حصرون، وردة الجبل الحمراء.
إنّها من أجمل بلدات قضاء بشرّي، هي وردة الجبل الحمراء وعروس الاصطياف في بشرّي، إنّها البلدة الوحيدة التي تشتهر بزراعة البندق، تتحلّى بالنشاط الدائم الملحوظ من خلال مهرجاناتها على مدار السنة، فن العمارة فيها تراثي عريق. إنّ هذه البلدة هي بلدة حصرون الجميلة.
موقع بلدة حصرون:
تقع بلدة حصرون في قضاء بشرّي تحديداً تتمركز على كتف وادي قنّوبين وتنتمي إلى محافظة شمال لبنان. تمتدّ البلدة على مساحة ١٠،٣٨ كيلومتر مربّع. ترتفع عن سطح البحر ارتفاع يتراوح بين ١٣٢٠ و ١٥٢٠ متراً. تبعد حصرون عن عاصمة لبنان بيروت حوالي ١٠٧ كيلومتراً فيما تبعد عن طرابلس عاصمة محافظة الشمال حوالي ٤٣ كيلومتر فقط. يبلغ عدد سكان بلدة حصرون حوالي عشرة آلاف نسمة ولكنّ أهالي حصرون يتوزّعون في بلاد الهجرة مثل الولايات المتحدّة، كندا، أستراليا والعديد من البلاد الأخرى.

تشتهر بلدة حصرون بزراعة العديد من الفاكهة بأنواع كثيرة مثل زراعة التفاح، الإجاص، المشمش، الكرز، الخوخ والتوت.
سبب تسمية البلدة:
اختلف الناس حول شرح اسم بلدة حصرون وانقسموا إلى قسمين. القسم الأول يعتقد أنّ كلمة حصرون أتت من اللغة الفينيقية والتي تعني المكان المحصّن ويشرح الناس هذا المعنى من خلال جغرافية البلدة التي تجعلها محصّنة بالجبال والوديان من كل الجهات. أمّا القسم الثاني فيردّ اسم حصرون إلى اللغة السريانية والتي تعني اصبع الخنصر وذلك باعتقادهم أنّ محيط بلدة حصرون هو على شكل يد وتشكّل حصرون الخنصر من هذه اليد.
الزراعة في بلدة حصرون:
تشتهر بلدة حصرون الساحرة بزراعة العديد من الفاكهة بأنواع كثيرة مثل زراعة التفاح، الإجاص، المشمش، الكرز، الخوخ والتوت. أمّا ما يميّز هذه البلدة ويجعلها فريدة من نوعها في الزراعة هو البندق الذي يُزرع حصراً فيها ولا يمكننا أن نجده في البلدات اللبنانية الأخرى. هذا بالإضافة إلى زراعة العديد من الخضار البطاطا القمح والحبوب. جميع الأنواع التي ذكرت تسقى مباشرةً من الينابيع والمياه العذبة النظيفة التي تعطي الثمار طعمة لذيذة وجودة عالية.
السياحة الدينية في حصْرون :
إنّ بلدة حصرون هي بلدة نموذجية بكنائسها الأثرية القديمة. تعتبر كنيسة مار لابا الكنيسة الأقدم والأهم في البلدة. يعود تاريخ هذه الكنيسة إلى القرن الأول وهي بنيت على مرحلتين ويدلّ على ذلك الالتواء الموجود فيها. تم استكمال بنائها في عام ١٧٧٠ وهي تتميّز بعقودها قناطرها وحجارتها التراثية.
عندما ازداد عدد الناس والمصلين قرّر أهالي البلدة بناء كنيسة ثانية وأطلقوا عليها الاسم عينه كنيسة السيدة ومار لابا. بنيت هذه الكنيسة في عام ١٨٦٩ وهي كنيسة ذات عمارة مميّزة بنيت على عقد واحد فقط دون وجود أعمدة متعددة وتحتوي على عدد كبير من التيجان والبدلات المرصعة بالذهب من الآباء البطاركة الذين مرّوا عليها.

