تحوم، بوابة الشمال !
هي بلدة من أجمل بلدات قضاء البترون والبلدات اللبنانية أيضاً، هي صلة وصل بين محافظة الشمال وجبل لبنان، هي بلدة الشوارع النظيفة التي تزيّنها الأزهار الملوّنة من كل جانب، هي بلدة الشاطئ البحري الذي يجمع بين المياه المالحة والمياه الجوفية. إنّ هذه البلدة هي بلدة تحوم الساحرة !
موقع بلدة تحوم:
تقع بلدة تحوم في قضاء البترون وتنتمي إلى محافظة الشمال. يبلغ أقصى ارتفاع بلدة تحوم عن سطح البحر ١٨٠ متراً. تمتدّ هذه البلدة على مساحة ١٥٣ هكتار أي ما يعادل ١,٥٣ كيلو متر مربّع. تبعد تحوم عن عاصمة لبنان بيروت ٤٧ كيلومترًا فيما تبعد عن مدينة طرابلس مركز المحافظة ٣٨ كيلومتراً أمّا عن البترون مركز القضاء فهي تبعد عنها ٨ كيلومتر فقط.
معنى اسم بلدة تحوم:
رجّح الكثير من المؤرخين وأبناء البلدة أنّ اسم بلدة تحوم يعود إلى اللغة السريانية مثل أغلب البلدات اللبنانية. تعتبر كلمة تحوْم اشتقاق من كلمة “تحوما” السريانية والتي تعني الحدّ الفاصل والعلامة الفارقة بين بلدة وأخرى. ينطبق هذا الاسم على البلدة بفضل العديد من الأمور الجميلة التي تجعل من بلدة تحوم مميزة عن غيرها من البلدات.
شاطىء بلدة تحوم البحري:
في بلدة تحوم الكثير من المميزات التي يجب تسليط الضوء عليها ويعتبر شاطئ بلدة تحوم أحد أبرز هذه المميزات. يمتدّ الشاطئ على مسافة ٢ كيلومتر وتملؤه الكثير من المنتجعات السياحية والفنادق التي تنتشر على طول الشاطئ. تقدّم هذه المطاعم والمنتجعات أفخم الخدمات لجميع الزائرين بدايةً من حسن التعامل والرقي وصولاً إلى ألذّ المأكولات البحرية والطعام اللبناني التقليدي. ما يجعل شاطئ تحوم فريد من نوعه هو وجود سبعة ينابيع جوفية ذات مياه باردة في وسط مياه البحر المالحة وهي ظاهرة غريبة من نوعها لا نراها إلّا في بلدة تحوم. هذا بالإضافة إلى نظافة المياه ونقائها فهي خالية من المجارير والأوساخ وكافة أنواع الملوثات التي يمكن أن تضرّ البحر و تزعج الزائر والسائح.

هي بلدة من أجمل بلدات قضاء البترون والبلدات اللبنانية أيضاً
نادي تحوم اللبناني لليخوت:
هو أحد الأندية الخمسة الموجودة في لبنان لليخوت. تأسّس هذا النادي على يد شباب لديهم شغف وعشق للبحر عامةً والألعاب الشراعية البحرية خاصةً. يتم ممارسة العديد من الرياضات البحرية في هذا النادي مثل الألواح الشراعية و الحسكات و SUP وغيرها من الرياضات الشراعية أيضاً. لا يقتصر هذا النادي على الكبار فقط بل يمكن تعليم الأطفال فيه ويشجّع المسؤولين في النادي على زيارة هذا المكان من خلال نشر ثقافة الرياضة الشراعية والتحدث عن مدى أهميتها وروعة ممارستها وتعلّمها.
الزراعة في بلدة تحوْم:
تحتلّ المساحات الخضراء والبساتين أكثر من ٨٠٪ من مساحة تحوم الإجمالية. توالت المواسم الزراعية وتغيرّت من سنين إلى سنين أخرى. الأمر الذي أدّى إلى وجود التنوع الزراعي في البلدة مع المناخ الجميل والتربة الخصبة الغنية بالمعادن. كانت زراعة التوت وإنتاج الحرير أول الزراعات في البلدة ومن ثمّ أصبحت زراعة الزيتون والدخان موسم أساسي في البلدة. مع مرور الوقت أصبحت الزراعة في البلدة تعتمد على التين والعنب واللوز والخرّوب. منذ عشرين عام وحتى يومنا هذا دخلت الفاكهة الإستوائية على مواسم الزراعة في تحوم وأصبحت تشتهر بزراعة الكيوي والمنجا والأفوكادو والقشطة.

رجّح الكثير من المؤرخين وأبناء البلدة أنّ اسم بلدة تحوم يعود إلى اللغة السريانية مثل أغلب البلدات اللبنانية
الكنائس في بلدة تحوْم:
تنتشر في تحوم العديد من الكنائس التي تعكس الطابع الديني للبلدة وتجعل منها ملاذ كل إنسان يرغب في السياحة الدينية الروحية. توجد في تحوْم كنائس أقدم من غيرها مثل كنيسة مار اسطفان الأثرية وهي كنيسة بنيت إلى جانب كنيسة صغيرة لتتسع إلى أكبر عدد ممكن من الناس. انتهى بناء الكنيسة عام ١٨٨٥ وهي مصنوعة من حجارة البلدة وتنقسم إلى قسمين أمامي للرجال وخلفي للنساء. هندسة هذه الكنيسة فريدة من نوعها فهي ذات سقف وقناطر على شكل صليبين. ولا يمكننا أن ننسى أيضاً كنيسة مار يوحنا المعمدان عندما نأتي على ذكر أقدم الكنائس في تحوْم.
بيوت الضيافة و البيوت التراثية في تحوْم:
تحتوي تحوْم على حوالي ٢٠ إلى ٣٠ بيت تراثي ذو هندسة عريقة من العقود والقناطر. يتجاوز عمر البيوت التراثية في تحوم ٢٥٠ سنة وهي بيوت ورثها الأحفاد عن أجدادهم وأجداد آبائهم منذ القدم. تم ترميم بعض هذه البيوت من الخارج ولكن حافظ أهلها على التاريخ الذي تحتويه من الداخل من حجارة الحيطان التي تبلغ عرضها ٣ إلى ٤ أمتار.
هذا بالإضافة إلى وجود بيتين للضيافة في تحوْم وهي بيوت تجمع بين الحداثة والهندسة الأثرية والطبيعة في الوقت نفسه. البيت الأول يدعى بيت البترون وهو في وسط الغابة و الثاني casa de Thoum. باتت هذه الأماكن من أشهر بيوت الضيافة في لبنان لشدّة جمالها وكثرة الطلب عليها.
مهرجانات تحوم السنوية:
تقام مهرجانات بلدة تحوْم السنوية في أواخر شهر تموز وأوائل شهر آب بالتعاون مع لجنة مهرجانات جسر المدفون. هي عبارة عن مهرجانات غنائية وثقافية وغذائية تقسّم على أربعة أيام متتالية. يحيي هذه المهرجانات فنانين لبنانيين ويعرض أبناء البلدة منتجاتهم المحلّية التي تصنع من المزروعات الطازجة وتباع للزوار والسائحين.