جبيل، أيقونة المدن الساحلية !
،جبيل
عرفت بأيقونة المدن الساحلية اللبنانية. تعتبر من أقدم المدن في العالم حيث يبلغ عمرها حوالي ٩٠٠٠ سنة وأكثر. حازت على لقب عاصمة السياحة العربية في عام ٢٠١٦ نسبة لكثرة تهافت السائحين لزيارتها. لا يمكن للزائر أن يشبع من زيارتها لمرّة واحدة بل تصبح وجهته كلّما تسنّت له الفرصة. إنّها مدينة تجمع بين جمال الطبيعة و أهمية الحضارة التي ورثتها من العصور القديمة. هذه المدينة هي مدينة “جبيل”.
موقع مدينة جبيل:
تقع جبيل في محافظة جبل لبنان وتنتمي إلى قضاء جبيل. تبعد جبيل حوالي ٣٧ كلم عن بيروت عاصمة لبنان. تمتدّ جبيل على مساحة أربعة كيلو متر مربّع وهي أحد أشهر المدن التاريخية في العالم.
تاريخ جبيل:
تعاقبت على مدينة جبيل الكثير من الحضارات العريقة أهمّها الفينيقيون، الآشوريون، الرومان، الفرس، اليونان و العثمانيون. تعرّضت المدينة للغزو والحريق وزلزال ضربها عام ٥٥١ لكنّها بقيت صامدة بفضل عزيمة أبنائها الذين أعادوا لها النشاط بعد كل حدث ساهم في تدميرها.
تسمية مدينة جبيل:
يعود اسم جبيل إلى اللّغة الفينيقية الكنعانية والتي ترمز إلى كلمتين جب و إيل. جب تعني كلمة بيت باللغة العربية و إيل تعني كبير الآلهة أي الإله الأب. كان الفينيقيون يعتبرون أن الإله الأب هو من بنى مدينة جبيل لذلك سميّت بهذا الاسم جبيل أي بيت الله.
سوق جبيل الأثري:
يضمّ السوق القديم العديد من المحلّات التجارية التي تبيع الألبسة التذكارات والأشغال اليدوية. هذا بالإضافة إلى المقاهي والمطاعم التي تستقبل الزوار في كافة أيام السنة دون توقّف. تتميّز المنتجات التي تباع في سوق جبيل أنها صنعت على يد حرفيين لبنانيين الذين قاموا بخياطة العباءات، نحتوا القطع الأثرية ذات النقوش الفينيقية واللوحات الخشبية.

يضمّ السوق القديم العديد من المحلّات التجارية
قلعة جبيل البريّة:
عرفت هذه القلعة نحو ١٩ حضارة متتالية. كان الشعب النيوليتي أول شعب سكنها في الألف السادس قبل الميلاد من ثم الفينيقيين وصولاً إلى المماليك والأتراك. تتألّف القلعة من أربعة أبراج يتوسّطها برج رئيسي وتعود للعهد الصليبي. بنيت القلعة في عام ١١٠٤ على يد الإيطاليين من عائلة “امبرياتشي”. صنعت القلعة من أنواع حجارة عديدة. فنجد الحجر الرملي المأخوذ من القصر الملكي الفارسي. أمّا الحجارة البيضاء هي مأخوذة من المعابد الرومانية. كما يمكننا رؤية بعض أعمدة الغرانيت التي وضعت لتدعيم القلعة وتقويتها والتي أخذت من معابد يونانية رومانية. تبلغ مساحة القلعة مع محيطها نحو ٨ هكتار.