بلدة حصْرون هي بلدة نموذجية بكنائسها الأثرية القديمة. تعتبر كنيسة مار لابا الكنيسة الأقدم والأهم في البلدة
سوق حصرون القديم:
هو سوق البلدة التراثي الذي يجمع بين فن العمارة والتجارة والسياحة في الوقت عينه. يحتوي هذا السوق على جميع المحلّات التي يحتاج إليها السائح والمواطن من محل للمواد الغذائية ومحل للخضار، محطة بنزين، مقاهي تراثية تستقطب كبار أهالي حصْرون للعب الورق والطاولة. أجمل ما يميّز سوق حصرون هو عمارته التي تتمثّل بثلاث طوابق وتتواجد أيضاً المظلّات الملوّنة التي تظلّل المارّة وتعطي السوق رونق خاص وفريد من نوعه. تسعى بلدية حصْرون لترميم هذا السوق وتنفيذ مشروع تطويره بهدف جعله سوق سياحي تراثي بامتياز ليحظى بزيارة الكثير من السائحين.
البيوت الأثرية في حصْرون :
تتحلّى بلدة حصْرون بالبيوت التراثية القديمة المتوّجة بالقرميد الأحمر. يقدّر عمر هذه البيوت أكثر من مئة سنة وهي بيوت مصنوعة من الحجر الذي يمتزج باللون الأزرق ومزيّنة بالقناطر. تسعى بلدية حصرون إلى المحافظة على هذا الطراز وهذا الفن المعماري حتى في بناء البيوت الجديدة في يومنا كي تبقى حصرون وردة الجبل الحمراء في قضاء بشرّي.
ينابيع حصْرون :
تضمّ بلدة حصرون أربعة ينابيع أساسية في أحضانها. تستخدم هذه الينابيع كمياه للشرب من داخل البلدة وخارجها حيث يقوم الزوار بتعبئة المياه من الينابيع لشدّة نقائها ولذّتها. كما تقوم هذه الينابيع بري المزروعات والمساحات الخضراء عبر أقنية أنشأتها البلدية كي تصل إلى المزروعات بشكل مباشر. لم تنحصر استخدامات الينابيع في حصرون على ذلك فقط بل تعدّت ذلك مع وجود نبع غراقيا للاستشفاء بفضل الأملاح والمعادن الضرورية الموجودة في مياهه.

تضمّ بلدة حصرون أربعة ينابيع أساسية في أحضانها. تستخدم هذه الينابيع كمياه للشرب من داخل البلدة وخارجها حيث يقوم الزوار بتعبئة المياه من الينابيع لشدّة نقائها ولذّتها.
نشاطات بلدة حصرون:
تتمتّع بلدة حصْرون بنشاطاتها التي تقام على مدار السنة وتقصد جميع الفئات العمرية. أهم النشاطات هو مهرجان الزهور الذي يقام في السوق التراثي ويهدف إلى استقطاب أكبر عدد ممكن من المواطنين من خارج البلدة. في هذا المهرجان يتم بيع منتجات البلدة من أطعمة و ثياب مطرّزة وغيرها من المنتجات. مهرجان مار لابا هو ثاني أهم النشاطات التي تقام في البلدة وهو يعتبر مهرجان محلّي لأبناء حصرون. يتم طبخ الصلصة التي تشتهر بها البلدة وتقوم النساء بعجن المنقوش وتحضير الأطعمة مع بعضهم البعض. القرية الميلادية هو المهرجان الشتوي الذي يقام أيضاً في السوق التراثي ويتم توزيع البطاطا والكستناء و النبيذ على المارّة مع وجود تراتيل الميلاد الدينية. كما تنظّم بلدية حصْرون ملعب للأطفال يتمثّل بوجود ألعاب مائية مختلفة من عمر سنة حتى سبع سنوات.
رياضة السير في حصْرون :
في عام ١٩١٨ قامت بلدية حصْرون بتدشين طريق السير من البلدة إلى وادي قنّوبين أو وادي القدّيسين قاديشا. أصبح هذا الطريق من ضمن الخريطة السياحية اللبنانية حيث يحظى بزيارة الكثير من مجموعات الهايكنج المعروفة في يومنا هذا. تستغرق مدة السير من البلدة إلى الوادي نصف ساعة ولكنّها تتخطّى ذلك عند الوقوف والتصوير وزيارة الأديرة الموجودة خلال الطريق.