شبعا، قضية وبلدة لبنانية !

هي بلدة صمدت أمام العدوان الإسرائيلي لسنوات كثيرة، هي بلدة الينابيع الغزيرة السبعة. هي بلدة الزراعة الخصبة والإنتاج الوفير، هي بلدة لبنانية أصيلة رغم موقعها على الحدود السورية الفلسطينية، هي بلدة المطاحن الأثرية القديمة، هي بلدة تستحق الحرية والمناشدة بأراضيها لآخر لحظة. إنّ هذه البلدة هي شبعا الأبية !

موقع بلدة شبعا:

تقع بلدة شبعا في قضاء حاصبيا وتنتمي إلى محافظة النبطية في جنوب لبنان. يبلغ ارتفاع البلدة عن سطح البحر بين ٤٥٠ متراً في الأراضي الزراعية و ١٥٠٠ متر في أعلى نقطة لها. تمتدّ البلدة على مساحة ٢٥٠ كيلو متر مربّع وهي تعتبر مع أراضيها الخصبة من أكبر البلدات في لبنان. تبعد شبعا عن عاصمة لبنان مدينة بيروت حوالي ١٢٠ كيلومتراً فيما تبعد عن حاصبيا مركز القضاء ١٥ كيلومتر وأمّا عن النبطية مركز المحافظة فتبعد عنها ٤٣ كيلومتراً.

شبعا

معنى اسم بلدة شبعا:

تعدّدت المصادر والشروحات التي تفسّر معنى اسم بلدة شبعا. التفسير  الأول يقول أنّ أصل كلمة شبعا يعود إلى اللغة الآرامية. وهي تعني كلمة رقم سبعة نسبةً لكونها واحدة من بلدات العرقوب السبع. أمّا التفسير الثاني فيتفق على الرقم سبعة ولكن بسبب وجود سبعة ينابيع فيها تروي أراضيها. أمّا القسم الثالث والأخير فيعتقد أنّ كلمة شبعا ترمز إلى الشبع وكثرة الإنتاج وهي صفة تنطبق على بلدة شبعا بفضل المزارع فيها واعتمادها على الزراعة والمحاصيل الوفيرة.

مطاحن بلدة شبعا:

تعتبر بلدة شبعا بلدة تاريخية أثرية حيث يبلغ عمرها أكثر من ٨٠٠ سنة. الأمر الذي أدى إلى وجود معالم أثرية قديمة مثل المطاحن الموجودة فيها. بفضل وجود الينابيع في شبعا اعتمد أهالي البلدة وخاصة الأجداد فيها على استخدام المطاحن التي تقع على ضفافها وتعمل على قوة تدفق المياه فيها. يتجاوز عمر المطاحن في شبعا ٥٠٠ سنة وهي مطاحن حجرية أثرية لا تعرف معنى الحداثة بل هي بأكملها تقليدية. ما يميز هذه المطاحن هي الأوراق والدليل الذي يسرد تاريخ الأدوات المستخدمة وعمرها وبلد الإنتاج وطريقة عملها والكثير من التفاصيل الأخرى التي تزود الزائر بكافة المعلومات.

السياحة الدينية في شبعا:

لا تقتصر السياحة والثروات في بلدة شبْعا على الأراضي والمحاصيل الزراعية والمطاحن فقط. بل تتعدّى ذلك بوجود العديد من المعالم الأثرية الدينية فيها. من أهم هذه المعالم هو مسجد سيف الله خالد بن الوليد الذي يتجاوز عمره مئات السنين. بني المسجد من حجر شبْعا الصخري وقد تم التعديل عليه وترميمه عدة مرات فقد تم بناء مئذنته بعد فترة من الوقت وتعرّض للترميم في عام ٢٠٠٠ و في عام ٢٠١٢. بالإضافة إلى كنيسة مار جريس الأثرية التي يبلغ عمرها ٨٠٠ سنة أي من عمر بلدة شبعا وهي كنيسة أثرية تستحق الزيارة من جميع اللبنانيين والمغتربين أيضاً.

شبعا

الينابيع في شبْعا:

سبق وقلنا أنّ البعض من أهالي شبعا اعتبروا اسمها مأخوذ من الرقم ٧ والذي يرمز إلى عدد الينابيع فيها. ساهمت هذه الينابيع السبعة في تأمين حاجة الناس من  المياه سواء للشرب أو لري الأراضي. من أبرز هذه الينابيع هو نبع الجوز الذي تحيط به العديد من المقاهي والمطاعم و نبع المغارة الذي ينبع بغزارة ويسقي بلدات عديدة إضافة إلى بلدة شبْعا.

مزارع شبْعا المحتلة:

كانت ولازالت مزارع شبْعا المحتلة قضية مهمة من قضايا وطننا لبنان. فمنذ بدأ الاحتلال الإسرائيلي ومارس ظلمه على فلسطين وشعبها الشامخ سيطرت القوات الإسرائيلية على مساحة كبيرة وشاسعة من بلدة شبعا. التي تقع في جبل الشيخ على الحدود السورية الفلسطينية واعتبرتها تنتمي إلى الدولة السورية. تعدّ المساحة المحتلة عبارة عن أراضي ومساحات زراعية خصبة لا تقدّر بثمن. لم ولن يتنازل لبنان وأبناؤه عامةً وأهالي شبْعا خاصة عن هذه الأراضي. فهي تعني كل لبناني وتشكّل ثروة طبيعية إذ تحتوي على تراب لبنان وذرّاته الثمينة معنوياً ومادياً.

شبعا

الزراعة في بلدة شبْعا:

بالرغم من كل الظلم والاحتلال الذي تم ممارسته من القوات الإسرائيلية. التي حرمت أهالي شبْعا من الاستفادة من أراضيها الخصبة إلّا أنّ مزارعي بلدة شبعا استطاعوا استغلال كل المساحات الخضراء المتبقية و أنتجوا أجود أنواع المحاصيل الزراعية. تشتهر بلدة شبْعا بزراعة كل أنواع الفاكهة مثل التفاح، الكرز، المشمش، الخوخ إضافةً إلى شجرة  الزيتون المباركة وشجرة الجوز وغيرها من الأصناف أيضاً. جميع هذه الفاكهة اكتسبت طعم لا مثيل له بفضل موقع شبْعا وارتفاعها عن سطح البحر ومناخها البارد شتاءً ومعتدل صيفاً. ولا يمكننا أن ننسى الأحراج في بلدة شبْعا وهي مساحات مهمة مليئة بأشجار الصنوبر والسنديان والبلوط وغيرها التي تعطي جو من الراحة والنقاء.

تعرّف أكثر على بلدة راشيا!