صيدا, سيدة البحار!

صيدا,

حازت على لقب سيدة البحار منذ القدم، مرّت عليها الكثير من العصور والعهود التي نقشت في جدرانها تاريخ وتراث عريق، تحتوي هذه المدينة على أكثر من اثنين وأربعين معلم سياحي أثري بعضها لم يحظى بالاكتشاف حتى يومنا هذا. إنّها ثالث أكبر مدينة في لبنان وأكبر مدينة في محافظة الجنوب. هي من أهم المقاصد السياحية اللبنانية على مدار الفصول الأربعة. إنّها مدينة صيدا الساحلية.

موقع مدينة صيدا:

صيدا هي عاصمة محافظة الجنوب وتنتمي إلى القضاء الذي يحمل اسمها قضاء صيدا. تمتد صيدا على مساحة ٧.٧٩ كيلومتر مربّع. تبعد مدينة صيدا عن بيروت عاصمة لبنان حوالي ٤٥ كيلومتر فيما تبعد عن مدينة صور حوالي ٤٠ كيلومتر فقط. يقدّر عدد سكان مدينة صيدا حوالي مئة وثلاثين ألف نسمة تقريباً.

صيدا

لا تقتصر السياحة في صيدا على المعالم الطبيعية بل تتعدّى ذلك بوجود الكثير من المعالم الدينية القديمة

سبب تسمية مدينة صيدا:

اختلف أبناء المدينة في تفسير اسمها. حيث يعتقد البعض أنّ كلمة صيدا تعود لصيدون بن كنعان نسبة للكنعانيين الذين حكموا المدينة وبنوها قديماً. فيما يعتقد البعض الآخر أنّ كلمة صيدا أتت من كلمة “صيد” لأنّ المدينة اشتهرت بصيد الأسماك بسبب وجودها وقربها من البحر الأبيض المتوسّط.

اقتصاد مدينة صيدا:

يرتكز اقتصاد مدينة صيدا على القطاع التجاري والزراعي. تعرف المدينة بزراعة  الكثير من الخضار والفاكهة خاصة الحمضيات. كما يعتمد بعض أبنائها على صيد الأسماك وبيعها لتأمين معيشتهم.

قلعة صيدا البحريّة:

تعتبر قلعة صيدا رمز المدينة وحارسها الأمين. تم بناء القلعة على يد الصليبيين الذين بدأوا تشييدها في عام ١٢٢٧ وأنهوا  بنائها في عام ١٢٢٨. استغرق بناؤها مدّة أربعة شهور كاملة. تتألّف القلعة البحرية من برجين يربط بينهما سور طويل. معظم حجارتها أتت من معبد أشمون القديم. تأثّر الصليبيون بالفن الفارسي وصنعوا تماثيل على الطراز الفارسي و وضعوها في القلعة. تتميّز القلعة بفن معماري يدعى فن أرغوتيك. يمكننا ملاحظة وجود حجر الغرانيت في واجهتها الأمامية التي تتمثّل بحجارة دائرية بيضاء اللون تم نقلها من مصر في العصر الروماني قديماً. تبعد القلعة حوالي ثمانين متراً عن شاطئ البحر. يربط القلعة بالشاطئ جسر صخري ضخم يرتكز على تسع قناطر حجرية.

صيدا

تعتبر قلعة صيدا رمز المدينة وحارسها الأمين.

قلعة صيدا البريّة:

هي قلعة طبيعية قديمة تحمل اسم القديسة لويس. تعود القلعة للعصر الفينيقي. تعرّضت القلعة للدمار بسبب الحروب والزلازل التي مرّت بها منذ القدم إلى يومنا هذا. عمد أبناء المدينة على إعادة ترميمها ونفض غبار الدمار عنها تقريباً منذ خمس سنوات لتعود و  تستقبل  زائريها من جديد.

