الحازمية، الضاحية الخضراء!
هي بلدة تضاهي بمميزاتها وخصائصها أكبر المدن، هي بلدة الحدائق والغابات الطبيعية العامة، هي بلدة الازدهار والمراكز التجارية، هي بلدة الكنائس الدينية، هي همزة وصل بين كل المناطق. إنّ هذه البلدة هي بلدة الحازمية الخضراء !
موقع بلدة الحازمية:
تقع الحازمية في قضاء بعبدا وتنتمي إلى محافظة جبل لبنان. يبلغ ارتفاع البلدة عن سطح البحر بين ٥٠ و ٢٠٠ متراً. تمتدّ البلدة على مساحة ٢٧٣ هكتار أي ما يعادل ٢،٧٣ كيلو متر مربّع. تبعد بلدة الحازمية عن عاصمة لبنان مدينة بيروت ٦ كيلومتراً فيما تبعد عن مركز القضاء بلدة بعبدا ٢ كيلومتر فقط.
معنى اسم بلدة الحازمية:
تعدّدت الآراء والأقوال حول معنى اسم بلدة الحازمية. حيث يعتقد القليل من الناس أنّ كلمة الحازمية أخذت من مبدأ حزم الحقائب وهو فعل نسب للقوافل التي كانت تحزم حقائبها للسفر برّاً منذ مئات السنين. أما الدكتور أنيس فريحة فقد أعاد اسم الحازمية إلى اللغة الآرامية السريانية وهي عبارة عن كلمتين إزا و مايا. تعني كلمة إزا الناطور أو المراقب. أما كلمة مايا فترمز إلى المياه. وبهذا تكون بلدة الحازمية تعني بلدة مراقب المياه وهي تنطبق عليها بسبب إطلالتها على البحر في بيروت.
الحدائق والغابات في بلدة الحازمية:
كان مبدأ الحفاظ على الطبيعة والمظهر الخارجي اللائق للبلدة من الأساسيات والأولويات التي عمد على تحقيقها المجلس البلدي في بلدة الحازمية. من أهم المشاريع التي تم تنفيذها في الحازمية هي غابة الحازمية. تقع الغابة على مدخل البلدة من الجهة الغربية من فرن الشباك. هي حديقة عامة تمتد على مساحة ٨٠٠٠ متر مربّع. تتضمّن الحديقة جسر للمشاة وممر ثاني لركوب الدراجات الهوائية.
أمّا المشروع الثاني فهو ممر المشاة وهو أيضاً عبارة عن حديقة عامة. يقع بالقرب من الملعب البلدي لكرة القدم. يمتدّ الممر على طول ١٢٠٠ متر مربّع وهو أيضاً يحتوي على ممر للمشاة وممر للدراجات الهوائية.
هذا بالإضافة إلى المشروع الثالث وهو مشروع فريد من نوعه حيث عمد المسؤولين في بلدة الحازمية على تشجير المناطق تحت الجسور. حيث تم تشجير أشجار الزيتون التي كانت تشتهر بها بلدة الحازمية قديماً تحت كل الجسور عوضاً عن تركها أماكن مهملة. ولا ننسى المستديرات التي تم تزيينها بالأزهار والأشجار.
كما قاموا بإنشاء حديقة عامة للأطفال في الطابق الخامس لمرآب السيارات الذي تم تأسيسه بالقرب من الكنيسة لتأمين أماكن تصل إلى مئة موزّعة بين أربعة طوابق سفلية وطابق أرضي وأربعة طوابق علوية.
الآثار في بلدة الحازْمية:
تتواجد في بلدة الحازْمية بعض المعالم الأثرية التي تدل على قدم البلدة وتاريخها العريق والمهم بسبب مرور الكثير من الشعوب عليها. من أهم وأبرز. هذه المعالم الأثرية هي قناطر زبيدة زوجة ملك السريان تريفون. تعود هذه القناطر إلى القرن الثالث قبل المسيح. يبلغ طول القناطر ٢٤٠ متراً وارتفاعها عن نهر بيروت حوالي ٤٤ متراً. هي قناطر بينت على ثلاث مستويات من الأعلى إلى الأسفل وهي رومانية مصنوعة من الكلس وكانت تستخدم لجرّ المياه إلى بيروت.
بالإضافة إلى وجود قبور الباشاوات في الحازْمية وتحديداً على مفرق طريق بعبدا الشام. تعود هذه المدافن إلى الباشاوات مثل المتصرف الثاني فرانكو باشا وابنه فؤاد باشا. كان فرانكو باشا يحب هذه الأرض بدرجة عالية ويعتبرها مكان للراحة والاستجمام لذلك قام ببناء مدفن له فيها. دفن في هذا القبر عام ١٨٧٣. بنيت هذه المدافن بحجر الخام وبتفاصيل وزخرفة مميزة.
السياحة الدينية في الحازْمية:
بالرغم من تطور بلدة الحازْمية وتحولها إلى شبه مدينة متكاملة من كافة الجوانب والمجالات. لا تعتبر الكنائس في بلدة الحازمية كنائس أثرية مثل باقي الكنائس اللبنانية فهي معظمها يعود إلى أواخر القرن التاسع عشر. تعتبر كنيسة بطرس وبولس من أهم هذه الكنائس وهي بنيت في عام ١٩٥٢. ولكن هناك الأقدم منها وهي كنيسة مار روكز التي تم ترميمها حتى نراها بالشكل الذي هي عليه اليوم. يقال أن تاريخ تأسيسها الأساسي هو عام ١٨٧٨. ولا يمكننا أن ننسى كنيسة مار الياس الحي وكنيسة مار تقلا وكنيسة مار يوحنا وغيرها من الكنائس والأديرة التي تفوح منها رائحة الإيمان والصلاة.
الحازمية والازدهار الاقتصادي:
سعى مسؤولي بلدة الحازمية إلى جعل هذه البلدة بلدة استقطاب لجميع الاستثمارات وقد نجحوا في هذا الأمر بجدارة. حيث نجد في الحازمية على الصعيد الرياضي ملاعب رياضية عديدة. وعلى الصعيد التجاري الاجتماعي يمكننا زيارة أكثر من ستة مجمعات تجارية ضخمة أي malls. بالإضافة إلى سلسلة المطاعم التي تقع إلى جانب بعضها وتشكّل محط أنظار السياح والزائرين.