بلدة جعيتا، كنز بحري غني !

بلدة جعيتا,

هي واحدة من أجمل بلدات قضاء كسروان الذي تتلألأ على شواطئه المنتجعات السياحية وتملأ جباله أهم مراكز التزلّج. تتميّز هذه البلدة بوجود الحياة البحرية والبريّة فيها بالإضافة إلى البيوت ذات القرميد الأحمر والقناطر البسيطة. تحتوي البلدة على أهم وأجمل المعالم اللبنانية السياحية التي فازت بالمركز الأول وتفوّقت على  ٢٧ مشروع سياحي عالمي. وجهة سياحتنا اليوم هي بلدة “جعيتا”.

موقع جعيتا:

تقع جعيتا في قضاء كسروان الفتوح في محافظة جبل لبنان. تبعد جعيتا عن بيروت عشرين كيلومترا وعن جونية مركز القضاء عشرة كيلومتراً. ترتفع البلدة عن سطح الأرض بين ٥٠ و٤٠٠ متراً. تمتد بلدة جعيتا على مساحة ٤،٥ كيلومتر مربّع.

تفسير اسم البلدة:

يعود اسم البلدة “جعيتا” إلى اللّغة السريانية التي تعني كلمة “هدير” باللّغة العربية. ترمز كلمة هدير إلى صوت أو ضجيج المياه الذي كانت تعرف به البلدة بسبب وجودة مياه مغارة جعيتا ذات الهدير الواضح لآذان أبناء البلدة والزائرين أيضاً.

مغارة جعيتا

تتميّز هذه البلدة بوجود الحياة البحرية

الزراعة في جعيتا:

تتمركز جعيتا على تلّة خضراء تشتهر بأشجار الصنوبر والسنديان وأشجار الزيتون المعمّرة التي تغطّي معظم أراضي البلدة. كما تشتهر البلدة أيضاً بزراعة الليمون والخرنوب وأنواع مختلفة من الفاكهة الاستوائية التي تتمثّل بفاكهة المانجو الأفوكادو فاكهة التنين وفاكهة القشطة اللذيذة.

مغارة جعيتا:

ترشّحت المغارة على مسابقة عجائب الدنيا السبع منذ سنوات بسبب جمالها الفريد من نوعه. إنّها أكبر مغارة تم اكتشافها في لبنان. تنقسم هذه المغارة إلى مغارتين العليا والسفلى التي تحتوي على أطول رواسب كلسيّة في العالم. يبلغ عمر المغارة حوالي ستة ملايين سنة تم اكتشافها في عام ١٨٣٦ على يد رجل أميركي كان يقوم بالصيد في نهر الكلب وسمع صوت مياه فدخل نحو ٥٠ متر واكتشف وجود المغارة السفلى. في عام ١٨٧٤ قامت بعثة من الجامعة الأميركية في بيروت مع مصلحة مياه بيروت ليروا إذا كان هناك امكانية لجرّ مياه المغارة الصافية إلى بيروت فدخلوا نحو ١٠٠٠ متر. توالت مراحل اكتشاف المغارة السفلى التي يبلغ طولها ستة آلاف و ٩٠٠ متر. في عام ١٩٥٨ تم اكتشاف المغارة العليا وتم افتتاحها فيما بعد. .أثناء الجولة في المغارة البحرية تمر من تحت ست قرى لبنانية

تبدأ تجربة المغارة للزائرة من خلال ركوب التلفريك الذي صنع لتسهيل عملية السياحة لتصبح مناسبة لجميع الفئات العمرية. يقوم التلفريك بنقل الزائر إلى مدخل المغارة العليا. يشاهد الزائر قبل دخوله المغارة العليا فيلم نبلغ مدّته ٢٢ دقيقة بلغات عديدة يحكي عن تاريخ المغارة واكتشافها والاحتياطات اللازمة فيها. بعد انتهاء زيارة المغارة العليا، نجد قطار أحمر ينتظر الزوار ليقلّهم إلى المغارة السفلى. في المغارة السفلى تكون الزيارة من خلال جولة بحرية عن طريق زورق بحري يعمل على البطارية ولا يصدر ازعاج صوتي. بعد الانتهاء من زيارة المغارة يتوجّه الزوار لرؤية حديقة الحيوانات الصغيرة. تستغرق هذه الرحلة حوالي ساعتين. تعمل المغارة على استقبال الزوار من نهار الثلاثاء إلى الأحد من الساعة التاسعة صباحاً حتى الساعة الخامسة عصراً.

