الوقت. بالإضافة إلى وجود بعض الآثار الرومانية أهمها تلة رنته وقناة نبع فنيدق التي تمتد إلى تلة عرقا وتم حفرها في عهد ألكسندرالذي حكم عكّار بأكملها لمدة من الوقت. كما تحتوي فنيدق على مغارة عروبة التي تعود للعهد البيزنطي و وجد فيها لوحة فسيفساء لنبوخذ نصّر تم وضعها في المتحف الوطني في بيروت.
غابة العذر في فنيدق القموعة:
تمتدّ الغابة على مساحة مليون و ٦٠٠ ألف متر مربّع. هي غابة تحتوي على نوع واحد من أشجار العذر التي أعطت الغابة اسمها. إنّها أشجار من الفئة الصنوبرية النادرة في العالم والتي تتميّز بارتفاعها بين ٢٥ و ٣٠ متراً. أطلق على الغابة اسم لقب الغابة الذهبية بسبب تغيّر لونها مع بداية كل فصل تبدأ باللون الأخضر إلى الأصفر وصولاً إلى اللون الذهبي اللامع. في الغابة شجرة معمّرة يصل محيطها إلى ستة أمتار. تحتوي الغابة على ٣٦ نوع من النباتات التي تنمو على مدار السنة والكثير من أنواع الأزهار النادرة حسب تصنيف مؤسسة UNDP. ينمو مع بداية فصل الشتاء نوع نادر من الفطريات في أرجاء غابة العذر أيضاً. يمكن للزائر التجول في الغابة، الاستمتاع بالمناظر الطبيعية والتقاط الكثير من الصور الرائعة في أحضان الغابة وأشجارها الخلّابة.

هو أحد الينابيع المعروفة منذ التاريخ أنه يروي الكثير من الأراضي الزراعية في فنيدق.
نبع فنيدق:
نبع فنيدق هو أحد الينابيع المعروفة منذ التاريخ أنه يروي الكثير من الأراضي الزراعية في فنيدق والمناطق المجاورة أيضاً. يروي النبع أكثر الأشجار زراعةً ألا وهي أشجار التفاح. يستطيع أبناء المنطقة وجميع الزائرين الجلوس على ضفاف هذا النبع الأساسي لبلدة فنيدق والقيام بطقوس الشواء تحت ظلال أشجارها الطبيعية. لا تقتصر الثروة المائية في فنيدق على نبع فنيدق فقط بل تضمّ حوالي عشرة ينابيع أخرى تتوزّع في مختلف أرجاء البلدة وتسقي جميع الأراضي الزراعية فيها.
الحديقة العامّة في البلدة:
كانت الحديقة حلم لكل أبناء البلدة وأصبحت حقيقة بمبادرة جمعية جيل الأمل والوكالة الأميركية للإنماء التي قامت بتنفيذ هذا المشروع في البلدة. تحتوي الحديقة على الكثير من ألعاب الأطفال ويقام فيها مختلف النشاطات والمناسبات.
المنازيل الدينية في البلدة :
توجد في فنيدق منذ القدم عدّة منازيل تعتبر رمز الحضارة والعادات الدينية في البلدة. أحد هذه المنازيل هو منزول الشيخ زكريا الذي ما زال حتى يومنا هذا. كان يستخدم هذا المنزول كمكان لاجتماع أبناء البلدة والوجهاء للتشاور في أهم القرارات. قيمة المنزول تأتي من قيمة العائلة التي أسسته فهي عائلة تنتمي لسلالة شريفة ذات قيم دينية مهمة.
سهل وغابات القمّوعة:
حوالي ثلاثة كيلومتر تفصل بين البلدة و القموعة التي تعتبر من أجمل المناطق السياحية في لبنان. تتألّف القموعة من سلسلة جبلية وسهل فسيح تبلغ مساحته ٥٠٠ متر. يعتبر هذا السهل نادر جدا في العالم بسبب وجوده على ارتفاع ١٧٥٥ متراً عن سطح البحر. يعود اسم القموعة إلى اللهجة اللبنانية التي تعني القاموع أي قمة الجبل. ينطبق هذا الاسم على المنطقة بفضل جغرافيتها التي تتمثّل بقمم جبال عديدة. فوق أعلى جبل من جبال القموعة تتمركز قلعة العروبة التي تعتبر أعلى قمة في عكّار. تحتوي غابات القموعة على ملايين الأشجار على سبيل المثال أشجار الأرز، الشوح، السنديان، اللزاب والعديد من الأنواع الأخرى التي تبلغ حوالي ٥٣ نوع. تقام في سهل القموعة الكثير من النشاطات مثل الركوب على الخيل، ركوب الدراجات، الجلوس في المقاهي الصغيرة واللعب والاستمتاع بالمناظر الخلّابة.