جون، ثروة ماء الزهر !

هي بلدة الثقافة والفن التي أنشأت الفنان نصري شمس الدين والفنان شوشو، هي بلدة إنتاج الزيتون وزيت الزيتون وماء الزهر الأصلي، هي بلدة الطبيعة الخلابة و درب المشي الذي يمتد على مسافة ٥ كيلومتر على تلّة نقبا، هي بلدة قصر الليدي ستانهوب التاريخية، هي بلدة البيوت التراثية. إنّ هذه البلدة هي جون من قضاء الشوف.

موقع بلدة جون:

تقع بلدة جون في قضاء الشوف وتنتمي إلى محافظة جبل لبنان. يبلغ ارتفاع البلدة عن سطح البحر بين ٣٥٠ و ٤٥٠ متراً. تمتدّ البلدة على مساحة ١٧٠٠ هكتار أي ما يعادل ١٧ كيلو متر مربّع. تبعد بلدة جون عن عاصمة لبنان مدينة بيروت ٤٥ كيلومتراً فيما تبعد عن بيت الدين مركز القضاء ٢٦ كيلومتراً وأمّا عن مدينة صيدا فتبعد ١٣ كيلومتر.

جون

معنى اسم بلدة جون:

اكتسبت بلدة جون اسمها من موقعها الجغرافي. حيث يعود أصل اسم بلدة جون إلى اللغة السريانية وهو يرمز إلى الزاوية في اللغة العربية. ينطبق هذا الاسم على جون بسبب موقعها الذي يتمركز على زاوية بين جبل لبنان والجنوب والجبل والبحر.

السياحة الدينية في بلدة جون:

تعتبر بلدة جون بلدة تحتوي على أكبر صرح ديني في قضاء الشوف ولبنان. فيقع فيها دير المخلّص الذي يشكّل صرح كبير وعدّة مباني إلى جانب بعضها البعض. يعود تاريخ دير المخلص إلى عام ١٧١١ أمّا الكنيسة فقد تم بنائها في عام ١٧٢٠ أي أنه بني على عدة مراحل.

أطلق عليه صدير المخلص بعد زيارة أحد الرهبان الكبار وكان أحد أهالي البلدة يحمل بارودة وأثناء التعرف إلى أجزائها خرجت منها رصاصة وأصابت الخوري فنادى الراهب “يا مخلّص” وفي نفس المكان الذي سقط فيه الخوري قرر الراهب الكبير بناء هذا الدير مطلقاً عليه لقب دير المخلص. يتميز الدير بعمارته وهندسته الفاخرة من الداخل والخارج وهو يمكن إطلاق عليه اسم كاتدرائية نسبةً لكبره وأهميته على مر السنين.

هذا بالإضافة إلى مسجد محمد الفضيل أو مسجد جون القديم الذي يتجاوز عمره الأساسي القرنين. كان عبارة عن غرفة صغيرة ولكن مع الوقت تم تكبير المبنى وإضافة مئذنة عليه. حاز المسجد على عملية ترميم مميزة واحترافية فقد تم ترقيم كل حجارة موجودة فيه ثم تم إعادة الترتيب والبناء. ولا يمكننا أن ننسى كنيسة سيدة الانتقال التي لم يعرف تاريخ بنائها الأول ولكن تم تحديد تاريخ الترميم الذي تم في عام ١٧٥١. كانت قديماً كنيسة صغيرة وقديمة وتم الزيادة عليها.

جون

آثار بلدة جون:

تعدّ بلدة جون بلدة غنية بالآثار التي بقيت على شكل ذكريات وثروات لا تقدّر بثمن من الشعوب العريقة والقديمة تحديداً الرومان. من أهم هذه المعالم هي المدافن الرومانية المصنوعة من الفخار والموجودة في مغاور البلدة. يتجاوز عدد مغاور جون الثلاثين مغارة منتشرة في كل مناطقها. وعند ذكر المعالم الأثرية لا يمكن عدم تسليط الضوء على المطاحن الأثرية التي كانت تستخدم على الطريقة التقليدية أي بالاعتماد على ضغط الماء وطحن الحبوب مثل القمح والشعير على الحجارة.

قصر الليدي ستاتنهوب:

ينتمي قصر الليدي ستانهوب إلى سلسلة المعالم السياحية والأثرية والسياسية والتاريخية الموجودة في بلدة جون. كانت الليدي ستانهوب شخصية سياسية سكنت في بلدة جون في قصر حجري يقع في الشمال الشرقي للبلدة. كان القصر عبارة عن قسمين القسم الأول الذي تسكن فيه والقسم الثاني المخصص للخادمين والعاملين لديها. تحيط الحدائق والمساحات الخضراء هذا القصر من كل الجوانب. هذا بالإضافة إلى أنه يحتوي على مخزن للزيوت والحبوب وحبس في داخل القصر. على إثر زلزال عام ١٩٥٦ تعرّض للقصر للخراب وأصبح تحت مسؤولية عقار دير المخلص.

العيون والينابيع في بلدة جوْن:

تكثر الينابيع والعيون في بلدة جون الأمر الذي ساهم في انتشار الأراضي الزراعية والحرجية في كل زوايا البلدة. تعتبر عين حيرون من أهم وأبرز العيون الموجودة في جون. لا يقتصر دور هذه العين على تأمين المياه لأهالي البلدة فقط بل تتعدّى ذلك بكونها مزار سياحي وطبيعي وأثري يستقطب زيارة الزائرين والسائحين من مختلف المناطق اللبنانية. تم ترميم العين منذ حوالي ٢٠ سنة من قبل البلدية وقد حظيت بزيارة الفنان نصري شمس الدين الذي امتلك أرض بالقرب من عين حيرون وغنى الكثير على ضفافها.

جون

البيوت الأثرية في جون:

توالت البيوت الأثرية في بلدة جون على ثلاث مراحل ألا وهي مرحلة ما قبل الزلزال, ما بعد الزلزال ومرحلة معلّمي العمار. امتازت المرحلة التي سبقت الزلزال بالبيوت الحجرية الصخرية ذات العقد العريق. أمّا بعد الزلزال فتعرضت البيوت إلى التشققات فمنها ما تم ترميمه ومنها ما تدمّر. امتازت هذه البيوت بالمزيج الإسلامي البيزنطي من خلال وجود القناطر والشرفات الدائرية التي أحضرها الأمير فخر الدين معه من توسكانا الإيطالية. وأخيراً مرحلة بيوت معلمي العمار الذين نحتوا الحجارة بالمطرقة بأيديهم و عمّروا بيوت متوّجة بالقرميد الأحمر.

الزراعة وتحضير المنتجات في جوْن:

بفضل موقع جون الجغرافي الذي يرتفع بين ٣٥٠ و ٤٥٠ متراً عن سطح البحر استطاعت بلدة جون أن تشتهر في زراعة الزيتون وإنتاج زيت زيتون أصلي ذو جودة عالية معصور على البارد باستخدام الحجر. هذا بالإضافة إلى إنتاج ماء الزهر بكثرة وباحترافية  دون أي إضافات تغيّر الطعم.

تعرف أكثر على بلدة كفرحونة!