دلبتا، بنك كسروان !

هي بلدة فازت بالمركز السادس كواحدة من أجمل بلدات لبنان، هي بلدة احتلت صحف أحد المجلات الفرنسية التي تغنت في جمالها وغناها الطبيعي والسياحي، هي بلدة الكنائس الأثرية العريقة، هي بلدة البيوت التراثية المصنوعة من حجر الأرض فيها. إنّ هذه البلدة هي دلبتا البهيّة !

موقع بلدة دلبتا:

تقع بلدة دلبتا في قضاء كسروان وتنتمي إلى محافظة جبل لبنان. يبلغ ارتفاع البلدة عن سطح البحر بين ٥٠٠ و ١١٠٠ متراً. تمتدّ البلدة على مساحة ٣٢٣ هكتار أي ما يعادل ٣،٢٣ كيلو متر مربّع. تبعد بلدة دلبتا عن عاصمة لبنان مدينة بيروت ٢٨ كيلومتراً فيما تبعد عن بعبدا مركز المحافظة ٣٣ كيلومتر.

دلبتا

معنى اسم بلدة دلبتا:

أجمع جميع أهالي البلدة والمؤرخون أنّ اسم بلدة دلبتا يعود إلى اللغة السريانية مثل معظم البلدات اللبنانية. اشتقت كلمة دلبتا من كلمة الدلب وهي ترمز إلى نوع شجرة الدلب. كان هذا الاسم ينطبق على واقع طبيعة دلبتا التي كانت مليئة بأشجار الدلب ولكنها اقتلعت من جذورها بسبب السيل الناتج عن تساقط الأمطار في عام ١٨٦٢.

المساحات الخضراء في دلبتا:

تحتلّ المساحات الخضراء ٨٠٪ من مساحة بلدة دلبتا وهي تشكّل مساحة ضخمة و ثروة طبيعية ثمينة. تنتشر الكثير من الأشجار الحرجية في دلبتا مثل السنديان والصنوبر والقطلب والبطم وغيرها من الأصناف. يقال بناءً على لسان أهالي بلدة دلبتا أنّ كل ١٠٠٠ متر من هذه المساحات تحتوي على ٢٥ نوع من الأشجار. هذا بالإضافة إلى النباتات الطبية مثل القصعين وبعض الأنواع الأخرى التي تستخدم للمعالجة الطبية.

البيوت التراثية في دلبتا:

تروي البيوت التراثية في بلدة دلبْتا قصة فريدة من نوعها تميّزها عن باقي بلدات لبنان. في عام ١٨٠٠ كانت البيوت في دلبْتا قليلة أي لا تتجاوز ٤٠ بيت ولكن بعد هجرة أبنائها وعملهم في الخارج قاموا بإرسال الأموال إلى أهاليهم الذين بدورهم بنوا فيها بيوت ليصبح عدد البيوت ٣٤٠ بيت. كل بيت في دلبْتا ينفصل عن الآخر وتحيط به حديقة أو حقل للزراعة والاكتفاء الذاتي.

تتميز البيوت في دلبْتا بالقناطر والقرميد الأحمر والحجر البلدي الذي صنعت منه والمأخوذ من أرض البلدة وهو يتمتع بعدة ألوان مثل الحجر الكريمي، الحجر الأصفر والأبيض والأزرق. لم تسمح البلدية ببناء أبنية كاملة مرتفعة بل اكتفت بالبيوت الحجرية للمحافظة على طابع البلدة التراثي البلدي. جميع هذه الأمور ساهمت في حوز دلبْتا على المركز السادس كبلدة من أجمل بلدات لبنان. وقد قامت مجلة فرنسية في عام ١٩٧٥ بكتابة مقال عنها مطلقة عليها لقب بنك كسروان لغناها التراثي والطبيعي.

دلبتا

الزراعة في بلدة دلبْتا:

اختلفت المواسم الزراعية في دلبْتا من جيل إلى جيل آخر وتوالت على مدار مراحل عديدة. حيث كانت الزراعة الأولى والأشهر في دلبْتا هي زراعة التوت بهدف تربية دودة القز وصناعة وحياكة الحرير.

كان الأهالي يقومون بحياكة القطع الحريرية وبيعها للآخرين وقد حازت هذه الصناعة على جوائز من أوروبا. أمّا بين عام ١٨٠٠ و ١٩٠٠ اشتهرت دلبتا بكروم العنب ذات الكمية الفائضة ويروى أنّ البلدات المجاورة كانت تقول إذا أرادت بلدة دلبتا إنتاج نبيذ من كروم العنب لوصلت إلى البحر نظراً لكميتها الوفيرة. قام ابن دلبتا في عام ١٨٨٨ بأخذ نبيذ من دلبتا إلى بلاد الاغتراب عن طريق البحر وفاز بالمركز الأول كأجود نبيذ.

أمّا بعد التطور والانتقال إلى المدن تم إهمال الزراعة وباتت تعتمد على زراعة الليمون والتفاح والمشمش والعديد من أنواع الخضار للاكتفاء الذاتي وليس للبيع والتصدير.

دلبتا

تقع بلدة دلبتا في قضاء كسروان وتنتمي إلى محافظة جبل لبنان. يبلغ ارتفاع البلدة عن سطح البحر بين ٥٠٠ و ١١٠٠ متراً

الينابيع في دلبْتا:

تعتبر بلدة دلبْتا من أغنى البلدات بالثروة المائية حيث تضم في أراضيها وباطنها الكثير من الينابيع والعيون. يتجاوز عدد العيون والينابيع فيها ٥٠ نبع معروفين بأسمائهم. من أهم هذه العيون هي عين السبع التي تؤمن حاجة الأهالي من الماء لاستعمالاتهم الشخصية. و لري الحدائق الخاصة بهم كما أنّها مياه نقية وظيفة لدرجة أنها توصف لمرضى الكلى.  تجري تحت أراضي دلبْتا ثلاثة أنهر تمر ببلدة شننعير وتصب نهايةً في البحر تحت كازينو لبنان الأمر الذي زاد من أهمية دلبتا لأنها مياه عذبة تصب في مياه البحر المالحة.

السياحة الدينية في دلبتا:

لا تقتصر مميزات بلدة دلبْتا على الطبيعة والثروات المائية والزراعة بل تتعدى ذلك. بوجود معالم دينية عديدة تعكس الطابع الروحي والأثري لبلدة دلبتا. بدايةً مع كنيسة دير المخلص التي يعود تاريخها إلى عام ١٧٩٣ وهي تتميز بمدخلها المليء برسومات الصليب. هذا بالإضافة إلى كنيسة سيدة الحقلة التي تعتبر ملجأ الكثير من النساء اللواتي لجأن إليها بهدف الحمل والإنجاب وهي كنيسة تملؤها الأيقونات التاريخية الأثرية للسيدة مريم العذراء وغيرها من الشخصيات الدينية. وأخيراً كنيسة مار يعقوب التي تم البدء بتأسيسها في عام ١٧٢٣ واستغرقت ٤٠ سنة لإتمامها على يد ابن الأب يعقوب الذي حقق رغبة والده بتأسيس الكنيسة ولو بعد ٤٠ سنة.

 تعرف أكثر على بلدة جون!