بر الياس، مدينة جمعت المجد من أطرافه!
هي مدينة المطاعم والمنتزهات التي تتوسط الطبيعة الخلّابة، سهلها الأخضر. هو أحد أجمل المعالم الطبيعية في لبنان، متحفها الصغير هو دليل كبير على حبّ أبنائها للثقافة والتراث العريق. تتميّز بالعيش المشترك الذي يطغى على أبنائها ويؤكد لنا هذا وجود المسجد والكنيسة إلى جانب بعضهم البعض فيها. إنّ هذه المدينة هي بر الياس البقاعية !
موقع مدينة بر الياس:
تقع مدينة بر الياس في قضاء زحلة وتنتمي إلى محافظة البقاع. ترتفع المدينة بين ٨٥٠ و ٩٥٠ متراً عن سطح البحر. تمتدّ بر الياس على مساحة ٢٤٣٠ هكتار أي ما يعادل ٢٤،٣ كيلو متر مربّع وهي ثاني أكبر مدن قضاء زحلة بعد عاصمة القضاء زحلة. تبعد عن عاصمة لبنان بيروت ٥١ كيلومترًا فيما تبعد عن مدينة زحلة حوالي ١٣،٤ كيلومتراً. يبلغ عدد سكان المدينة نحو ٦٠ ألف نسمة. تتوسّط مدينة بر الياس محافظة البقاع وتشكّل نقطة وصل بين بيروت ودمشق الأمر الذي جعلها من أهم الأسواق التجارية في محافظة البقاع.
ينقسم اسم المدينة إلى قسمين الأول بارا ويعني الحقل أمّا القسم الثاني فهو إيليا أو الياس والذي يرمز إلى الله وبهذا تكون بر الياس تعني حقل الله.
معنى اسم مدينة بر الياس:
رجّح أبناء البلدة ومعظم المؤرخين إلى أنّ اسم مدينة بر الياس يعود إلى اللغة الآرامية. ينقسم اسم المدينة إلى قسمين الأول بارا ويعني الحقل أمّا القسم الثاني فهو إيليا أو الياس والذي يرمز إلى الله وبهذا تكون بر الياس تعني حقل الله. يصف هذا الاسم مدينة بر الياس بجدارة لأنّها تحتوي على سهول خضراء مباركة تنتج كميات وفيرة من المزروعات.
مطاعم ومنتزهات بر الياس:
تشتهر مدينة بر الياس بوجود العشرات من المطاعم والمنتزهات التي يقصدها جميع الناس من مختلف أقاصي الأرض من أجل الاستمتاع بالمناظر الطبيعية والطعام الفاخر اللذيذ. تنتشر هذه المطاعم والمنتزهات على ضفاف نبع شمسين الجميل الذي يضفي سحر فريد من نوعه لهذه المطاعم والمقاهي. تتميّز هذه المنتزهات بطبيعتها الخضراء الخلّابة و أطعمتها الطازجة مثل سمكة الترويد التي يتم اصطيادها من نبع شمسين فوراً إلى الزائر.
تشتهر مدينة بر الياس بوجود العشرات من المطاعم والمنتزهات التي يقصدها جميع الناس من مختلف أقاصي الأرض من أجل الاستمتاع بالمناظر الطبيعية
نادي قلعة الفرسان في بر الياس:
هو أحد أهمّ مدارس الفروسية التي تعتبر نادرة وقليلة الوجود في البقاع. استطاعت بر الياس إعادة أمجاد الخيل العربي وأضاءت على أهمية الفروسية وركوب الخيل. والذي يعدّ مكوّن أساسي من تاريخ أجدادنا العريق. اكتسب هذا النادي رخصته منذ العام ٢٠٠٦ واستطاع منذ ذلك الحين حتى اليوم تعليم حوالي ١٠ آلاف شخص مهارة ركوب الخيل. على يد نادي قلعة الفرسان شارك العديد من فرسانه المشاركة في مسابقات محلّية ودولية وحازوا على المراكز الأولى بكلّ جدارة. يتميّز هذا المادي أنّه لا يعطي أهمية لعمر الإنسان. بل يثق بأنّ الأطفال أيضاً مثل عمر ست سنوات قادرين على تعلّم ركوب الخيل باحترافية و الاشتراك بالمسابقات الأمر الذي يدلّ على التقنية الرائعة التي يعتمدها المسؤولون في هذا النادي.
