سمار جبيل، من أقدم البلدات التاريخية اللبنانية!

October 19, 2022
2:09 pm

هي بلدة تاريخية عريقة من قضاء البترون، هي بلدة أخذت نكهة من كل حضارة كرّت عليها. فشكّلت في يومنا هذا مزيج فريد من نوعه لا يشبه غيره.  بلدة القلعة التاريخية القديمة. هي بلدة المهرجانات الناجحة التي تستقطب آلاف الناس والسائحين في كل عام. هي بلدة العسل السندياني ذو الطعم الفاخر، هي بلدة المدينة الكشفية التي تحوّلت إلى ثكنة للجيش اللبناني وأسلحته. إنّ هذه البلدة هي بلدة سمار جبيل الجميلة !

موقع بلدة سمار جبيل:

تقع بلدة سمار جبيل في قضاء البترون وتنتمي إلى محافظة الشمال. ترتفع البلدة عن سطح البحر بين ٤٠٠ و ٦٠٠ متراً. تمتدّ البلدة على مساحة ٢ كيلو متر مربّع. تبعد سمار جبيل عن عاصمة لبنان ٥٧ كيلومترًا فيما تبعد عن البترون مركز القضاء ١١ كيلومتر.

معنى اسم بلدة سمار جبيل:

اختلف الناس وأبناء البلدة حول معنى اسمها وانقسموا إلى قسمين. يعتقد القسم الأول أنّ كلمة سمار جبيل هي اشتقاق فينيقي يعني حارس أو مراقب جبيل. أمّا القسم الثاني فيرجّح أنّ سمار جبيل هي كلمة تعود للأصل الفينيقي وهي مؤلفة من ثلاثة أجزاء سم التي تعني القبر ار التي ترمز إلى الملوك وجبيل. وبذلك يكون معنى اسم البلدة قبور ملوك جبيل.

السياحة الدينية في سمار جبيل:

تتواجد في بلدة سمار جبيل كنائس عديدة يبلغ عددها ثلاث كنائس أثرية قديمة لكل منها تاريخ عريق ومهم.

إنّ كنيسة السيدة هي من أهم هذه الكنائس وأقدمها حيث كان يعتقد أبناء البلدة أنّها تعود للقرن الحادي عشر إلا أنّها تعود للقرن السادس أو السابع بسبب احتوائها على فسيفساء تحت حجارة الكنيسة تعود لهذا الوقت.

كنيسة مار نهرا هي من أقدم الكنائس في لبنان ومن أهمها تاريخيّاً. أطلق عليها هذا الاسم بسبب مار نهرا الذي ولد في دمنهور في مصر وكان وثني الديانة وأصبح مسيحي يدعو للمسيحية في فلسطين ومصر وصولاً إلى صور وجبيل والبترون. الملك الروماني دقيانوس حاول إجبار مار نهرا على اعتناق الوثنية من جديد لكنّه رفض لذلك فقتله في ساحة الكنيسة في عام ٢٨٥والتي  تم إعادة بناءها في القرن الحادي عشر. يوجد في الكنيسة قطع موزاييك وعظام الكهنة الذين خدموا المذبح. ما يميّز هذه الكنيسة من الداخل هي الدمغات الباقية فيها و الطين والكلس الأبيض والمذبح الخشبي والمدخل الشمالي الذي تم ترميمه على يد الياس الخوري باستخدام أحجار من قلعة البلدة.

قلعة سمار جبيل التاريخية:

هي قلعة تاريخية وحصن عسكري تتمركز على تلّة صخرية في بلدة سمارجبيل وتطلّ على البحر. مرّت على هذه القلعة الكثير من الحضارات مثل الفرس والفينيقيين والرومان والصليبيين  والعثمانيين والمماليك والعرب أيضاً. تعود القلعة إلى ٣٠٠٠ عام قبل المسيح وهناك افتراضية قيد الدارسة تبيّن أنّها تعود إلى ٥٠٠٠ سنة قبل الميلاد لكنّها لم تثبت بعد. إنّ الصليبيين هم من حوّلوا هذه القلعة إلى حصن عسكري يحتوي على منطقة البرج، المتاريس التي تطّل على كافة المنطقة والقبور التي تعود إلى الملوك وأولادهم.

الزراعة  والإنتاج في بلدة سمار جبيل:

كانت بلدة سمار جبيل تشتهر بزراعة التبغ ولكن ما لبثت أن تحروّلت إلى زراعة المشمش والدراق. تزامناً مع زراعة الزيتون أيضاً. هذا بالإضافة إلى وجود أعداد كبيرة من أشجار السنديان. والتي تشكّل العامل الأساسي في إنتاج عسل السنديان الذي يعتبر رقم واحد في مونة بلدة سمار جبيل. كما يتم في البلدة إنتاج زيت الزيتون الذي يعصر على البارد من خلال تقنيات علمية دقيقة تجعل منه زيت ذو جودة عالية جدّاً لا يتغيّر مذاقه حتى لو مرّت عشرات السنوات. لا تقتصر مونة البلدة على الزيت والعسل فقط بل هي تتعدّى ذلك بوجود الكثير من المربّى والشرابات مثل ماء الزهر والورد وغيرها من الأمور اللذيذة.

مشتل إيميه القاضي شديد:

هو قصة ترمز إلى مدى تعلّق اللبناني بوطنه وقريته بالرغم من البعد الذي يعيشه في بلاد الاغتراب. بعد سفر دام ٢٧ سنة قرّرت السيدة إيميه القاضي شديد أن تفتتح مشتل في أرض أبيها الذي ورثت منه حبّ الأرض. تزرع إيميه شتلات تدعى النبات العصاري أي plante succulente التي تستورد من الخارج عادةً لأنّ مناخ وتربة بلدة سمارجبيل تتناسب مع هذه النباتات وتؤمن لها كل حاجاتها. يمكن لكل زائر أن يمرّ إلى المشتل للقيام بجولة فيه وشراء بعض الشتلات الطبيعية الجميلة من أرض سمارجبيل.

البيوت التراثية في سمارجبيل:

سعت بلدية سمار جبيل وما زالت. تسعى إلى تصنيف البلدة من خلال البيوت التراثية التي تتمثّل بالبيوت الحجرية المتوّجة بالقرميد الأحمر. نجد في سمار جبيل اليوم الكثير من هذه البيوت التراثية اللبنانية التي تعكس طابع البلدة القروية بامتياز. كما يمكن إيجاد عدّة بيوت مربّعة قديمة على الطراز التقليدي وهي بيوت لها أربعة مداخل لكي يتم  دخول الهواء إليها بشكل أسهل وأكبر.

مهرجانات بلدة سمار جبيل:

انطلقت رحلة مهرجانات بلدة سمار جبيل منذ عام ٢٠٠٦ ومنذ ذلك الحين لم تتوقف أبداً. تعتبر هذه المهرجانات من أنجح المهرجانات في لبنان بسبب الإقبال الكبير عليها من مختلف المناطق اللبنانية. تبدأ هذه المهرجانات بجولة إلى القلعة لتعريف الناس عنها خاصةً بعد عمليات الترميم التي حازت عليها بمساعدات خارجية. ثمّ يجلس الزائرين في المساحة الواسعة إلى جانب القلعة المضيئة بالكامل استعدادًا لإحياء الحفلات الغنائية بحضور أكبر الفنانين مثل وديع الصافي، ملحم بركات ورامي عياش. كما يتم تنظيم مهرجانات للشباب والأطفال مثل ألعاب النفخ و السيرك وغيره من النشاطات أيضاً.

تعرف اكثر على كفر عقاب!