علمات الصوانة، أجمل بلدات قضاء جبيل !
هي بلدة الآثار الفينيقية والمغارة التي تضاهي بجمالها مغارة جعيتا. هي بلدة الأحراج وأشجار السنديان التي تنسج خيوط العسل الشهي، هي بلدة العيش الواحد، هي بلدة الزراعة المتنوعة المحافظة على فوائدها العضوية، هي بلدة ضمّت في أحضانها بلدة أخرى وتم دمجها حتى أصبحت مزيج رائع لا يمكن فصله. إنّ هذه البلدة هي بلدة علمات الصوانة !

هي بلدة العيش الواحد، هي بلدة الزراعة المتنوعة المحافظة على فوائدها العضوية
موقع بلدة علمات الصوانة:
تقع بلدة علمات الصوانة في قضاء جبيل وتنتمي إلى محافظة جبل لبنان. ترتفع البلدة عن سطح البحر بين ٦٥٠ و ٢١٥٠ متراً. تمتدّ بلدة علمات على مساحة ٥٠٠٠ هكتار أي ما يعادل ٥٠ كيلو متر مربّع. تبعد عن عاصمة لبنان مدينة بيروت حوالي ٥١ كيلومترًا فيما تبعد عن مدينة جبيل ١٥ كيلومترًا.
معنى اسم بلدة علمات:
إنّ معظم المؤرخين وأبناء البلدة يعتقدون أنّ اسم بلدة علمات هو اسم يعود إلى اللغة الفينيقية وهو يعني الفتيات. يأتي هذا المعنى من أسطورة الحب المشهورة أدونيس وعشتروت ويرتبط اسم البلدة بالفتيات اللواتي بكين على أدونيس بعد وفاته وكانت بلدة علمات أول محطة لهن قبل التوجه إلى أفقا. أمّا القسم الآخر من الناس يعتبروا أنّ علمات هي جذر سامي مشترك يعني الظلمة والخفاء.

إنّ معظم المؤرخين وأبناء البلدة يعتقدون أنّ اسم بلدة علماْت هو اسم يعود إلى اللغة الفينيقية وهو يعني الفتيات
سبب قول علمات الصوانة:
عند ذكر اسم بلدة علمات يقال علمات الصوانة عوضاً عن علمات فقط لأنّه تم دمج بلدتي علمات و الصوانة عن طريق دمج البلديتين في عام ٢٠٠٤. تقع بلدة الصوانة على ارتفاع بين ألف و ١٢٠٠ متراً. تمتاز بوجود حجر الصوان الذي أعطاها اسمه وأصبحت بلدة الصوانة. تمتاز بلدة الصوانة بزراعة العنب والتين وتربية العسل من خلال انتشار أشجار السنديان فيها بكثرة.
آثار بلدة علمات الصوانة:
تركت الحضارة الفينيقية في مدينة جبيل آثار كثيرة لا تعدّ ولا تحصى وقد حظيت بلدة علمات الصوانة بعدد كبير من هذه الآثار الفينيقية التي تعكس الطابع التاريخي العريق للبلدة وتجعل منها محط أنظار ومقصد سياحي غني بالمعالم الأثرية القديمة.
من أبرز هذه المعالم هي محطة المشنقة التي كان يسلكها الناس قبل الذهاب إلى مغارة أفقا وهي عبارة عن أعمدة حجرية ضخمة يطوفوا حولها تنفيذاً للطقوس الدينية التي كانت تقام منذ ٥٠٠٠ سنة من أجل أدونيس وعشتروت.
كما يوجد جسر أثري حجري قديم على ضفاف نهر في علمات الصوانة يفوق عمره مئات السنين.
لا تقتصر الآثار على ذلك فقط بل تكتمل بوجود العديد من المعاصر القديمة التي كانت تستخدم بشكل أساسي لإنتاج الزيت وغيره من المنتجات.

