عاريّا، خير دليل عن غنى بلدات لبنان
هي منشأ سكّة الحديد، هي بلدة الثقافة والعلم التي تحتوي على مكتبة عامة لممارسة هواية القراءة. هي بلدة المهرجانات الفريدة من نوعها، هي بلدة الصنوبر والمساحات الخضراء، هي بلدة البيوت الأثرية التي تتم المحافظة عليها. إنّ هذه البلدة هي بلدة عاريّا الساحرة !
موقع بلدة عاريّا:
تقع بلدة عاريّا في قضاء بعبدا وتنتمي إلى محافظة جبل لبنان. ترتفع البلدة عن سطح البحر بين ٣٠٠ و ٦٠٠ متراً. تمتدّ عاريّا على مساحة ٣٥٤ هكتار أي ما يعادل ٣,٥٤ كيلو متر مربّع. تبعد البلدة عن عاصمة لبنان بيروت ١٣ كيلومترًا فيما تبعد عن بعبدا مركز القضاء ٧ كيلومتر فقط. تتميّز عاريّا بموقعها الجغرافي بين جبلين وسط آلاف من أشجار الصنوبر والسنديان والذي يجعل من مناخها مناخ معتدل على مدار الفصول الأربعة.

عاريّا, تقع البلدة في قضاء بعبدا وتنتمي إلى محافظة جبل لبنان. ترتفع البلدة عن سطح البحر بين ٣٠٠ و ٦٠٠ متراً
حديقة الصنوبر في عاريّا:
بفضل كثرة المساحات الخضراء في بلدة عاريّا التي تتجاوز ٧٠٪ من مساحتها الإجمالية. قامت البلدية بإنشاء حديقة طبيعية أطلقت عليها اسم حديقة الصنوبر. تقع الحديقة وسط أشجار وغابات الصنوبر والزيتون والسنديان. تعتبر هذه الحديقة متنزه للعائلات و الأطفال والشباب وكبار العمر أيضاً حيث تحتوي على مناظر طبيعية مثل الخضار والبرك المائية ونوافير المياه. كما تحتوي على مكان للجلوس ولعب الطاولة لهاويين هذه الألعاب. هذا بالإضافة إلى ألعاب الأطفال والشباب المعلّقة في الهواء مثل التوازن على الألواح الخشبية وغيرها من الرياضات أيضاً. ساهمت البلدية في تنظيم هذه الحديقة بإتقان وزادت المساحات الخضراء فيها وشقّت بعض طرق المشي في الغابة وطريق للدراجات الهوائية التي توصل إلى النهر وأضاءت الحديقة ليلاً بأضواء ملونة.
نفق ومحطّة سكّة الحديد في عاريّا:
حازت بلدة عاريّا على أهمية اقتصادية وتجارية فريدة عن غيرها من البلدات بفضل وجود نفق ومحطّة سكّة الحديد فيها. تم إنشاء النفق والمحطة في عام ١٨٩٥ بهدف تطوير عملية نقل البضائع. من مرفأ بيروت إلى الشام التي كانت تستغرق وقت طويل ما يقارب ٤ أيام. لكن مع تأسيس سكة الحديد أصبحت العملية أسرع بكثير ولا تتجاوز التسع ساعات. تطلّب هذا المشروع تعاون كلّ من الفرنسيين الذين صمموا المحطة مثل المحطات في فرنسا والإيطاليين في المعدات و البلجيكيين في التخطيط. بعد نجاح هذه السكة تم تخصيص مركبة للسياح و الخدمات السياحية حيث لم تقتصر النقليات على العمليات التجارية بل أصبحت تنقل السائحين أثناء وجودهم في عاريّا. في هذه الفترة من الازدهار استقطبت عاريّا أهم الشخصيات التي سكنت فيها واعتبرتها بلدة اصطياف مثل القنصل الفرنسي والإيطالي والمكسيكي والسويسري أيضاً.