خان الإفرنج:

بني الخان على يد الأمير فخر الدين المعني الثاني في بداية القرن السابع عشر تحديداً في عام ١٦١٠. كان هدف الخان هو إستقبال التجار الأجانب التي تأتي من خارج البلاد. يتألّف الخان من طابق أرضي وطابق أول. يوجد في الطابق الأرضي غرف للبضائع بالإضافة إلى قاعة كبيرة كانت اسطبل للخيول. أمّا الطابق الأول فهو عبارة عن عدّة غرف للإقامة والمنامة. يقدّر عدد الغرف الإجمالي ٢٤ غرفة صغيرة. تم ترميم الخان لأول مرة في العام ١٨٠٩ على يد الدولة الفرنسية. تعرّض الخان لزلزال في عام ١٨٣٨ أثّر سلباً عليه وعلى جدرانه المصنوعة من الحجر الرملي. في ١٥ أيّار عام ٢٠٠٢ تم إعلان الخان مركز لبناني فرنسي للتراث والثقافة الأوروبية العربية.

قصر دبّانة:

هو من أهم المعالم الأثرية في المدينة. تم بناؤه في العام ١٧٢١. هو قصر بني على الطراز العثماني الذي يحتوي على الكثير من قطع الموزاييك في داخله. تميّز القصر من الخارج الشبابيك الخضراء التي تعطيه رونقاً خاصاً لا مثيل له.

قصر الدبانة

هو من أهم المعالم الأثرية في المدينة

السياحة الدينية في صيدا:

لا تقتصر السياحة في المدينة على المعالم الطبيعية بل تتعدّى ذلك بوجود الكثير من المعالم الدينية القديمة. تضمّ مدينة أربع كنائس والكثير من المساجد الأثرية التي تعكس الطابع الديني للمدينة. يعتبر المسجد العمري الكبير أحد أهم المعالم الدينية في المدينة. هو أحد أكبر المساجد في لبنان. يعود تاريخ بنائه للعام ١٢٦٠ ميلادي. يتميّز المسجد بعمارته الفريدة وجدرانه التي تبلغ سماكتها حوالي المتر. تعطي هذه الجدران المصنوعة من الحجر الرملي  البرودة للمصلّين في فصل الصيف والحرارة والدفء في فصل الشتاء البارد.

متحف الصابون في صيدا:

تعود ملكية المتحف لعائلة “عودة ” ويقع في حي عودة أيضاًً. تم بناء المتحف في عام ١٧٠٠ أي في القرن السابع عشر. بني على يد عائلة حمود المغربية وتم شراؤه من قبل عائلة عودة في عام ١٨٨٠. تم ترميم المتحف بعد أن توقّف عن العمل لفترة طويلة بسبب الحروب في عام ١٩٩٦. في تلك الآونة قرّرت عائلة عودة جعل المكان متحف عوضاً عن المعمل أي تعرض فيه قطع الصابون فقط ولكنّها تطبخ في معمل آخر. تعتمد صناعة الصابون فيه على زيت الزيتون الذي يشتهر به لبنان.

صيدا

تعود ملكية المتحف لعائلة “عودة ” ويقع في حي عودة أيضاًً.

حمّام الشيخ:

هو أحد أهم معالم صيدا السياحية. يعتبر واحد من ثلاث حمّامات تركية موجودة في لبنان تحديداً في طرابلس وبيروت. ما زال الحمّام يقدّم خدماته للزائرين ويعمل منذ بداية عهده في القرن السادس عشر حتى يومنا هذا.

الأسوق التراثية: 

لا يمكن زيارة صيدا دون الجوّل في أسواقها الشعبية القديمة. هي ثلاث أسواق رئيسية في المدينة سوق الذهب، سوق البازركان وسوق النجارين. يقصد جميع اللبنانيين والمغتربين من جميع أنحاء العالم أسواق صيدا لشراء منتجاتها والتجوّل في أرجائها القديمة.