متحف سليم عراجي في برّ الياس:
تحوّل حلم الأستاذ سليم عراجي ابن مدينة برّ الياس الذي يهوى تجميع القطع الفنية. والقطع الأثرية القديمة إلى حقيقة بعد أن سخر أحد الناس منه وقال له أنّه لا يستطيع القيام بهذا الأمر وجمع القطع القديمة. استمرّ سليم عراجي أن يحضر آلاف القطع ويضعها في منزله. والذي أصبح متحف صغير يحتوي على قطع لا تعدّ ولا تحصى. يبلغ عمر بعض القطع حوالي ٥ آلاف سنة على الأقل. ورث سليم عراجي الكثير من القطع والأسلحة من أهله وأجداده وهو يعتبر أنّ هذه القطع بالتحديد لها مكانة خاصة في قلبه لأنّها تحمل ذكرياته مع والديه. يأبى عراجي أن يبيع أيّ قطعة من هذا المتحف بالرغم من قيمتها المرتفعة إلّا أنّه نبّه أولاده أيضاً وشدّد على مدى حزنه منهم إذا قاموا بهذا الأمر. تشكّل هذه القطع علاج وملاذ لعراجي حيث أنّه يقضي كل يوم نصف ساعة مع القطع قبل أن ينام.
هي مدينة المطاعم والمنتزهات التي تتوسط الطبيعة الخلّابة، سهلها الأخضر هو أحد أجمل المعالم الطبيعية في لبنان
الزراعة والمونة في برّ الياس:
.تحتلّ المساحات الخضراء أكثر من ٨٥٪ من مساحة المدينة الإجمالية. وهي عبارة عن سهول خصبة شاسعة المساحة يتمّ زراعتها بالعديد من أنواع الفاكهة والخضار. أبرز ما يتم زراعته هي البندورة والبصل والتفاح والحبوب أيضاً التي تتمتّع بجودة عالية. وطعم طازج لذيذ بعيد عن المواد الكيماوية والملوّنات. تتحوّل هذه المزروعات إلى مونة بلدية مصنوعة يدوياً. دون أي مواد حافظة تطبخ على أيدي سيدات بر الياس في بيوتهم الدافئة المضيافة. تتمثّل هذه المونة بتحضير ألبان وأجبان من حليب البقر الموجودة في المزارع، المكدوس، ورق العنب، المربّى، ربّ البندورة من البندورة الطازجة، الكشك وغيره من المنتجات أيضاً.
مهرجانات برّ الياس السنوية:
تقام في مدينة بر الياس الكثير من المهرجانات السنوية بتنظيم من المجلس الثقافي والاجتماعي في برّ الياس. لا تقتصر هذه المهرجانات على فئة واحدة من المجتمع أو على أبناء برّ الياس فقط بل هي تتعدّى ذلك بتنظيم عشرات المهرجانات والاحتفالات لكل فئات المجتمع. وجميع الأعمار كي تستقطب أكبر عدد ممكن من خارج برّ الياس وداخلها. أبرز المناسبات التي تقام المهرجانات فيها هي عيد الميلاد. عيد المولد النبوي الشريف، رمضان و عيد الفطر. تتنوّع هذه المهرجانات بيت فقرات غنائية. ثقافية فنية اقتصادية ودينية وهي تهدف جميعها لجذب الناس إلى برّ الياس وتطوير قطاعها الاقتصادي.