ياطر، بلدة تاريخية عريقة !

ياطر, هي بلدة أطلق عليها لقب البلدة السياحية في عام ١٩٦٢، هي بلدة الاصطياف التي احتلّت المركز الثالث في أربعينات القرن الماضي، هي بلدة الآثار والشعوب القديمة التي تركت فيها معالم كثيرة ذات قيمة فريدة، هي بلدة زراعة التبغ الأولى والأهم في لبنان.

هي بلدة السياحة الدينية الإسلامية بفضل وجود مقام النبي ياثر، هي بلدة أشجار السنديان وعسل السنديان ذو الطعم اللذيذ، هي بلدة قصدها الجميع للاصطياف والتمتع بالمناخ المعتدل والهواء النقي والطبيعة الخلّابة. إنّ هذه البلدة هي ياطر الجميلة من قضاء بنت جبيل !

ْموقع بلدة ياطر:

تقع بلدة ياطر في قضاء بنت جبيل وتنتمي إلى محافظة النبطية على حدود فلسطين. يبلغ ارتفاع البلدة عن سطح البحر بين ٦٠٠ و ٧٥٠ متراً. تمتدّ البلدة على مساحة ٣٠٠٠ هكتار أي ما يساوي ٣٠ كيلو متر مربّع. تبعد ياطر عن عاصمة لبنان مدينة بيروت ١٠٢ كيلومترًا فيما تبعد عن مركز القضاء بنت جبيل ١٧ كيلومتر.

ياطر

هي بلدة الآثار والشعوب القديمة التي تركت فيها معالم كثيرة ذات قيمة فريدة

ْمعنى اسم بلدة ياطر:

إنّ اسم بلدة ياطر تم تفسيره من قبل المؤرخين وأبناء البلدة بطريقتين. المعنى الأول هو مشتق من اللغة السامية “ياثر” وهو اسم مقام النبي ياثر الموجود فيها. أمّا الشرح الثاني فهو يعود إلى اللغة السريانية التي أخذت من كلمة يعطر أي العطر والرائحة الجميلة. ينطبق الشرح الثاني على بلدة ياطر لأنّها تشتهر بكثرة الأزهار والنباتات العطرية في طبيعتها الخلابة.

ْآثار بلدة ياطر:

تعتبر بلدة ياطر بلدة تاريخية عريقة بسبب وجود الكثير من المعالم الأثرية فيها التي تعكس تاريخ البلدة القديم جدّاً. من أهم هذه المعالم هي المغاور التي تعود إلى ٤٠٠٠ سنة قبل الميلاد وما يدلّنا على ذلك هو وجود عظام حيوانات منقرضة ذات أنياب ضخمة.

بالإضافة إلى وجود آثار فينيقية مثل القبور والنواويس الفينيقية التي تبنى مثل آبار المياه داخل الأرض. ولا يمكننا أن ننسى المغاور الرومانية التي كانت تشكّل مدافن عائلية وكانت تحتوي على قطع من الفخار في بداية إنتاجه. بالإضافة إلى وجود تلّة مريمين التي تحتوي على بحيرة و تماثيل ومجسمات حجرية تاريخية أثرية.

ياطر

هي بلدة السياحة الدينية الإسلامية بفضل وجود مقام النبي ياثر

محمية بلدة ياطرْ الطبيعية:

إنّ بلدة ياطر هي بلدة تتألف من عدّة تلال و وديان خضراء تنمو في أراضيها الكثير من الأشجار الحرجية لذلك قامت البلدية بالتعاون مع إحدى الجمعيات بوضع هذه المساحات الخضراء جميعها تحت اسم محمية ياطرْ في تاريخ ١٢ نيسان من العام ٢٠١٧.

تنتشر في هذه المحمية أشجار السنديان التي تعتبر أهم الأشجار في ياطر وينتج من خلالها عسل السنديان الأصلي والمفيد. إضافةً إلى أشجار الملول والبلوط والزيتون وغيرها من الأشجار والنباتات الحرجية التي تعود إلى أكثر من مئة عام.

ياطر

هي بلدة قصدها الجميع للاصطياف والتمتع بالمناخ المعتدل والهواء النقي والطبيعة الخلّابة

ْالزراعة في ياطر:

بفضل المناخ المعتدل الذي اكتسبته بلدة ياطر من متوسط ارتفاعها عن سطح البحر وانعدام الرطوبة فيها جعل منها بلدة زراعية تتميّز بزراعة العديد من الأنواع. من أبرز هذه الزراعات هي زراعة التبغ الذي أخذ شهرة واسعة وتم تصديره إلى خارج البلاد لجودته العالية.

كما يتم في ياطرْ زراعة جميع أنواع الحبوب مثل القمح و أنواع الزيتون التي يبلغ بعض أشجارها أكثر من ٥٠٠ عام نسبة لضخامة قطرها. بالإضافة إلى زراعة التين والعنب وغيرها من أنواع الفاكهة الحديثة.

ْتربية النحل في ياطر:

لا يمكن أن تنتشر في أي بلدة لبنانية أشجار سنديان دون تربية النحل من أجل إنتاج عسل السنديان الأصلي المفيد. كما أنّ ياطرْ التي اكتسبت اسمها نسبةً لكثرة الأزهار فيها استطاعت استغلال هذا العدد الكبير من الأزهار وأنتجت منه عسل ذو طعمة لذيذة وفائدة كبيرة.

ياثر

تعتبر بلدة ياطر بلدة تاريخية عريقة بسبب وجود الكثير من المعالم الأثرية فيها التي تعكس تاريخ البلدة القديم جدّاً.

ْالسياحة الدينية في ياطر :

تحافظ بلدة ياطر على طقوسها الدينية التي تمثّلت بوجود العديد من المساجد والمقامات الدينية. من أهم هذه المقامات هو مقام النبي ياثر الذي ارتبط باسم البلدة ياطر. يقصد الكثير من السائحين هذا المقام رغبةً بزيارة ضريح النبي ياثر.

بالإضافة إلى مسجد عبد الحسين شرف الدين الذي كان يصلّي في مسجد البلدة القديم ولكنّه رأى أنّه لم يعد قادر على استيعاب هذا العدد الكبير من الناس لذلك سعى في بناء مسجد آخر وأطلق أهالي البلدة اسمه عليه تقديراً وشكراً له.

تعرف أكثر على بلدة الكفير!