اليمّونة، بلدة بعلبكية ساحرة
اليمّونة, هي بلدة الينابيع الغزيرة والبحيرة الجميلة، هي بلدة جمعت بين التراث والسياحة والطبيعة الغنية، هي بلدة الأمبراطور أدريانوس الروماني، هي بلدة تحتوي على محمية طبيعية تضمّ ثروة نباتية ضخمة. إنّ هذه البلدة هي بلدة اليمّونة !
موقع بلدة اليمّونة:
تقع بلدة اليمونة في قضاء بعلبك تحديداً في طرفه الغربي وتنتمي إلى محافظة بعلبك الهرمل. تمتدّ البلدة على مساحة ٢٩,٥٢ كيلومتر مربّع. ترتفع عن سطح البحر ارتفاع يتراوح بين ١٣٥٠ و ٢٠٠٠ متراً. تبعد اليمّونة عن عاصمة لبنان بيروت ١١١ كيلومترًا فيما تبعد عن مدينة بعلبك مركز القضاء حوالي ٣١ كيلومتراً.

يعود أصل اسم بلدة اليمّونة إلى اللغة السريانية التي تعني اليمّ أو البحر ويقصد بها أيضاً قطعة من الأرض مغمورة بالمياه العذبة
معنى اسم بلدة اليمّونة:
يعود أصل اسم بلدة اليمّونة إلى اللغة السريانية التي تعني اليمّ أو البحر ويقصد بها أيضاً قطعة من الأرض مغمورة بالمياه العذبة أو المالحة وهو اسم يناسب البلدة بسبب وجود ٤٢ ينبوع في أراضيها و ستة أنهر أيضاً..
محمية اليمونة الطبيعية:
هي أول محمية طبيعية أسست في التاريخ قبل محمية بوسطن في أمريكا. تم إنشاؤها على يد الإمبراطور الروماني أدريانوس في عام ١٣٤ ميلادي حيث نقش على صخورها باللغة اللاتينية “أنا الأمبراطور أدريانوس، أجعل منطقة اليمّونة محمية طبيعية وأحرّم قطع أشجار الشوح واللزاب والأرز منها. تحتوي المحمية على أكثر من ١٧٣٢ نوع من النباتات والأشجار.كما يوجد فيها حوالي ٣٨٤ طائر مستوطن ومهاجر. هي موطن شجرة اللزاب التي تنمو بأنواعها التي تصل إلى ١٤ نوع من اللزاب. في المحمية أكثر من ٩٢ نوع من النباتات المحلية التوطن أي الخاص بمنطقة اليمونة ولا ينمو في غيرها. في ٢٠/٢/١٩٩٩ تم تنفيذ القانون رقم ١٠ وأنشئت محمية اليمونة بشكل قانوني.

تعتبر بلدة اليمّونة بلدة غنية بالينابيع فهي تحتوي على أكثر من ٤٢ ينبوع تشكّل مصدر ريّ أساسي للأراضي الزراعية في البلدة و قضاء بعلبك ككلّ
ينابيع بلدة اليمّونة:
تعتبر بلدة اليمونة بلدة غنية بالينابيع فهي تحتوي على أكثر من ٤٢ ينبوع. تشكّل مصدر ريّ أساسي للأراضي الزراعية في البلدة و قضاء بعلبك ككلّ. أبرز هذه الينابيع هي بحيرة اليمّونة التي تعدّ من أهم المعالم السياحية في البلدة. قديماً كانت بحيرة طبيعية تدعى اليمّونة ولكن في ظلّ الانتداب الفرنسي قام الفرنسيون بنقل مياهها إلى البلدات المجاورة الأمر الذي تسبب في جفافها وتحولّت إلى مساحة زراعية. في عام ٢٠٠٤ تم إعادة تأهيل هذه المساحة وأصبحت سدّ بحيرة اليمّونة وهي تمتد على طول ٤ كيلومتر وعرض ٢ كيلومتر ويتسع لمليونين ونصف متر مكعّب من المياه. يسعى أهالي بلدة اليمّونة إلى جعل هذا السدّ مشروع سياحي كامل من خلال إقامة المقاهي والمطاعم على ضفاف البحيرة ليجذب السياح بشكل واسع.
نهر الأربعين شهيد هو نهر موسمي في البلدة ينبع ويتوقف في الوقت نفسه من كل سنة. لقّب بهذا الاسم نتيجة موت أربعين راهب عند تدفق مياهه الغزيرة.
الزراعة في اليمونة:
بفضل المناخ الجميل والمعتدل في بلدة اليمّونة مياه ينابيعها الغزيرة وخصوبة أراضيها الزراعية. استطاع أهالي البلدة والمزارعون من زراعة أنواع عديدة من الفاكهة والخضار. أبرز أنواع المزروعات هي ثمرة التفاح ذات الجودة العالية والنكهة النادرة في لبنان والعالم. كما يتم زراعة البطاطا وأنواع أخرى من الخضار التي تسقى من مياه الينابيع العذبة وتباع إلى المطاعم مباشرةً لكي يتذوق الزائر ألذ أنواع الفاكهة والخضار الطازجة.