عرفت هذه القلعة نحو ١٩ حضارة متتالية.
المتحف الأثري؛
يقع المتحف عند مدخل القلعة ويتألّف من طابقين. الطابق الأرضي الذي يضمّ لوحات تتكلّم عن الحفريات التي جرت في المدينة بالإضافة إلى واجهات زجاجية تحتوي على قطع أثرية تعود لحقبات توالت على مدينة جبيل. أمّا الطابق العلوي فقد خصّص للنشاطات مثل كتابة اسم الزائر باللغة الفينيقية.
متحف ذاكرة الزمن:
إنّه عبارة عن متحف للمتحجّرات المتنوّعة على سبيل المثال الأسماك المتحجّرة منذ العصور القديمة. يبلغ عمر الأسماك المتحجّرة اللبنانية حوالي مئة مليون سنة وتكوّنوا في العصر الجيولوجي الثاني في فترة لقّبت باسم الطباشير الرابع. تكون هذه المتحجّرات طبقات كلسية متراكمة يتم فتحها بواسطة شاكوش لنرى هيكل السمكة داخلها. يضمّ المتحف الكثير من الأسماك النادرة التي انقرضت منذ زمن.
متحف الشمع:
يحتوي المتحف على مجسّمات وتماثيل مصنوعة من الشمع لكثير من المشاهد الحياتية التي امتدّت من الحقبة الفينيقية حتى يومنا هذا. تمت صناعة هذه التماثيل على يد الفنان شوقي أبي حنّا. يضمّ المتحف حوالي مائة وأربعين تمثال مقسّمين على ثلاثين مشهد كمشهد الإنسان في العصر الحجري، الفينيقيين، الأمراء الذين حكموا جبيل، ساحة الشهداء في بيروت وصولاً إلى ساحة الاستقلال. نجد في المتحف تماثيل للكاتب جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة. بالإضافة إلى وجود تماثيل لبعض الفنانين اللبنانيين كالفنانة صباح والفنان وديع الصافي.
متحف أرام بزيكيان:
هو متحف لأيتام الإبادة الأرمنية الذي شيّد في العام ٢٠١٥ بسبب ذكرى مرور مئة سنة على الإبادة الأرمنية. يوجد المتحف في بناء يبلغ عمره أكثر من مئتين سنة. يتألّف من ثلاثة أجزاء. يتكوّن أول جزء من معلومات عن الإبادة الأرمنية التي تمت على يد السلطنة العثمانية. بينما يتكلّم الجزء الثاني عن الأيتام الذين أتوا إلى المتحف بعد هذه الإبادة وتمّت تربيتهم في هذا المكان من قبل أم دنماركية أرسلت خصّيصاً لرعايتهم. أمّا الجزء الثالث والأخير يتكلّم عن انطلاقة الأيتام وتأسيسهم لحياتهم حيث وصلوا إلى مراكز مهمة. بني هذا المتحف على يد ابن آرام بزيكيان الذي أراد تخليد قصة والده الذي كان يتيم جرّاء هذه الإبادة.

هو متحف لأيتام الإبادة الأرمنية الذي شيّد في العام ٢٠١٥
ميناء جبيل والقلعة البحرية:
لا يمكن لأي زائر أن يأتي إلى المدينة دون زيارة الميناء التي تحتوي على قوارب صغيرة للصيد وقوارب تتسع لعدد معين من الزوار للحصول على جولة بحرية في شواطئ البحر الأبيض المتوسط.
تتمركز القلعة البحرية على ميناء جبيل و تتألّف من برج واحد و تعود للعصور القديمة. كانت القلعة تتألّف من برجين ولكن تم تدمير برج بالكامل قديماً ولم يبقى له أثر. يستطيع الزوار الصعود على القلعة والتقاط الصور الجميلة مع إطلالة البحر الساحرة.
الآثار الدينية في جبيل:
مدينة جبيل هي مدينة غنية بالسياحة الدينية أيضاً. يعود بناء كنيسة مار يوحنا مرقس للعام ١١١٥ وقد احتفل بمرور ٩٠٠ سنة على بنائها منذ ست سنوات.
جامع السلطان عبد الحميد الذي تم تشييده في عام ١١٨٦ في عهد السلطان صلاح الدين الأيوبي على أنقاض مسجد قديم. تم إعادة تأهيل المسجد في عهد السلطان عبد المجيد في عام ١٦٤٨ للحفاظ على قيمته ومركزه الديني.

تتميز جبيل بالمطاعم الجميلة والمميزة
تبقى مدينة جبيل من أجمل المدن الساحلية اللبنانية التي تستحق الزيارة والسياحة من قبل الجميع بفضل غناها بأهم المتاحف الأثرية والقلاع التاريخية والأسواق التراثية التجارية طبيعة بحرها الفريدة من نوعها.