رمحالا، مزيج من الفنّ والطموح والتراث.
هي جورة الذهب التي تنتج أجود أنواع زيت الزيتون، هي بلدة الضيافة التي تحتوي على بيت الضيافة الفنّي النادر. هي بلدة الطموح والأمل الذي يجعل الإنسان قادر على تحويل ذكرى الحروب الأليمة إلى رسائل سلام وحب وفرح، هي بلدة الزراعة والمساحات الخضراء التي تسقى بأنقى الينابيع. إنّ هذه البلدة هي بلدة رمحالا الجميلة !
موقع بلدة رمحالا:
تقع بلدة رمحالا في قضاء عاليه وتنتمي إلى محافظة جبل لبنان. تمتدّ البلدة على مساحة ٤٥٣ هكتار أي ما يعادل ٤,٥٣ كيلومتر مربّع. يبلغ ارتفاع البلدة عن سطح البحر ٤٤٠ متراً. تبعد رمحالا عن عاصمة لبنان بيروت ٢٩ كيلومترًا فيما تبعد عن عاليه مركز القضاء ١٢ كيلومترًا فقط.
معنى اسم بلدة رمحالا:
يعود اسم رمحالا مثل الكثير من البلدات اللبنانية إلى اللغة السريانية. تنقسم كلمة رمحالا إلى كلمتين رام التي تعني تلّ و حالا التي تعني الرمل وبذلك تكون رمحالا تلّ الرمل. نالت رمحالا لقب جورة الذهب لأنّها بلدة تنتج مواسم زراعية ضخمة وفيرة من زيت الزيتون الأصفر اللامع وغيره من الأنواع الزراعية.

تبعد رمحالا عن عاصمة لبنان بيروت ٢٩ كيلومترًا فيما تبعد عن عاليه مركز القضاء ١٢ كيلومترًا فقط.
متحف الرصاص في رمحالا:
هو متحف فنّي تأسس من خلال موهبة فنّان يدعى شارل نصّار. ورث شارل مهنة الحدادة من والده وكان ينعم بموهبة نادرة. ألا وهي تجميع قطع شظايا الحرب التي لطالما عاش الكثير منها منذ طفولته حتى اليوم. كان شارل كلّما مرّ لبنان بفترة حرب سعى إلى أخذ أكبر عدد ممكن من الرصاص والقطع الحديدية الباقية من القذائف وغيرها.
.استطاع شارل وضع لمساته و سحره على هذه القطع من خلال صناعة مجسّمات فنية باستخدام هذه الشظايا الحديدية. كان هدف شارل نصّار تحويل ذكريات الحروب إلى رسائل سلام تبعث الأمل في قلب اللبنانيين وكل زائر حيث أنّ كل مجسّم فنّي يرمز إلى الفرح والتراث والطبيعة. ينقسم المتحف إلى قسمين، قسم داخلي في كهف كان عبارة عن قبو لجرّ مياه الشرب. قديماً ورثه شارل عن أجداده فحوّله إلى كهف ليتّسع أكبر عدد ممكن من القطع الفنّية و قسم خارجي في الهواء الطلق و هو حديقة تملؤها المجسّمات من كل الجوانب. يعتمد دخول متحف شارل نصّار إلى لائحة التراث السياحي بعض الأمور الصغيرة مثل وجود مخرج ثانوي للحريق ويقوم شارل على تطبيق الشروط لكي يصل إلى تحقيق هذا الأمر.

