!البترون، أجمل المدن الساحلية اللبنانية

البترون,

هي واحدة من أجمل المدن الساحلية اللبنانية، منبع صناعة الليموناضة الأول ومحطّة لأهم الكنائس وأقدمها. إنّها مدينة البترون. تعتبر مدينة البترون من المدن المميّزة التي تجمع بين تاريخ العصور القديمة والحديثة. تشكّل أيضاً مكان رائع يجذب السائحين ويذهل أنظارهم بروعته. تعرّفوا معنا اليوم عن قرب على مدينة البترون و أبرز الأماكن التي تميّزها.

تاريخ مدينة البترون:

مرّ على المنطقة الكثير من العصور والحكّام التي تركت أثراً في شوارعها، صخورها وأبنيتها كالعصر اليوناني الفينيقي والروماني. إنّها من أقدم المدن الفينيقية التي شهدت على حكم الفينيقيين. بنيت على يد الكاهن “أيتوبعل” الثاني ملك صور في القرن التاسع قبل الميلاد. حقّقت المدينة ازدهار وتطوّر مهم في ظل الحكم الفينيقي واستمرّ ذلك في عهد الرومانيين الذين حكموا البترون أيضاً. شهدت المدينة عام ٥٥١ زلزال ضربها ودمّر المعالم فيها لذلك قام السكان بإعادة ترميمها.

تسمية البترون:

تنوّعت مصادر تسمية مدينة البترون واختلفت فيما بينها. حيث يعتقد البعض أنها سمّيت كذلك نسبة لكلمة “بتر” التي تعني الصخر المرتفع و مدينة البترون تشتهر بوجود الصخور المرتفعة فيها. يظنّ البعض الآخر أنّ كلمة البترون تأتي من كلمة “بوتريس” اليونانية حيث أطلق اليونانيون هذا الاسم عليها.

موقع ومساحة البترون:

تقع مدينة البترون التي تنتمي لقضاء البترون على ساحل البحر الأبيض المتوسط. تمتد على مساحة ٢٨٧ كلم مربع. تبعد البترون ٥٤ كيلومتراً عن بيروت عاصمة لبنان.  يبلغ عدد سكانها حوالي ٤٥ ألف نسمة.

البترون

تنوّعت مصادر تسمية مدينة البترون واختلفت فيما بينها.

أبرز المعالم الأثرية فيها:

تملأ المدينة الكثير من الكنائس والمعالم الأثرية التي تغني المدينة وتجعلها تتميّز عن باقي المدن الساحلية اللبنانية.

تشكّل كنيسة مار اسطفان أشهر الكنائس. يعود بناؤها للقرن العشرين على يد مهندس إيطالي يدعى “جوزيف مادجوري”. تتميّز الكنيسة بهندستها الرائعة وعمارتها التي تجذب الكثير من الناس لالتقاط صور مناسباتهم أمام هذا الصرح المذهل الذي يطلّ على الميناء الصغرى في البترون.

السور الفينيقي: يعتبر هذا السور أحد أهم المزارات السياحية في البترون. يبلغ طول هذا السور ٢٢٥ متراً و يرتفع خمسة أمتار عن البحر. يقع السور على امتداد  الشاطئ البتروني. يتألّف من الصخور الضخمة التي بقيت من العصور الفينيقية القديمة حيث أخذ السور اسمه من خلالها.

كنيسة مار جرجس تقع الكنيسة  بالقرب من كنيسة مار اسطفان. تم إنشاؤها في عام ١٨٦٧ في شهر آب تحديداً. بنيت هذه الكنيسة بقبّة مميزة وأخذت الطابع البيزنطي في هندستها وعمارتها.

قلعة المسيلحة هي من أهم المزارات السياحية في المنطقة. إنّها قلعة تتمركز على تلّة صخرية كبيرة بالقرب من الجبال والساحات الخضراء. يمكن الوصول إليها من خلال جسر يعلو نهر الجوز أو من خلال الصعود إلى الدرجات الكبيرة المحفورة في الصخر والأرض الجبلية فيها. إنّها قلعة كبيرة تتميّز ببوابتها  الضخمة وأسوارها العالية. هذا بالإضافة إلى وجود القناطر والأقواس الحجرية القديمة.

البترون

تقع المنطقة التي تنتمي لقضاء البترون على ساحل البحر الأبيض المتوسط. تمتد على مساحة ٢٨٧ كلم مربع

أبرز الأنشطة في المنطقة :

لا تقتصر السياحة فيih على الأماكن الأثرية فقط بل يتعدّى ذلك بكثير. يجب على كل زائر ركن سيارته عند مدخل المدينة والنزول سيراً للاستمتاع بشوارعها المرقّمة وممرّاتها المليئة بالأشجار والأزهار الملوّنة. تتميّز بيوت الم بكونها بيوت أرضية مستقلّة. أغلب البيوت تتألّف من درج فيها وساحة صغيرة أمامها يستطيع مالكيها الجلوس مع أقربائهم وأبناء مدينتهم.

لا يمكن لأحد أن يأتي إلى المنطقة دون أن يتذوّق المشروب البارد الذي تشتهر به المدينة ألا وهو “الليموناضة”. هناك العديد من المحلّات التي عرفت بجودة ولذّة الليموناضة بمختلف نكهاتها. يعتبر “حلمي” هو أقدم محل لتقديم الليموناضة حيث تعود بدايته للعام ١٨٨٨. يستطيع الناس الاستمتاع بالألوان الزاهية الموجودة في هذا المكان حيث يسيطر اللون الأصفر على محل حلمي ويقصده الناس لالتقاط صور لهم أمام الشبابيك الصفراء الجميلة. كما فازت المنطقة في عام ٢٠١٢ بدخولها موسوعة غينيس بفضل أكبر كوب ليموناضة والذي بلغ قدره حوالي ٥،٥٣٤ ليتر.

البترون

لا تقتصر السياحة في البترون على الأماكن الأثرية فقط بل يتعدّى ذلك بكثير

بالإضافة إلى مشروب الليموناضة البارد المنعش، تتميّز المدينة  بخبز أشهى المعجنات التي تلقّب باسم بريوش من قبل أبناء المدينة. هي كلمة فرنسية “brioche” تعني نوع من العجين الذي يحشى بالشوكولا ويخبز بالفرن. يعتبر “فرن كوكو” أشهر المخابز التي تقوم بخبز البريوش. يقع فرن كوكو في قلب شوارعها قبل النزول إلى الميناء. إنّه فرن بدائي صغير يتهافت أبناء المدينة لشراء المعجنات الشهية منه ويقصده أيضاً اللبنانيين من مختلف المناطق اللبنانية المجاورة.

في المنطقة  الكثير من المنتجعات التي تضجّ بالناس والسائحين في الصيف لممارسة هواية السباحة في مياه المنطقة الصافية التي تعتبر من أجمل الشواطئ اللبنانية وأنقاها.