تبعد عن بعبدا مركز القضاء ٧ كيلومتر فقط.
المكتبة العامة والصالة الرياضية في عاريا:
بهدف تطوير بلدة عاريّا أكثر تم الانفتاح إلى بلاد الخارج وكان من أهم عمليات التعاون. التي حدثت هي التعاون مع بلدية شوليه في فرنسا في عام ٢٠٠٣ وبفضلها تمّ إنشاء مكتبة عامة في عاريّا. تحتوي المكتبة على آلاف الكتب لجميع الأعمار و بلغات ثلاث العربية والفرنسية والإنكليزية. تتألّف المكتبة من مكان للكتب والقراءة، غرفة تحتوي على ٦ أجهزة كمبيوتر مزوّدة بالانترنت. وغرفة للندوات التي تتسع إلى ١٠٠ شخص تقريباً. تشجّع بلدية عاريّا على المحافظة على الكتب وكل بيت يوجد فيه كتب لا يحتاجها يتم وضعها في المكتبة كي يستفيد الآخر منها.
كما تمّ إنشاء ملعب رياضي مع صالة رياضية مغلقة تحته من أجل ممارسة الرياضات الداخلية.
الزراعة والمونة في عاريّا:
ساعدت الينابيع الصافية والمناخ المنعش في إنتاج أنواع كثير من الفاكهة والخضار التي تتمتّع بطعمتها اللذيذة وجودتها العالية دون استخدام الأسمدة الكيماوية. إنّ أبرز ما يتم زراعته في عاريّا هو التوت والتين والعنب. كما يتم زراعة أنواع عديدة مثل الأفوكادو والقشطة والخوخ والدراق و الرمان والكثير من الخضار مثل الفاصوليا البيضاء و البندورة والخيار.
يقوم المزارعون وسيدات البلدة بتحضير المونة اللبنانية المعروفة العرق والخل والنبيذ من العنب، دبس الرمان، مربى الفاكهة على أنواعها، تفريز فاصوليا وبيعها إلى الناس في الشتاء.

هي منشأ سكّة الحديد، هي بلدة الثقافة والعلم التي تحتوي على مكتبة عامة لممارسة هواية القراءة
ينابيع بلدة عاريا:
تعددّت الينابيع في بلدة عاريّا واتّسمت جميعها بطعم مياهها الذي يعتبر من أطيب المياه في لبنان وأنقاها. إنّ من أبرز وأهم هذه العيون هي عين الفوار التي تنبع وحدها دون أي مساعدة بشرية وكانت قديماً مصدر شرب الناس وري الأراضي الزراعية وهي عين قديمة تم ترميمها في عام ٢٠١٣. أمّا العين الثانية فهي عين حارة الفوقا التي تعدّ أيضاً قديمة وتساهم في تأمين حاجات الإنسان والنباتات الموجودة في عاريّا. تخضع هاتان العينان إلى الفحص من قبل البلدية للتأكد من صحة ونظافة المياه كل ستّة أسهر تقريباً.

حازت بلدة عاريّا على أهمية اقتصادية وتجارية فريدة عن غيرها من البلدات بفضل وجود نفق ومحطّة سكّة الحديد فيها.
مهرجانات بلدة عاريا:
كانت المهرجانات السنوية في بلدة عاريّا مهرجانات تقليدية مثل كل بلدة لبنانية لكنّ إصرار وعزيمة أبنائها وحبّهم للتطور والإبداع جعلهم يحوّلون هذه المهرجانات إلى مهرجانات فريدة من نوعها. هي مهرجانات سنوية تستمر لثلاث أيام لكل منها نشاط معين. اليوم الأول هو عبارة عن beer festival تتهافت شركات البرا للمشاركة والمنافسة في هذا اليوم. اليوم الثاني هو مخصص للحفلات الغنائية بحضور فنانين لبنانيين كبار. وأخيراً اليوم الثالث الذي يهتم بالأطفال ونشاطاتهم مثل القطار ومدينة النحل التي تشرح لهم كيفية تربية النحل والألعاب وأماكن الأكل المصنوع يدوياً في البلدة مثل المونة اللبنانية وغيرها.
السياحة الدينية في عاريّا:
تعتمد السياحة الدينية في بلدة عاريّا على وجود كنيستين أثريتين في أرجائها. الكنيسة الأولى هي كنيسة سيدة النجاة العجائبية التي بنيت عام ١٥٦٠ على هيئة كنيسة صغيرة وتم تكبيرها فيما بعد. أمّا الكنيسة الثانية فهي كنيسة ميلاد السيدة التي بنيت في عام ١٧١٧ وهو تاريخ مدوّن على مدخلها الشرقي. تحتوي الكنيسة على أيقونات تعود للعام ١٨٦٤ عند تجديدها، جرس يعود لعام ١٨٩٨. تم توسيع الكنيسة غرباً للمرة الأخيرة في عام ١٩٦٦ وهي مصنوعة من حجر البلدة وسقف معقود.