إهدن، عروس الاصطياف في الشمال!

إهدن

هي بلدة سياحية لا مثيل لها، هي مقصد كل إنسان يرغب بالهدوء والجمال الطبيعي، هي عروس الاصطياف في محافظة الشمال، أطلق عليها لقب جنّة عدن لشدّة روعتها وسحرها، تضمّ في أرجائها الكثير من الثروات الطبيعية، الدينية والأثرية، لا يمكنك زيارتها لمرّة واحدة فقط بل تصبح الخيار الأمثل لك  في كل مرّة تريد أن تستمتع بأحضان الطبيعة، إنّ هذه البلدة هي بلدة إهدن.

موقع بلدة إهدن:

تقع منطقة إهدن في محافظة شمال لبنان وتنتمي إلى قضاء زغرتا. ترتفع المنطقة, عن سطح البحر ارتفاع يتراوح بين ١٤٥٠ و ١٦٠٠ متر. تبعد البلدة عن عاصمة لبنان بيروت حوالي ١١٠ كيلومتر. كما تبعد عن طرابلس عاصمة الشمال حوالي ٣٠ كيلومتر وعن مدينة زغرتا ٢٥ كيلومتر فقط.

تسمية بلدة إهدن:

اختلف أبناء البلدة بشكل خاص واللبنانيين بشكل عام حول تفسير اسم البلدة إهدن. يعتقد البعض أن المنطقة هي كلمة في اللغة  السريانية  التي تعني الهدوء والقوّة. أمّا البعض الآخر فيعتقد أن كلمة إهدن هي تحريف شعبي لكلمة عدن أو الفردوس الأرضي نسبة للاسم الذي أطلق على بلدة إهدن من قبل الفرس “جنّة الدائرة”.

إهدن

لا يمكنك زيارتها لمرّة واحدة فقط بل تصبح الخيار الأمثل لك في كل مرّة تريد أن تستمتع بأحضان الطبيعة.

محميّة اهدن الطبيعية:

محميّة بلدة إهدن هي من أهم المحميّات اللبنانية التي تتميّز بالغنى البيولوجي الفريد. تم إنشاء هذه المحميّة بموجب قانون رقم ١٢١ تحديداً في ٩ آذار في عام ١٩٩٢. تخضع المحميّة لإدارة لجنة متخصّصة تحت إشراف وزارة البيئة اللبنانية. تمتدّ المحميّة على مساحة عشرة كيلو متر مربّع. ترتفع المحمية عن سطح البحر ارتفاع يتراوح بين ١٢٠٠ و ٢٠٠٠ متر. هي أول محميّة تم الإعلان عنها في لبنان. تحتوي المحميّة على الكثير من أنواع النباتات والحيوانات بفضل موقعها على ارتفاع مختلف أي كلّما ارتفعنا وانتقلنا من ارتفاع إلى آخر يمكننا إيجاد أنواع مختلفة وجديدة من الحيوانات والنباتات. تحتفظ المحميّة بالنظام الإيكولوجي الطبيعي الخاص بها دون تدخّل أيدي الإنسان بها. تضمّ المحميّة نحو ٣٩ نوع من الأشجار تعتبر  أهمّها أشجار الأرز، الشوح الكيليكي، السنديان، واللزاب.

كما تضمّ المحيّة أكثر من ١٠٣٠ نوع من النباتات الصغيرة الأوركيدية، الورد البرّي، الإيريس والتوليب. يعتبر بعض هذه النباتات خاص وفريد من نوعه موجود فقط في إهدن لذلك تم إعطاء هذه النباتات النادرة كنية إهدن. تمّ اكتشاف على يد بعثة إيطالية أنواع حشرات موجودة فقط في المنطقة. بالإضافة إلى ٢٦ نوع من الثدييات والذئاب والضباع والأرانب والسناجب والخنازير البرّية. أمّا بالنسبة للطيور فتحتوي المحميّة على أكثر من ١٦٨ نوع من الطيور وقد صنّفت المحميّة من قبل Birdlife International    على أنّها منطقة مهمّة وكثيفة بالطيور.

