بتاتر, بلدة ساحرة من قضاء عاليه !

هي بلدة كروم العسل والنبيذ الفاخر، هي بلدة الطبيعة الخلابة والمناظر الأخّاذة, هي بلدة العيش المشترك، هي بلدة الكرم وحسن الضيافة, هي بلدة السياحة البيئية وأشجار الصنوبر، هي بلدة إنتاج الحرير  الفخم. إنّ هذه البلدة هي بتاتر الجميلة !

موقع بلدة بتاتر:

تقع بلدة بتاتر في قضاء عاليه وتنتمي إلى محافظة جبل لبنان. تبعد عن بيروت عاصمة لبنان ٣٠ كيلومترًا وعن عاليه مركز القضاء ١١ كيلومتر أمّا عن بلدة بعبدا مركز المحافظة ٢٤ كيلومتر. يبلغ ارتفاع البلدة عن سطح البحر بين ٩٥٠ و ١٢٠٠ متراً. تمتدّ بلدة بتاتر على مساحة ٩٥٩ هكتار أي ما يعادل ٩،٥٩ كي كمتر مربّع.

معنى اسم بلدة بتاتر:

مثل أغلب البلدات اللبنانية النموذجية يعود أصل اسم بلدة بتاتر إلى اللغة الآرامية وما يدلّنا على ذلك هو شرح الدكتور أنيس فريحة البارع في شرح أسماء البلدات اللبنانية بدقة. يقسم اسم البلدة إلى قسمين بت و ياتر وهو يعني الكرم والوفرة. ينطبق هذا الاسم على بلدة بتاتر حيث أنّ أهاليها يتميزون بالكرم وحسن الضيافة.

بتاتر

معمل الحرير في بتْاتر:

تأسس في لبنان منذ مئات السنوات أكثر من ١٨٣ معملاً للحرير في مختلف الأراضي اللبنانية. كان معمل بتاتر من أقدم وأهم هذه المعامل. بني المعمل على يد عائلة portalis التي قدمت إلى لبنان وهم أربعة إخوة. تم بناء المعمل في عام ١٨٤١ بعد شرائهم لأرض في بتاتر من عائلة لبنانية. شكّل هذا المعمل نهضة اقتصادية مهمة حيث ساعد في تأمين الوظائف لأكثر من ٢٠٠٠ عامل وعاملة من بتاتر و عشرين بلدة مجاورة.

كما ساهم في جعل المرأة اللبنانية عنصر فعال في المجتمع وفي المجال العملي من خلال وجود دوامين مختلفين الأول للنساء بتريب من مجموعة سيدات فرنسيات والثاني للرجال. تم تصدير أفخم قطع الحرير إلى الخرج وتحديداً إلى فرنسا. نقش على المعمل تاريخ ١٨٤٧ حيث كان له ست سنوات في ممارسة العمل واسم العائلة التي قامت بتأسيسه.

آثار بلدة بتاتر:

تعتبر بلردة بتْاتر بلدة قديمة العهد وما يدلنا على ذلك هو غناها بالآثار والبقايا التاريخية التي ما زالت صامدة رغم كل الحروب والعوامل الطبيعية الصعبة التي شهدتها. من أهم هذه المعالم هي قصر آل اللمع أو عبد الملك الذي يعود إلى عام ٨٥٠ ميلادي عند مجيء القبائل لفتح طريق بيروت والبقاع.

يحتوي القصر على اسطبل للخيول, مكان للمنامة, ساحة ميدانية ومضافة عربية تراثية. أمّا ما يميّز هذا القصر هي البوابة الحجرية المصنوعة من حجر بلدي وحجر مأخوذ من عكار وهي بنيت في عام ١٦٩١ ميلادي. حافظ القصر على طابعه الأثري الحجري العريق وأصبح مقصد كل السائحين القادمين إلى بتاتر. هذا بالإضافة إلى وجود عدد من القبور والمدافن الرومانية والمباني الأثرية.

بتاتر

العيون في بتاتر:

تكتنز بلدة بتْاتر في أرجائها وأحيائنا القديمة على عدّة عيون أثرية. يبلغ عدد هذه العيون سبعة وهي تعود إلى تاريخ بتْاتر منذ بداية نشأتها. من أهم هذه العيون هي عين الميدان, عين الصهريج و عين الضيعة. تساهم هذه الثروات المائية في ري المزروعات والأراضي الخضراء الحرجية التي تنتشر في البلدة.

الزراعة في بتْاتر:

كانت الزراعة في بلدة بتْاتر تعتمد على زراعة شجرة التوت نظراً لوجود معمل الحرير المهم فيها. ولكن ما لبثت أن انقرضت هذه الزراعة في القرن التاسع عشر. باتت الزراعة اليوم في بتاتر تعتمد على زراعة العنب أو الكرمة. أثمرت هذه الزراعة وأصبحت المنطقة تعرف بكروم العسل نسبةً لطعم العنب اللذيذ والحلو مثل العسل الطبيعي. لا بدّ إذا وجد عنب في أي بلدة لبنانية أن يتحول إلى نبيذ ذو جودة عالية وهذا ما حصل في بتْاتر.

بتاتر

تقع بلدة بتاتر في قضاء عاليه وتنتمي إلى محافظة جبل لبنان. تبعد عن بيروت عاصمة لبنان ٣٠ كيلومترًا وعن عاليه م

السياحة البيئية في بتْاتر:

بفضل انتشار المناظر الجميلة و الأراضي الطبيعية والأحراش الغنية في بتْاتر سعى شباب البلدة إلى تنظيم مجموعات تعنى بالسياحة البيئية من خلال ممارسة رياضة الهايكنج وزيارة كل المعالم الطبيعية الموجودة في غابات بتْاتر. انتشرت هذه السياحة بشكل كبير و استقطبت أعداد هائلة من الناس من داخل وخارج لبنان.

السياحة الدينية في بتاتر:

لا تقتصر السياحة في بلدة بتاتر على الطبيعة والآثار فقط بل تتعدّى هذا بكثير. حيث تتواجد في بتاتر ثلاث كنائس أثرية دينية تشكّل ملجأ كل إنسان للشعور بالسكينة والراحة النفسية. تعرّضت كنيسة منها إلى التدمير بسبب الزلزال الذي ضرب المنطقة في عام ١٩٥٦. بقيت كنيسة الموارنة والكاثوليك قائمة حتى اليوم وقد تم ترميم كنيسة مار الياس منذ فترة قريبة. تضامن المسيحيون جميعاً في بتاتر وأقاموا الصلاة مع الدروز وتشاركوا الحياة الواحدة والعيش المشترك في البلدة بكل رحابة صدر.