شننعير، بلدة الأعراس من قضاء كسروان
هي بلدة أصغر محمية طبيعية في لبنان، هي بلدة الثروة الطبيعية والبيولوجية التي لا تقدّر بثمن، هي بلدة القصور الفخمة التي يقتنيها ملوك السعودية مثل محمد بن آل سعود الذي اعتبرها المكان الأنسب للاصطياف، هي مقصد كل إنسان يرغب بالابتعاد عن ضجيج المدينة من أجل الاستمتاع بهدوء الطبيعة الخلّابة، هي بلدة تنوع فنّ العمارة الذي جعل منها بلدة فريدة من نوعها، هي بلدة أول دير مار مارون في لبنان. إنّ هذه البلدة هي بلدة شننعير الرائعة !
موقع بلدة شننعير:
تقع بلدة شننعير في قضاء كسروان وتنتمي إلى محافظة جبل لبنان. ترتفع البلدة عن سطح البحر بين ٣٥٠ و ٦٥٠ متراً. تمتدّ شننعير على مساحة ٢٣٠ هكتار أي ما يعادل ٢,٣ كيلو متر مربّع. تبعد البلدة عن عاصمة لبنان بيروت ٣٠ كيلومترًا فيما تبعد عن جونية مركز القضاء ٧ كيلومتر فقط. تطلّ شننعير على خليج جونية وبحرها بفضل تربّعها على إحدى التلال السبع الموجودة في هذه المنطقة. تتميّز البلدة بمناخ صخري لا يعرف معنى الرطوبة وينعم بالهواء المنعش على مدار السنة.
معنى اسم بلدة شننعير:
تعدّدت التفسيرات التي تشرح وتبيّن معنى اسم بلدة شننعير. كان تفسير المؤرخ أنيس فريحة الأكثر منطقاً واعتقاداً فهو يعتقد أنّ اسم بلدة شننعير يعود إلى اللغة السريانية. في السريانية تلفظ شنانيرا وتعني في اللغة العربية الرابية المنتصبة الواقفة أو قمة الناطور أو المراقب. جميع هذه الألقاب تنطبق على الموقع الجغرافي للبلدة فهو تتمركز على قمة أحد التلال الجبلية.

تبعد البلدة عن عاصمة لبنان بيروت ٣٠ كيلومترًا
محمية بلدة شننعير الطبيعية:
أنشئت محمية شننعير في عام ٢٠١٠ وهي أصغر محمية طبيعية في لبنان حيث تبلغ مساحتها حوالي ٣٠ هكتار. ترتفع بين ٥٠٠ و٨٠٠ متراً عن سطح البحر. تبعد المحمية عن أوتوستراد جونية ٦ كيلومتر.تطلّ المحمية على خليج جونية والبلدات المجاورة مثل معراب، دلبتا، غزير، كفر حباب وساحل علما وهي تعتبر متنفّس بيئي لهم. أبرز الأشجار الموجودة في المحمية هب الصنوبر والسنديان والقطلب الذي يتميّز بجزوعه الحمراء. بالإضافة إلى وجود العديد من النباتات البرّية. بالنسبة للثروة الحيوانية، تحتوي المحمية على حيوان الثعلب والضبع. والنمس وتعتبر ملاذ الطيور المهاجرة في شهري أيلول وتشرين الأول من كل سنة.
لا تقتصر ثروة المحمية على الثروة البيولوجية بل تتعدّى ذلك بوجود عدّة معالم أثرية مثل أتون لصناعة الكلس كان يستخدم لبناء البيوت والكنائس، بئر أثري يعود للقرن الثامن عشر، قبو من العقد وبيادر لصناعة الفحم. من أجل ممارسة هواية المشي و الهايكنج والاستمتاع بمناظر ومعالم المحمية نظّمت البلدية ثلاث ممرات ذات مسافة مختلفة الأول ٢١٠٠ متراً، الثاني ٢٨٠٠ متراً والثالث ٣٢٠٠ متراً.
أنواع البيوت في بلدة شننعير:
تتحلّى بلدة شننعير بصفة التنوع العمراني للبيوت الموجودة فيها حيث تحتوي على أربعة أنواع من البيوت والمنازل. الأول والذي لم يبقى منه سوى ٤ أو ٥ بيوت فقط هي البيوت القديمة التي لم يتم ترميمها ويبلغ عمرها حوالي مئتين سنة. النوع الثاني الذي يقدّر ب ١٢ عشر بيتاً، هذه البيوت هي مثل خرابة بعيدة عن الحركة السكانية وهي بيوت فارغة مفتوحة لا سقف لها. الثالث هي البيوت التي يقنت فيها أبناء البلدة وقاموا بترميم بعضها محافظين على الحجر والعمارة الأثرية فيها. النوع الرابع والأخير هي الڤلل والقصور الكبيرة التي يمتلكها المغتربين و اللبنانيين من المدن اللبنانية المجاورة وهي قصور ضخمة وحديثة من الداخل لكنّ خارجها متوّج بالقرميد الأحمر وملبّسة بالحجر من الخارج.

. كان تفسير المؤرخ أنيس فريحة الأكثر منطقاً واعتقاداً فهو يعتقد أنّ اسم بلدة شننعير يعود إلى اللغة السريانية.
قصر رويس Chateau Reiss في شنعير:
هو مبنى أثري ضخم موجود منذ عام ١٩٠٧ تقريباً جرّاء الحرب الأهلية. قرّر السيد رفيق أبي نصر ترميمه في عام ٢٠٠٢ وأصبح من أهم القصور لإحياء الأعراس وتنظيمها في عام ٢٠٠٨. يقع القصر على ارتفاع ٤٨٠ متراً ويطلّ على طول امتداد خليج جونية من الكازينو إلى بيروت. في عام ٢٠١٩ فاز هذا القصر جائزة أفضل مكان لإقامة الأعراس في الشرق الأوسط من بين ٥٠٠ منظم عالمي للأعراس في دبي. منذ ذلك الوقت تم الاتفاق مع وزارة السياحية من أجل تسليط الضوء على أهمية ابنان في تنظيم الأعراس على نطاق الشرق الأوسط.
السياحة الدينية في شننعير:
تحتوي بلدة شننعير على العديد من الكنائس والأديرة القديمة التي تعكس الطابع الروحي والديني للبلدة وأبنائها. تعتبر كنيسة مار جاورجيوس من أقدم الكنائس لأنّها أقيمت على أنقاض كنيسة تعود للعام ١٨٥٠. في عام ١٩١٢ قرروا توسيع الكنيسة ولكنّ الحرب بدأت وتوقّفت جميع الأعمال. استكملت البلدة توسيع الكنيسة في عام ١٩٦٠ وأصبحت ما عليه اليوم. بالإضافة إلى وجود كنيسة مار يوحنا التي يفرق عمرها ١٥٠ سنة وهي كانت ملك خاص أوقفها صاحبها وقف ذري لعائلته.كما يوجد دير مار مارون الحرف الذي يقع على طرف وادي مار مارون. هو الدير الأول على اسم مار مارون في لبنان حيث يعود بناؤه إلى علم ١٤٠٠ ولم يبقى منه سوى القليل من الحجارة والزوايا والنواويس والقبور والآبار المحفورة بالصخر. ولا يمكننا أن ننسى دير مار مارون الموجود في قصر رويس لإقامة مراسم الزواج في القصر وإكمال الاحتفال في أرجائه