بدادون، منشأ الزجل والفن!
هي بلدة شحرور الوادي الذي بدأ رحلة الزجل في لبنان. تعتبر مسقط رأس أسطورة وعملاقة الفن الفنانة صباح. هي بلدة الجنارك ذو الطعم الفريد من نوعه والشهرة الواسعة حتى أطلق على مهرجان البلدة اسم مهرجان الجنارك، هي مزيج بين التراث والجمال الطبيعي والفن والدين أيضاً. إنّ هذه البلدة هي بدادون الجميلة !
موقع بلدة بدادون:
تقع بلدة بدادون في قضاء عاليه وتنتمي إلى محافظة جبل لبنان. ترتفع البلدة عن سطح البحر بين ٣٢٥ و ٥٥٠ متراً. تمتدّ البلدة على مساحة ١٤٣ هكتار أي ما يعادل ١,٤٣ كيلو متر مربّع. تبعد بدادون عن عاصمة لبنان بيروت ١١ كيلومترًا فيما تبعد عن عاليه مركز القضاء ٩ كيلومترًا.
معنى اسم بلدة بدادون:
اختلف أبناء البلدة حول تفسير اسم بلدة بدادون حيث يعتقد البعض أنّ أصل الاسم هو فينيقي مؤلف من كلمتين بد أدون. يعني هذا الاسم بيت أدون الإله الكنعاني الفينيقي. أمّا القسم الآخر فيذهب مع الدكتور أنيس فريحة ويتفق معه على أنّ اسم بدادون هو من اللغة السريانية بيت دادونا التي تعني بيت العم الصغير المحبب.

اختلف أبناء البلدة حول تفسير اسم بلدة بدادون
الزراعة في بدادون:
تنقسم الزراعة في بدادون إلى قسمين. قسم الأرض المروية التي تصل إليها مياه الينابيع الأربعة في البلدة وتزرع أنواع عديدة من الخضار والفاكهة. أمّا القسم الثاني فهي الأرض التي لا تصل إليها المياه ويتم زراعتها بالزيتون واللوز والتين. تشتهر بدادون بالبصل الأبيض و فاكهة الجنارك التي تتميز بطعم لا مثيل له بفضل تربة البلدة ومياهها الصافية. حازت فاكهة الجنارك على شهرة عالمية وازداد عليه الطلب من قبل المغتربين بشكل كبير كما عرف بجودته العالية محلّياً إذ أنه يباع بسعر مضاعف عن باقي أنواع الجنارك. كما أنّ زيتون بدادون هو زيتون يعصر على المعاصر اليدوية التي تعمل على قوة المياه في الشتاء الأمر الذي يجعله يكسب نكهة لذيذة وأصلية.
المونة في بدادون:
مثل أغلب البلدات اللبنانية التراثية تقوم سيدات بلدة بدادون بإنتاج المونة البلدية اللذيذة بطرق تقليدية لا تعرف معنى الحداثة. تعتبر سيدات بدادون أنّ صنع المونة هو إرث من الجدّات والأمهات الذي يجب أن يستمر خاصةً مع وجود هذه المحاصيل الزراعية المتنوعة في بدْادون. تقوم السيدات بإنتاج الزعتر البري والقصعين ومربّى الخوخ والسفرجل. كما يتم عصر الزهر لصناعة ماء الزهر والعطر الذي يشكّل علاج طبيعي لمرضى السكري.

. تقوم السيدات بإنتاج الزعتر البري والقصعين ومربّى الخوخ والسفرجل. كما يتم عصر الزهر لصناعة ماء الزهر والعطر الذي يشكّل علاج طبيعي لمرضى السكري.
البيوت التراثية في بدْادون:
على خلاف البلدات اللبنانية التي تقع بالقرب من عاصمة لبنان بيروت. وتقوم ببناء أبنية ذات طوابق متعددة للبيع والإيجار، حافظت بلدة بدادون على الطابع الريفي للبلدة من خلال الحفاظ على البيوت التراثية القديمة التي تعكس الروح القروية الأصيلة للبلدة. تتميّز هذه البيوت بالقرميد الأحمر والحجر الأصفر الأثري الذي يبلغ عمره مئات السنوات وظلّ صامداً رغم آلاف الأمور التي مرّت عليه.
شحرور الوادي أسعد الخوري الفغالي:
هو رائد فن الزجل الذي شكّل هوية تعبّر عن أبناء بلدة بدادون منذ القدم حتى يومنا هذا. أسس أسعد الخوري الفغالي أول جوقة زجل في عام ١٩٢٨ ودامت حتى عام ١٩٣٧ عند وفاته عن عمر ٤٢ سنة فقط. واعتباراً من هذا التاريخ تحوّل فن الزجل من هواية إلى تراث ومكون أساسي لبلدة بدْادون. وضع تمثال لشحرور الوادي في وسط البلدة في عام ١٩٥٦ تخليداً لذكراه. بفضل أسعد الخوري الفغالي دخل الزجل إلى الجامعة اللبنانية في فرع الآداب وأصبح الناس يقومون بالدكتورة عن مواضيع خاصة بالزجل. توارث أبناء بلدة بدادوْن فن الزجل بجدارة فمنذ عام ١٩٩٧ تقام سنوياً خمس أو ست حفلات زجل على الأقل وحتى يومنا هذا فاق عدد الحفلات ٩٠ حفلة زجل كبيرة في ساحة البلدة التي تتسع إلى حوالي ١٠ آلاف شخص.

مثل أغلب البلدات اللبنانية التراثية تقوم سيدات بلدة بدادون بإنتاج المونة البلدية اللذيذة بطرق تقليدية لا تعرف معنى الحداثة
الفنانة العملاقة صباح:
لا تقتصر الأهمية الفنية لبلدة بدادون على شحرور الوادي فقط بل تتعدّى ذلك بكثير لأنّ بدادون هو مسقط رأس الفنانة الكبيرة صباح الشحرورة ابنة أخ أسعد الخوري الفغالي. بدأت صباح الغناء منذ كان عمرها لا يتجاوز ٨ سنوات مع عمها شحرور الوادي. طلبت الفنانة صباح قبل موتها أن تدفن إلى جانب عمها وهذا ما حدث بعد وفاتها. تسعى بلدة بدْادون إلى إنشاء متحف باسم صباح يخلّد ذكراها.
السياحة الدينية في بدْادون:
تحتوي بدادون على أربع كنائس ثلاث منها أثرية قديمة حافظت على عمارتها التراثية والقديمة. الكنيسة السيدة هي أقدم هذه الكنائس وأكبرها وتأسست عام ١٨٧٠ عندما ازداد عدد المسيحيين في البلدة. كنيسة مار أنطونيوس التي بنيت في عام ١٩٠٣. كنيسة مار جريس التي تأسس على يد عائلة الفغالي وتم افتتاحها في ٢٥ آذار ١٨٩٩ وأخيراً كنيسة مار الياس. التي لا تقل أهمية عن الكنائس التي ذكرت.