متحف الحياة البريّة والبحريّة:

إنّه من أجمل المتاحف وأغناها في العالم. حاز على شهادة من قناة “National Geographic” بسبب احتوائه على آلاف الحيوانات البرية والبحرية المحنطة بطريقة مميّزة. تأسّس المتحف على يد الدكتور جمال يونس الذي تميّز بطريقة تحنيط الحيوانات بشكل فريد حيث يقوم بالحفاظ على شكل الحيوان من الخارج والداخل كما هو. بدأ تأسيس المتحف في عام ٢٠٠٦ ودام العمل فيه نحو ١٢ سنة. تبلغ مساحة المتحف ٧٥٠٠ متر مربّع. إنّ المتحف هو عبارة عن بناء محفور في الجبل يتم النزول إليه عبر طابقين. يتميّز المتحف بمدخله الذي صمّم على شكل فم القرش الذي يرمز إلى الحياة البحرية. يضمّ المتحف أكثر من ٧٠٠٠ عيّنة من الحيوانات النادرة. تستغرق رحلة استكشاف المتحف من نصف ساعة إلى ساعة تقريباً وفي بعض الأحيان تستغرق أكثر إذا كان الزائر محبّ للحياة البحرية. يفتح المتحف أبوابه من الساعة الثامنة صباحاً إلى الساعة الثامنة مساءً في التوقيت الصيفي و من الساعة الثامنة حتى الساعة السادسة في التوقيت الشتوي.

متحف بلدة جعيتا

إنّه من أجمل المتاحف وأغناها في العالم

جسر و طاحونة جعيتا:

إنّه جسر قديم لا مثيل له في الشرق الأوسط لأنّه مصنوع من دون باطون. بني في عام ١٨٢٠ و كانت السيارات تسير عليه قديماً ولكنّها منعت خوفاً من سقوط الجسر. صنع الجسر لناقلي القمح الذين يصعدون على الجسر ليصلوا إلى طاحونة جعيتا. توقّف عمل الطاحونة والجسر عند نشأة طواحين أخرى في أماكن مختلفة.

بيت الفن في جعيتا:

تم بناء هذا البيت  الموسيقي في عام ١٨٨٣ وتم ترميمه ليصبح متحف تاريخي في عام ٢٠١٨. تم تشييده على يد شيخ بلدة جعيتا من عائلة القيّم. يضمّ المتحف آلات موسيقية وصور تاريخية وأعلام ترمز إلى موسيقى جعيتا. تم إنشاء موسيقى جعيتا في عام ١٨٩٠ على يد ملحم القيم وأعوانه. شهد هذا المتحف على حدثين مهمين الأول إصدار كتاب شيخ قرية جعيتا للمهندس ناجي توفيق القيم. أما الحدث الثاني فهو الطابع المالي الذي يحمل صورة المتحف كتكريم من الدولة اللبنانية.

كنيسة سيدة النجاة وسيدة الخلاص:

لا تقتصر الثروة في بلدة جعيتا على الثروة الطبيعية فقط بل تعدّت ذلك بوجود السياحة الدينية أيضاً من خلال وجود الكنائس القديمة فيها.بنيت كنيسة سيدة النجاة على يد سواعد أبناء البلدة ابتداءً من العام ١٦٠٧ حتى العام ١٧٠٠ انتهوا من بنائها.

أمّا كنيسة سيدة الخلاص فقد تم بناؤها خلال عشرين سنة وانتهى بناؤها في عام ١٨٦٠. بنيت الكنيسة بسبب ازدياد عدد أبناء البلدة ولأن كنيسة سيدة النجاة لم تعد تتسع لعدد السكان قاموا ببناء الكنيسة الثانية.

بلدة جعيتا

تعدّ مغارة جعيتا من أشهر المعالم السياحية الموجودة في بلدة جعيتا

مهرجانات جعيتا:

تقوم جعيتا بإحياء ثلاثة مهرجانات سنوية بين شهر أيلول وكانون أول لتنشيط حركة السياحة فيها. هذا بالإضافة إلى مهرجان الميلاد الشتوي الذي يستمر لمدّة خمسة أيام تقريباً ويكون تقدمة مجانية من البلدية. أما المهرجان الصيفي للقديس مار ساسين حيث يقوم أبناء البلدة بإحضار أطعمتهم معهم لكنيسة هذا القديس والاجتماع على طاولات الغداء بعد إحياء التقاليد الدينية.