إهدن

اختلف أبناء البلدة بشكل خاص واللبنانيين بشكل عام حول تفسير اسم البلدة إهدن

نشاطات محميّة إهدن:

لا تقتصر زيارة محميّة إهدن على الاستمتاع بالطقس الجميل والطبيعة الخضراء الخلّابة بل تتعدّى ذلك بوجود نشاطات مختلفة يمكن للزائر القيام بها ضمن نطاق المحميّة. أبرز هذه النشاطات هي السير مع أو بدون دليل، التصوير الفوتوغرافي، ركوب الدراجات على ممرّات محدّدة، رياضة السير على الراكيت على الثلج شتاءً. كما تقوم إدارة المحميّة بتنظيم نشاطات جماعية يتم تحديد أوقاتها والإعلان عنها عن طريق موقع المحنيّة الإلكتروني وعن طريق تطبيق إنستاغرام. تقوم إدارة المحميّة بدعوة الجمعيات واللبنانيين للمشاركة في هذه النشاطات التي تقام في المحميّة وخارجها وفقًا لفصول السنة.

ساحة الميدان في المنطقة:

هي من أجمل الساحات الموجودة في البلدات اللبنانية. لا يمكنك زيارة المنطقة دون الوقوع في حبّ هذه الجلسة في ميدان إهدن الذي تحيط به الكثير من المطاعم والبيوت القديمة. تم ترميم هذه البيوت والمحلّات بإشراف بلدية إهدن وبتمويل من الاتحاد الأوروبي. يمتلأ ميدان إهدن بآلاف اللبنانيين والسائحين الذين يقصدونه للجلوس مع أصدقائهم وعائلاتهم في أرجائه.

إهدن

لا تقتصر زيارة محميّة إهدن على الاستمتاع بالطقس الجميل والطبيعة الخضراء الخلّابة بل تتعدّى ذلك بوجود نشاطات مختلفة يمكن للزائر القيام بها ضمن نطاق المحميّة

السياحة الدينيّة في إهدن:

تعتبر إهدن بلدة غنيّة بالسياحة الدينية حيث تضمّ في أحيائها حوالي ثلاثين كنيسة ودير.

 إنّ كنيسة دار ماما الأثرية هي أقدم كنيسة في الشرق لأنّها تعود لعام ٧٤٩. تم بناؤها من حجارة هيكل وثني والدليل على ذلك هو وجود أحد رموز الوثنية ألا وهو رمز النجمة.

كنيسة مار جرجس الأثرية التي تحتوي على جثمان يوسف بك كرم في داخلها. نشأت إلى جانب هذه الكنيسة كاتدرائية مار جرجس التي تعمّرت سنة ١٨٨٠.

كنيسة سيدة الحصن التي تعتبر أعلى كنيسة في المنطقة. تعود الكنيسة للقرن الثامن المسيحي ونشأت في الحصن الطبيعي الذي كان يمثّل خط الدفاع الأول لأبناء المنطقة بوجه الغزوات العديدة التي مرّت بها إهدن. تم ترميم وإعادة بناء الكنيسة مرّات عديدة من قبل أبنائها نتيجة الحروب والثلوج التي تتراكم على سطحها بعمق يتراوح بين ستة وتسعة أمتار.

دير مار يعقوب الذي يعود إلى عام ١٤٦٠ عاش فيه الكثير من الرهبان منذ بداية عهده. تحوّل الدير إلى مدرسة لتعليم طلّاب الكهنوت مختلف اللغات العربية السريانية والروحانيات.

دير مار أنطونيوس الذي يتربّع على كتف وادي قاديشا ويحتوي على عدّة محابس ومغارة. في هذا الدير نشأت أول مطبعة في الشرق في عام ١٦١٠ أحضرت من أوروبا وكانت رمز النهضة في المنطقة.