صاليما، بلدة قديمة العهد!

هي بلدة أول مهاجر لبناني يدعى أنطوان البشعلاني اغترب في عام ١٨٥٤ فتحوّل منزله إلى متحف أثري، هي بلدة حازت على جائزة في إنتاج أجود زيت زيتون في منطقة البحر المتوسط، هي بلدة الآثار التي بقيت إرثاً وذكرى من الأمراء اللمعيين، هي بلدة المونة البلدية اللذيذة، هي بلدة البيوت التراثية ذات العقود والقناطر، هي بلدة الصنوبر والرياضات البيئية المنعشة. إنّ هذه البلدة هي بلدة صاليما من قضاء بعبدا !

موقع بلدة صاْليما:

تقع بلدة صاليما في قضاء بعبدا وتنتمي إلى محافظة جبل لبنان. يبلغ ارتفاع البلدة عن سطح البحر بين ٨٠٠ و ١٠٠٠ متراً. تمتدّ البلدة على مساحة ٤٤٥ هكتار أي ما يعادل ٤،٤٥ كيلو متر مربّع. تبعد بلدة صاليما عن عاصمة لبنان بيروت ٣٠ كيلومترًا فيما تبعد عن مركز القضاء بعبدا ٣٤ كيلو متر.

صالينا

هي بلدة أول مهاجر لبناني يدعى أنطوان البشعلاني اغترب في عام ١٨٥٤ فتحوّل منزله إلى متحف أثري

معنى اسم بلدة صاليما:

يعود اسم بلدة صاليما إلى اللغة الآرامية السريانية مثل الكثير من البلدات اللبنانية. تعني كلمة صاليما في اللغة العربية الصنم والصورة. شرح أهالي البلدة أنّ هذا الاسم أطلق على البلدة لسببين إمّا لوجود صنم قديم كان يعبد في زمن الوثنية أو بسبب شكل البلدة الذي يشبه الصنم.

السرايا اللمعية في صاليْما:

هي واحدة من أهم المعالم الأثرية التي بقيت من الأمراء اللمعيين الذين سكنوا في صاليما. بنيت هذه السرايا على مراحل عديدة كانت بدايتها مع الأمير حسين وتوالى عليها الأمراء حتى أصبحت تتألف من أربعة أجنحة. تعرّضت للتدمير في عام ١٨٤٥ ولكن قام الأمير حيدر أبي اللمع بإعادة بنائها. تمتدّ السرايا على مساحة ٢٥٠٠ متراً وهي مبنية على طراز يجمع بين العثماني والعربي والإيطالي والشامي أيضاً. تم بيع السرايا إلى آل الكبوشي الذين حوّلوها إلى مدرسة ولكن بسبب هزّة أرضية انهار قيم منها فاشتراها أنطوان الأسمر وأصبحت ملك خاص. ما يميّز هذه السرايا هو أنّ الأحجار التي بنيت منها هي أحجار منحوتة بالأيدي.

صالينا

هي بلدة حازت على جائزة في إنتاج أجود زيت زيتون في منطقة البحر المتوسط

السياحة الدينية في صاليما:

تعتبر بلدة صاليما بلدة قديمة العهد تكتنز في زواياها الكثير من الكنائس والمعابد الدينية التي تعكس الطابع الروحي الديني لأهالي البلدة. بدايةً مع كنيسة مار يوحنّا التي يعود تاريخها إلى عام ١٦٠٠ وهي تقع في ساحة البلدة. بالإضافة إلى كنيسة مار الياس وكنيسة مار انطونيوس التي بنيت في عام ١٨٨٠. أمّا دير الكبوشيين فهو تأسس منذ عام ١٧٠٠ وأصبح مدرسة للراهبات اليوم. ولا يمكننا أن ننسى مقام السيدة زهراء التي تنتمي إلى سلالة أبي اللمع. تم تشييد المقام بعد وفاة السيدة زهراء في عام ١٢٢٩ هجري وهو مكان للموحدين الدروز الذين يأتون بكل خشوع للتضرع أمام ضريح السيدة زهراء.

الزراعة في بلدة صاليما:

تشكّل بلدة صاليما بلدة زراعية بامتياز وهي تحتوي على أكثر من ٧٥٪؜ من مساحتها الإجمالية على أراضي زراعية واسعة. تعتبر أشجار الصنوبر سور طبيعي يسيّج بلدة صاليما من جميع الجوانب ويحميها من كل الأضرار. يتم إنتاج الكثير من الصنوبر الأبيض الذي يوصف لمرضى الزهايمر والنسيان كما تقوم أشجار الصنوبر بتنقية الجو بطريقة صحية يستفيد منها مرضى الربو والأمراض التنفسية. كانت الزراعة في صاليما تعتمد على الحرير الذي يتم إنتاجه من أشجار التوت وتربية دودة القز ولكن بسبب إبادة هذه الشجرة أصبح الموسم الزراعي يرتكز على الزيتون والصنوبر والتين والعنب. فازت بلدة صاليما بجائزة باريس المقدّمة من فرنسا كأفضل زيتون وزيت زيتون في حوض البحر المتوسط. وقد تم وما زال يتم تصدير الكثير من زيت الزيتون إلى البلاد الأوروبية نسبةً لطعمه الفريد الأصلي.

صالينا

هي بلدة الآثار التي بقيت إرثاً وذكرى من الأمراء اللمعيين

المونة في صاليما:

لم تكتفي سيدات بلدة صاليما بالمزروعات فقط بل قامت بتحويل هذه الأنواع إلى مرنة بلدية لذيذة مصنوعة يدوياً دون أي ملونات ومواد حافظة. من أهم الأنواع التي تصنع هي مربى التين، اللبنة، ورق العنب، زيت الزيتون وغيرها من الأنواع أيضاً. هذا بالإضافة إلى التطريز الذي مازال مصدر رزق بعض السيدات في صاليما فالكثير من الناس والفتيات خاصةً يحببن فكرة القماش المطرّز المزخرف يدوياً بطريقة مميزة. لذلك تقوم السيدات بتحضير هذه القطع الثمينة وعرضها للبيع للسائحين والزوار من كل البلدات اللبنانية المجاورة والبلدان الخارجية أيضاً.

!تعرف أكثر على بلدة حاقل