تنقسم كلمة رمحالا إلى كلمتين رام التي تعني تلّ و حالا التي تعني الرمل وبذلك تكون رمحالا تلّ الرمل
بيت الضيافة في رمحالا:
إنّه حلم ريمون يزبك مخرج ومؤلف الكتب الذي قضى عمره في بلاد الاغتراب وعاد حاملاً معه حلمه في بناء بيت قروي تراثي يكون متحف له و لمقتنياته التي يقوم بتجميعها من مختلف البلاد. اشترى ريمون أرض في رمحالا وقام ببناء منزل يشبه البيوت التي وضعها في كتابه “الحجر” وهو كتاب يضمّ بيوت لبنان التراثية مع اسم مالكيها وتاريخ بنائها. بعد أن رأى ريمون أنّ البيت كبير قرّر أن يجعله بيت للضيافة عوضاً عن المتحف الفردي. يحتوي البيت على خمس غرف تتنوع بين غرف مزدوجة وجناح كبير وغرف فردية.
لكل من هذه الغرف فكرة مختلفة ونمط وطراز لبناني معيّن. تتطلّب بناء هذه التحفة ١٣ سنة من التعب والجهد. خاصةً أنّ أسقف البيت هي من شجر الزيتون المقطّع و المرصوص إلى جانب بعضهم البعض. ليشكّلوا سقف فنّي نادر. يحتوي البيت على حوالي خمسين ساعة قديمة، أكثر من مئة جرس. الكثير من القرون وغيرهم من القطع الفنّية من خارج لبنان وداخله أيضاً. في البيت أكثر من ٣٠٠٠ قطعة فاق عمرها المئة سنة وهذا ما يشجّع الكثير من المغتربين والسياح على زيارة البيت والاستمتاع فيه لأنّ كل قطعة موجودة فيه لها تاريخ عريق بعيدة كل البعد عن التجارة التي يمارسها الفنادق اليوم لجذب الناس.

هي بلدة الزراعة والمساحات الخضراء التي تسقى بأنقى الينابيع. إنّ هذه البلدة هي بلدة رمحالا الجميلة !
ينابيع رمْحالا:
تتميّز رمحالا بوجود العديد من الينابيع الغزيرة التي تروي المساحات الخضراء في البلدة وتساهم في تطوير القطاع الزراعي من خلال نظافة المياه ونقائها. أبرز هذه الينابيع هي نبع رأس العين ونبع رمحالا ونبع الجوزات التي تتسم بغزارتها على مدار السنة. هذا بالإضافة إلى وجود بعض الينابيع الصغيرة التي تتواجد في عقارات أبناء رمحالا الخاصة وتقوم بري حدائقهم و مزروعاتهم.
الزراعة في رمْحالا:
لا يمكنك زيارة بلدة رمْحالا دون الانتباه إلى كبر مساحاتها الخضراء والغطاء الأخضر فيها. تملأ رمحالا أشجار الصنوبر والزيتون في الأحراش التي تم الاتفاق مع جمعيتين. من أجل زراعة هذه الأماكن بأشجار صنوبر عوضاً عن التي احترقت بسبب الحريق الذي اندلع في عاليه. ومن أجل المحافظة عليها من خلال الري المستمر والحماية من أي حرائق جديدة. كما يقوم أبناء البلدة بزراعة الليمون والمشمش والتين واتجه قسم كبير إلى زراعة الأفوكادو. ليس هذا فقط بل يتم زراعة عدد كبير من الخضار مثل الفاصولياء والملوخية وغيرها أيضاً. لا يمكننا أن ننسى موسم التوت الذي اشتهرت به رمحالا قديماً وموسم الزيتون الذي أكسبها لقب جورة الذهب من خلال إنتاج أكثر من ٧٠٠ قنطار زيت زيتون في معاصرها الثلاث الموجودة في البلدة.
المونة في رمحالا:
لا تكتمل زيارة رمحالا دون تذوّق ألذّ وأشهى مونة مصنوعة يدويّاً من أيدي سيدات بلدة رمْحالا. أجود أنواع المونة يتم تصنيعها في البلدة بدايةً من مختلف أنواع المربّى، الكبيس، الزهورات والورقيات المجففة، اللبنة، شراب التوت والورد وماء الزهر وماء الورد و دبس الرمان وخلّ التفاح. كما يتم في رمحالا صناعة أجود أنواع العرق من العنب المزروع بأسمدة طبيعية بعيدة عن المواد الكيماوية. في رمْحالا يقوم أبناء البلدة بإنتاج عدد محدود من الصابون البلدي عندما يبقى كمية من زيت الزيتون في البلدة.