كانت بلدة علمات أول محطة لهن قبل التوجه إلى أفقا
مغارة مبعاج في علماْت الصوانة:
تقع مغارة مبعاج ضمن أملاك دير القديسة تيريزيا. ترتفع عن سطح البحر ٧٧٠ متراً. تم اكتشاف المغارة في عام ١٩٣٨ على يد الفرنسيين. الذين أشاروا إلى وجود برك وبحيرات في داخلها تحتاج إلى مراكب لاجتيازها. في القسم السفلي من المغارة تنكشف حقبة صخور العصر الجوراسي التي تتألف من البازلت والرماد البركاني والعديد من الترسبات الكلسية. بحسب تقديرات مكتشفي المغاور إنّ عمر المغارة يبلغ حوالي ٣٠ مليون سنة وهي تحتوي على جميع المشاهد الطبيعية تحت الأرض مثل الصواعد والهوابط والجداريات والأعمدة والترسبات الكلسية أيضاً. سمحت الأهمية الجيولوجية لهذه المغارة و وجود كافة العوامل التي تتشكّل في المغاور بشكل أساسي إلى القيام برحلات استكشاف مدرسية وجامعية لمراقبة حركة المياه الجوفية وتأثيرها على هيكلة المغاور في لبنان. يعود اسم المغارة إلى اللغة الآرامية وهي تعني المغارة المقدّسة والذي يعتبر دليلاً على هذا الاسم هو تدفّق المياه على مدار السنة الأمر الذي ساهم في خلق كهوف وفجرات داخل الصخور.
الأحراج والزراعة في علماْت:
تحتلّ المساحات الخضراء الحرجية حوالي ٨٥٪ من مساحة البلدة الإجمالية وهي مساحة شبه ضخمة نسبة لكبر مساحة علمات. من أبرز الأشجار الموجودة في هذه الأحراج هي أشجار السنديان بأنواعه الأربعة. والحور والصفصاف والصنوبر والأرز والأشجار الصمغية مثل الشوح واللزاب والظفران. كان الحكام قديماًيقطعون الأشجار ويقوموا بتصديرها إلى مصر من أجل التبادل التجاري. هذا بالإضافة إلى وجود الكثير من النباتات الطبيعية المفيدة مثل الزعتر البري، الألو فيرا والنعنع وغيرها من النباتات. بالنسبة للزراعات كانت البلدة تشتهر بزراعة التوت من أجل تربية دود القز وإنتاج الحرير ولكنّها ما لبثت أن أصبحت ترتكز على زراعة التبغ ومن بعدها التين والخوخ والتفاح والدراق واللوز والجوز والعنب وغرها من الخضار الموسمية أيضاً.

عند ذكر اسم بلدة علماْت يقال علماْت الصوانة عوضاً عن علمات فقط لأنّه تم دمج بلدتي علماْت و الصوانة عن طريق دمج البلديتين في عام ٢٠٠٤.
تربية النحل في علمات الصوانة:
إنّ حرفة تربية النحل انتشرت كثيراً في بلدة علمات الصوانة بفضل وجود العدد الكبير من النحل. فقد عمد معظم أبناء البلدة على تربية النحل وإنتاج العسل منه. تشتهر علمات الصوانة بإنتاج عسل السنديان المستخرج من أشجار السنديان التي تغطّي البلدة. يتميّز عسل السنديان بطعمه الفريد الأصلي وفوائده التي لا تعدّ ولا تحصى. كما أنّ علمات تنتج العسل الجردي الذي تقوم النحلة بتلقيحه في أعالي الجرود من خلال أكثر من ١٥٠ شوكة الأمر الذي يجعله عسل مميّز ومن أفضل أنواع العسل في العالم وليس لبنان فقط.
السياحة الدينية في علمات الصوانة:
تشتهر بلدة علمات بالعيش الواحد المشترك الذي يسمح للمسلمين والمسيحيين بالعيش إلى جانب بعضهم بسلام وتفاهم ومحبّة. تعتبر كنيسة شعبان من أقدم الكنائس في البلدة. وهي كانت عبارة عن مقام صغير مصنوع بطريقة حرفية فنية يدوية من العقد الصخري. يعود تاريخها إلى مئات السنين وقد اكتشف ذلك من خلال وجود أمامها شجرة كبيرة. كانت تضم صخرة عندما تم إزالة الشجرة لترميم الكنيسة عام ١٩٩٥ كسرت الصخرة وجد في داخلها صندوق يحتوي على عملات نقدية قديمة جدّاًً. في داخل الكنيسة قبر لم يعرف صاحبه. بالإضافة إلى ذلك يوجد دير سانت تيريز الذي تقام فيه الاحتفالات والأعياد.
كما يوجد مسجد قديم بني في عهد العثمانيين في عام ١٨٩١ صمّم على الطراز العثماني وقد بنيت إلى جانبه مدرسة قديمة من تاريخ بنائه أصبحت تحت مسؤولية البلدية.
تعرف أكثر على بلدة برجا الشوف!