الجاهلية، وجهة كل سائح ومغامر
هي بلدة مثل كلّ بلدات قضاء الشوف العريق، تتميّز بوجود العديد من الأنهار والبرك المائية العذبة، تقصد سنوياً من قبل آلاف العائلات والشباب خلال رحلات السير والنزهات في أحضان الطبيعة، لا يمكنك زيارتها دون تذوّق ألذ الأطعمة والمونة اللبنانية من أيدي سيدات البلدة. هي ملاذ كل إنسان يسعى للشعور بالراحة والطمأنينة بعيداً عن ضجيج المدينة، إنّ هذه البلدة هي بلدة الجاهلية !
موقع بلدة الجاهلية:
تقع بلدة الجاهلية في قضاء الشوف و تنتمي إلى محافظة جبل لبنان. تمتدّ البلدة على مساحة ٣,٥ كيلو متر مربّع. ترتفع عن سطح البحر ارتفاع يتراوح بين ٣٥٠ و ٤٥٠ متراً. تبعد الجاهلية عن عاصمة لبنان بيروت حوالي ٣٨ كيلومترًا فيما تبعد عن بيت الدين مركز قضاء الشوف ١١ كيلومتر فقط.
معنى اسم البلدة:
يرجَّح أنّ اسم بلدة الجاهلية يعود إلى كلمة المجاهل التي تعني المغاور والكهوف. ينطبق هذا الأمر على بلدة الجاهلية لأنّها تحتوي على الكثير من الكهوف والمغاور القريبة من أنهارها وينابيعها الغزيرة.
يرجَّح أنّ اسم بلدة الجاْهلية يعود إلى كلمة المجاهل التي تعني المغاور والكهوف
متحف و كهف الفنون في الجاهلية:
هذا الإبداع هو من صنع الفنّان غاندي بو دياب الذي أضاف على الكهف الذي يبلغ عمره أكثر من ٤٠٠ سنة و يعود للحقبة العثمانية جمال وروعة لا تنتهي من تماثيل و قطع فنية نادرة. منذ ثلاثين سنة بدأ غاندي بتجميع أدوات الزراعة القديمة وقام بنحت و رسم الكثير من الروائع بمواد طبيعية مثل شمع العسل والتبن والتراب والبرونز وغيره من المواد أيضاً. أراد الفنّان غاندي من خلال التماثيل والموزاييك واللوحات تجسيد مشاهد القرية التراثية التي طبعت في ذاكرته منذ الصغر حتى يومنا هذا. لهذا الكهف جمعية تدعى جمعية كهف الفنون التي تعمل على إنشاء قرية كهف الفنون السياحية. هدف هذه القرية هو أن يستطيع الزائر أن يقضي يوماً كاملاً بدايةً مع تذوق الصاج في الطبيعة، زيارة الكهف والتعرف على مكنوناته، تعلّم فنون النحت والرسم بالمواد الطبيعية، السير في الطبيعة هايكنغ ومن ثم الذهاب إلى منطقة التخييم ليلاً لتناول العشاء وإشعال النار والاستماع إلى الأمسيات الشعرية.
نهر الجاهلية:
هو ركيزة القطاع الزراعي في بلدة الجاهلية حيث يقوم بري جميع المساحات الخضراء والأشجار التي تنتج أجود أنواع المحاصيل الزراعية. ينبع النهر من منطقة الغريفة في إقليم الخرّوب. تمتدّ على أطراف النهر الكثير من المقاهي والمنتزهات التي تجذب السائحين من داخل لبنان وخارجه وتعزّز القطاع الاقتصادي في البلدة. يتميّز هذا النهر بمياهه الغزيرة والعذبة التي تستخدم للشرب من قبل أبناء البلدة لشدّة نظافتها وصفائها.
هو ركيزة القطاع الزراعي في بلدة الجاهلية حيث يقوم بري جميع المساحات الخضراء والأشجار التي تنتج أجود أنواع المحاصيل الزراعية.
الزراعة في الجاهلية:
تحتلّ المساحات الخضراء نسبة كبيرة من مساحة البلدة الإجمالية بفضل غزارة مياه الأنهار و نظافتها وخصوبة الأراضي الموجودة في البلدة. كان موسم التوت هو الموسم المسيطر على الزراعة في الجاهلية منذ ٧٠ سنة بسبب الاعتماد على الحرير. ثم انتقل المزارعون إلى زراعة التفاح والإجاص والرمان بعد انقراض التوت. وأخيراً في يومنا هذا أصبح الاعتماد والتركيز على الحمضيات واللوزيات مثل الجنارك والخوخ و أنواع من الخضار مثل الفاصولياء العريضة البيضاء التي القّب بالذهب الأبيض. كما يمكننا إيجاد أشجار الزيتون والسنديان في بعض الأراضي التي تقوم بإنتاج زيتون وزيت زيتون ذو جودة عالية.
المونة الريفية في الجاْهلية:
تعدّ المونة الريفية البلدية في الجاهلية من ركائز البيت وعواميده الأساسية فالبيت الذي يخلو من المونة هو بيت فارغ بالكامل لا قيمة له. تقوم سيدات بلدة الجاهلية باستغلال المزروعات لتحضير ألذ أنواع المونة اللبنانية. تتمثّل هذه المونة ب مربّى البندورة الذي يطبخ على الحطب يدوياً دون الآلات الحديثة، المكبوسات، المكدوس، الكشك الذي يستغرق مدة أكثر من خلال تعريضه لضوء الشمس على أسطح المنازل.
اللجنة الفنيّة في الجاهلية:
بهدف المحافظة على الطراز اللبناني التراثي والفلكلوري ألّفت هذه اللجنة في البلدة. هي لجنة تابعة لجمعية الفنون التي تنظّم نشاطات الكهف الفنّي. تعمل اللجنة على تأسيس مجموعات دبكة ورقص تراثي أثناء إحياء الأعراس والحفلات داخل البلدة وخارجها أيضاً لتشجيع الناس على التمسك بالرقص التراثي بعيداً عن الرقص المعاصر.
المعالم الأثرية في الجاهلية:
تعتبر الآثار في الجاهلية آثار قليلة لكنّها غنية وذات قيمة مهمة في البلدة. من أهم المعالم الأثرية هي البيوت التراثية التي يتعدّى عمرها ٢٠٠ عام وتتميّز بالعقود والأحجار القديمة.
جسر الجاهلية الذي يعدّ من أبرز المعالم وأقدمها فهو يعود إلى الحقبة العثمانية المملوكية. يقع فوق نهر الجاهلية وكان يستخدم كمحطة لنقل البضائع والمواد الغذائية من البلدة إلى مختلف البلدات مثل برجا والدامور.
كما يمكننا إيجاد مطحنة الجاهلية الأثرية والمعصرة اللتان كانتا من أهم الأمور في البلدة من أجل عصر العنب وطحن الحبوب والقمح.