ساعة التل ،وقهوة التل العليا, من أعمدة طرابلس وأساسياتها !
:ساعة التل
تعتبر طرابلس عاصمة الشمال، الأولى بين المدن اللبنانية بوجود معالم أثرية مملوكية قديمة والثانية بعد مدينة القاهرة في مصر. إنّها ثروة غنية بالمساجد، القلاع، المدارس، الخانات، الحمّامات والأسواق التي تعطي طرابلس مزيج فريد من الثقافة والتاريخ والتعاليم الدينية. إنّ ساعة التلّ هي معلم من أهم المعالم الطرابلسية وتشكّل عمود من أعمدة تاريخها العريق. حيث تزّين هذه الساعة منطقة التلّ الشعبية التي تحتوي على أجمل المقاهي ألا وهي قهوة التلّ العليا.
تاريخ ساعة التل:
في عام ١٩٠٢ قدّمت ساعة التلّ كهدية تذكارية إلى طرابلس. حيث قام السلطان عبد الحميد الثاني هذه الهدية للاحتفال بمناسبة مرور ٢٥ عام على حكمه للدولة العثمانية. لقّب البعض قديماً ساعة التلّ بلقب الساعة الحميدية نسبة للسلطان عبد الحميد الثاني.
هندسة ساعة التلّ:
تُعتبر السّاعة تحفة معمارية تم تصميمها على يد المهندس توفيق باشا الذي أتى من المتصرفية في تركيا إلى طرابلس وعمل على هندستها. امتدّت ساعة التلّ على مساحة ٢٤ متر مربّع ويبلغ ارتفاعها حوالي ثلاثين متراً مع وجود ٦ طبقات فيها. كل ما ارتفعنا نحو الطبقات الأعلى تضيق المساحة وذلك بسبب صغر وضيق قاعدة الساعة التي لا تستطيع تحمّل الكثير من الثقل فوقها بالإضافة إلى حمايتها من السقوط. يوجد في الساعة سلم لولبي مصنوع من حديد في أحد جوانبها. تتميّز الطبقة الثانية والرابعة منها بوجود شرفتين تطلّان على الشوارع والمارّة. تتميّز الطبقة السادسة في الساعة ذات الشكل الهرمي بدورها الأهم. حيث تحتوي هذه الطبقة على مخزن لبعض الآلات التي تضبط عمل الساعة. كانت الساعة تعمل قديماً على الطريقة العربية في عهد العثمانيين ولكن ما لبثت أن تعدّلت و أصبحت تعمل على التوقيت الزوالي.

. تتميّز الطبقة الثانية والرابعة منها بوجود شرفتين تطلّان على الشوارع والمارّة.
ساعة التل في الحروب:
شهدت ساعة التلّ على الكثير من الحروب التي أثّرت عليها بسبب وصول طلقات الرصاص على واجهتها. الأمر الذي أدّى إلى سقوط بعض عقاربها. أعاد الطرابلسيون ترميم وتأهيل ساعة التلّ بعد انتهاء الحروب. حيث قاموا بإصلاح العقارب وعلّقوا أربع لوحات زرقاء اللون تحمل رموز الدولة العثمانية. تم أيضاً إنارة الساعة وتم ضبط عيارات عقاربها وجرسها. كان الترميم على نفقة الدولة التركية العثمانية الذين ساهموا إلى إعادة إحياء ساعة التلّ. عاودت الساعة نشاطها في ٢٦ نيسان عام ٢٠١٦ يصادف ذلك اليوم مرور ١٣٠ عاماً على تأسيس ساحة التل وتحرير مدينة طرابلس من الصليبيين.

شهدت ساعة التلّ على الكثير من الحروب التي أثّرت عليها بسبب وصول طلقات الرصاص على واجهتها.
علاقة ساعة التلّ بتركيا:
عرضت دولة تركيا مجسم مطابق لساعة التلّ في أحد أكبر حدائقها. تلقّب هذه الحديقة باسم “miniaturk”. هي حديقة سياحية ضخمة تحتوي على الكثير من المعالم والمجسمات من مختلف الدول مما يجعل جميع السائحين يسعون لزيارتها في كل مرة يأتون إلى تركيا. تدعم مبادرة مجسم التل في تركيا حركة السياحة في طرابلس وتعرّف الأجانب من جميع الجنسيات إلى منطقة طرابلس الأثرية التي تحتوي على الكثير من المعالم التي تستحق الزيارة.
موقع قهوة التلّ العليا:
تقع القهوة في منطقة التلّ، طرابلس شمال لبنان. تطلّ القهوة على العديد من الأماكن كمبنى البلدية، نافورة الماء، شارع عزمي وساعة التلّ.

تقع القهوة في منطقة التلّ، طرابلس شمال لبنان. تطلّ القهوة على العديد من الأماكن كمبنى البلدية
تاريخ القهوة:
تأسّست القهوة في عام ١٨٢٠ في نهاية العصر العثماني لجعل وسط مدينة طرابلس منطّم كدول أوروبا. هي أول مقهى عام في مدينة طرابلس. كانت القهوة تستقبل الرجال فقط ولكن أصبحت النساء اليوم تزاحم الرجال للجلوس فيها. لا تقتصر القهوة على تقديم المشروبات كالشاي، القهوة، المشروبات الباردة والأراجيل بل يمكن للزائر أن يتناول الغداء من المطعم التابع لها الذي يقدّم بعض أنواع السندويتشات للزائرين. يوجد بالقرب من القهوة مصلّى صغير. بالإضافة إلى ساحة لعب واسعة للأطفال.
أهمية قهوة التل العليا:
تعتبر القهوة ملاذ جميع الطرابلسيين والمكان الذي يستطيعون الاستمتاع به. تتميّز القهوة ببساطتها وانخفاض أسعارها نسبة لباقي المقاهي والمطاعم الطرابلسية. يأتي الرجال للعب الطاولة مع أصدقائهم في وسط المدينة الشعبي.
تشكّل ساحة التلّ من أجمل الساحات الموجودة في طرابلس والأقرب إلى قلوب الطرابلسيين. تتميّز هذه الساحة بمركزها المناسب في وسط المدينة. كما تتميّز الساحة بوجود العديد من الأمور التي تجذب السكان كوجود ساعة التلّ الأثرية، مقهى التلّ العليا وغيرهم من الأماكن التجارية الشعبية.