بشعلة، كنز الأديرة في قضاء البترون!

هي بلدة قلعة الحصن التي تعلوها وتجعل منها بلدة تاريخية عريقة، هي البلدة الأولى في الهجرة إلى أمريكا من خلال هجرة أحد أبنائها إلى بوستن، هي بلدة الأديرة التي تملؤها وتزيد من جمالها وأهميتها، هي بلدة الزيتون الأثري الذي يفوق عمر الألفي سنة، هي بلدة العنب الذي لا يمكن مقارنته مع أي عنب آخر، هي بلدة دروب المشي السبعة التي تعزّز السياحة البيئية وتقرّب الإنسان إلى الطبيعة الأم وثمارها. إنّ هذه البلدة هي بشعلة الساحرة !

موقع بلدة بشعلة:

تقع بلدة بشعلة في قضاء البترون وتنتمي إلى محافظة الشمال. ترتفع البلدة عن سطح البحر بين ٩١٠ و ١٣٤٠ متراً. تمادّ بشعلة على مساحة ٦٠٧ هكتار أي ما يقارب ٦ كيلو متر مربّع. تبعد البلدة عن عاصمة لبنان بيروت ٧٨ كيلومترًا فيما تبعد عن البترون مركز القضاء ٢٥ كيلومترًا أمّا عن مدينة طرابلس عاصمة الشمال ٥٤ كيلومترًا.

بشعلة

تمتدّ بشعلة على مساحة ٦٠٧ هكتار أي ما يقارب ٦ كيلو متر مربّع.

معنى اسم بلدة بشعلة:

انتشر تفسيرين حول معنى اسم بلدة بشعلة. التفسير الأول يردّ كلمة بشعلة إلى اللغة السريانية مثل مختلف بلدات قضاء البترون وهو ينقسم إلى كلمتين. الأولى بت وتعني البيت والثانية شالي وتعني رفع وعظّم وبذلك يكون اشم بشعلة يعني البيت المعطّم والممجّد. أمّا التفسير الثاني فهو يربط اسم البلدة بالتقاليد الدينية التي تم ممارستها في العصور القديمة ألا وهي إشعال شمعة قبل عملية تقديم الضحايا للآلهة.

قلعة الحصن في بشعلة:

هي قلعة تقع على مرتفع صخري تحاوطها انحدارات قويّة جدّاً.  يبلغ طولها ٣٥٠ متراً وعرضها ١٥٠ مترا وترتفع عن سطح البحر حوالي ١١٢٥ متراً. مرّت على هذه القلعة الكثير من الحضارات والعصور مثل الفينيقية والكنعانية والصليبية وغيرها أيضاً لذلك يعود تاريخها إلى آلاف السنين. إنّ لهذه القلعة مدخل واحد فريد يدعى الميدان وهو المكان الذي كان يستعد الفرسان فيه للدخول إلى القلعة. لم تكشف القطع الأثرية الموجودة في القلعة حتى اليوم لكنّها دخلت خريطة الآثار بعد زيارة مديرية الآثار إليها. في القلعة العديد من الكهوف والفجوات الصخرية والدهاليز التي يصل بعضها إلى أسفل نهر الجوز بسبب الضرورات العسكرية التي كان يتّبعها الجيوش قديماً.

بشعلة

انتشر تفسيرين حول معنى اسم بلدة بشعلة

الزراعة في بشعلة:

تشتهر بلدة بشعلة بزراعة الزيتون التي أصبحت إرث لا يبدّل ولا يمكن الاستغناء عنه بأي شكل من الأشكال. تتميّز أشجار الزيتون في بشعلة أنّها من أكبر وأقدم الأشجار حيث يتراوح عمرها بين ١٢٠٠ و ٢٠٤٥ سنة. أطلق على أشجار الزيتون لقب أشجار نوح بسبب طولها المرتفع. وهي مازالت حتى اليوم تنتج أجود أنواع الزيتون والزيت مثل الأشجار النشيطة ذات العشرين سنة. بالإضافة إلى أشجار الزيتون لا يمكن ذكر بلدة بشعلة والزراعة فيها دون ذكر العنب البشعلاوي الذي يصنّف أطيب عنب في لبنان لأنّه ينمو على مقربة من الأرض فيأخذ طعمها ومذاقها وفوائدها وحرارتها ليصبح بهذه النكهة الفريدة من نوعها. وقد كانت ٣٠٪؜ من بشعلة هي مزروعة ومغطّاة بالعنب الذي يتم بيعه في أسواق طرابلس ويحصل على الطلب الأكبر والثمن الأغلى. كما أنّ بلدة بشعلة تهتم بزراعة التفاح  البعلي الذي لا يسقى بالكثير من الماء والكرز وبعض الفاكهة الموسمية أيضاً.

أحراج  ودروب المشي في بلدة بشعلة:

تملأ أشجار السنديان والصفصاف والعفص أحراج بلدة بشعلة وتجعل من مناخها مناخ منعش ونقي لا يعرف معنى التلوّث. دخلت بلدة بشعلة خريطة السياحية البيئية من خلال جمعية دروب المشي. والتي يقوم بها ١٢ شاب وفتاة من أبناء بلدة بشعلة لتنظيم الدروب ومساعدة الزائرين. يبلغ عدد الدروب ٧ وهي تتدرّج من السهل جدّاً إلى الصعب جدّاً وتناسب جميع الفئات العمرية وتقام في كل فصول السنة. خلال هذه الدروب يتمّ زيارة الأماكن والمعالم السياحية الموجودة في البلدة مثل قلعة الحصن والأديرة السبعة والمناظر الطبيعية الخلابة.

بشعلة

التفسير الثاني فهو يربط اسم البلدة بالتقاليد الدينية التي تم ممارستها في العصور القديمة ألا وهي إشعال شمعة قبل عملية تقديم الضحايا للآلهة.

السياحة الدينية في بلدة بشعْلة:

تحتوي بلدة بشعْلة على سبعة أديرة أثرية تعكس الطابع الديني للبلدة. وتجعل منها مقصد كل إنسان يرغب بالهدوء الروحاني والطمأنينة الداخلية. تحمل هذه الأديرة أسماء قدّيسيها وهي دير مار سابا و دير مار سركيس و باخوس و دير مار ميما و دير مار ضوميط و دير ألكسيوس و دير مار توما وكنيسة السيدة.

إنّ دير مار ضوميط. وهو دير قائم على معبد وثني روماني لم يعرف تاريخ بناؤه ولكن يمكن إيجاد أعمدة رومانية فيه. ألكسيوي يتم الاحتفال فيه في ١٤ آذار و ٣ تشرين الثاني احتفالاً بعيد مار ريشا. دير مار توما الرسول الذي يعتبر مقصد المؤمنين للشفاء حيث تقام الصلاة وعملية الشفاء الحيّة ليلة العيد ٥ تشرين الأول ويحتفل بالعيد في ٦ تشرين الأول. مار ميما الذي يعدّ شفيع الشباب لأنّه خلق في القرن الرابع واستشهد وهو في عمر الثالث عشرة سنة. دير مار سابا الذي يفوق عمره الألف سنة والذي يتميّز عن غيره بوجود شجرة سنديان يتجاوز قطرها المتر وهي شجرة عملاقة ظلّلت الدير منذ بداية عهده حتى وقت إعادة ترميمه إلى اليوم.

تعرف أكثر على بلدة عاريّا!