الزراعة في اليمونة
إنتاج اليمونة:
تقوم السيدات في بلدة اليمّونة بإعداد وتحضير ألذ أنواع المونة اللبنانية التي تتألّف من مربّى التفاح والخوخ والإجاص. كما يتم صناعة الخلّ من فاكهة التفاح. لا يمكننا أن ننسى أجود أنواع الأجبان والألبان والكشك والمكدوس والمخللات التي تصنّع جميعها دون أي مواد حافظة أو أي إضافات مضرّة بالصحة. هذا بالإضافة إلى الاستفادة من النباتات والأزهار من خلال تحضير عصير الورد وشراب النعناع البرّي ذو الفوائد الطبية العديدة.
الحديقة العامّة في اليمّونة:
في عام ١١/٨/٢٠٠٧ تم إنشاء حديقة اليمّونة العامّة بهبة من مؤسسة الوليد بن طلال على يد بلدية البلدة. هي عبارة عن مساحة خضراء واسعة تضمّ في أرجائها الكثير من أشجار الحور والصفصاف المعمّرة. تعتبر هذه الحديقة الطبيعية الخلّابة ملاذ لأغلب أبناء البلدة فيقصدونها للتنزّه والاستمتاع بالهواء العليل.
أسماك اليمّونة:
تشتهر اليمّونة بتربية الأسماك في أنهارها ومياهها الجارية. أهم وأكثر الأسماك تميّزاً هي السمكة الذهبية ذات اللون الذهبي الفريد من نوعه وهي سمكة انتشرت بشكل كبير في البلدة ولكنها أصبحت شبه نادرة بعد أعمال الفرنسيين في بحيرة اليمّونة. كما تنمو سمكة الترويت في البلدة بشكل كثيف حاليّاً وهي سمكة تجمع بين سمكة النهر والبحر في الشكل والحجم والطعم ويتم تقديم هذه السمكة مع صلصة خاصة في مطاعم اليمّونة. وأخيراً يمكن إيجاد سمكة الجربيدة بأعداد قليلة في أنهار البلدة أيضاً.

تشتهر اليمونة بتربية الأسماك في أنهارها ومياهها الجارية.
آثار بلدة اليمونة:
تحتوي بلدة اليمّونة على آثار كثيرة تعود للعصور الرومانية والفينيقية والعربية عند كل نبع. أبرز هذه المعالم هو معبد أدريانوس الروماني الذي تم استخراج منه تمثال منيرفا اليوناني وتم وضعه في قلعة بعلبك. تمثال منيرڤا هو تمثال لامرأة شبه عارية تجلس على لبؤتين. تعرّضت الكثير من التماثيل والمعالم الأثرية إلى التهديم من قبل الحكام الأتراك والعثمانيين منذ القدم.
كانت البلدة تضمّ حوالي سبع مطاحن تعمل على طحن القمح والبرغل. بواسطة المياه ولكن لم يبقى منها سوى مطحنتين، مطحنة نهر الأربعين ومطحنة ثانية على أحد البرك.
هذه بالإضافة إلى أنّ البلدة تحتوي على عدد من الكنائس الأثرية القديمة والمساجد الأموية التراثية التي تعكس الطابع الديني في البلدة.