كفرحونة, كنز الثروة الصخرية !
هي بلدة ساحرة من قضاء جزين, هي بلدة تاريخية عريقة, هي بلدة السياحة الدينية والمعالم الدينية المتنوعة، هي بلدة المهرجانات والأعياد المشتركة بين المسلمين والمسيحيين, هي بلدة الغنى المائي والعيون الغزيرة, هي بلدة معاصر العنب الأثرية, هي بلدة تستحق الزيارة من قبل كل الناس من داخل وخارج لبنان. إنّ هذه البلدة هي كفرحونة !
موقع بلدة كفرحونة:
تقع بلدة كفرحونة في قضاء جزّين وتنتمي إلى محافظة الجنوب. يبلغ ارتفاع البلدة عن سطح البحر ١٥٠٠ متراً. تمتدّ البلدة على مساحة ٢٤٠٠ هكتار أي ما يعادل ٢٤ كيلو متر مربّع. تبعد بلدة كفرحونة عن عاصمة لبنان مدينة بيروت حوالي ٨١ كيلومتراً. تشكّل البلدة نقطة وصل بين ثلاث محافظات جبل لبنان و البقاع والجنوب.
يعود اسم بلدة كفرحونة إلى اللغة السريانية مثل معظم البلدات اللبنانية
معنى اسم بلدة كفرحونة:
يعود اسم بلدة كفرحونة إلى اللغة السريانية مثل معظم البلدات اللبنانية. يقسم اسم البلدة إلى قسمين، القسم الأول كفر والذي يعني بيت أمّا القسم الثاني فهو حونة والتي تعني الإخوة الصغار. يقال أنّ ما يقصد بمعنى اسم بيت الإخوة الصغار هو العدد من الرهبان المبتدئين الذين اتخذوا كنيسة كفرحونة كملجأ ومكان للعبادة فيها.
الزراعة في كفرحونة:
تختلف الزراعة في بلدة كفرحونة قبل الحرب وبعد الحرب. حيث كان أهالي البلدة يعتمدون على الزراعة بشكل أساسي كمصدر رزق لهم وكانت الزراعة تتنوع بين حبوب, تفاح, خوخ، تين وعنب. أما بعد الحرب فقد ابتعد أهالي البلدة عن الأرض وتوجهوا إلى المدينة لكسب قوت العيش. أصبحت الزراعة نادرة جدّاً في كفرحونة وتقتصر على أصناف قليلة مثل العنب والتين. أمّا بالنسبة للأراضي الحرجية فهي مليئة بأشجار الملول والسنديان والصنوبر والعديد من أنواع النباتات أيضاً.
المخزون الصخري والمائي في كفرْحونة:
تعتبر بلدة كفرْحونة بلدة غنية بالثروات الطبيعية التي تجعلها بلدة فريدة من نوعها. تحتوي كفرحونة على كنز صخري يتجاوز ملياري متر مكعب من الصخر المنتشر في كل أراضي وجبال البلدة. كما أنّ عيون المياه فيها تتفجر من هذه الصخور وتؤمن حاجة الناس من المياه النقية والنظيفة. من أهم العيون والينابيع هي عين الضيعة, عين التغلب ونبع الفوار.
كفْرحونة, تقع البلدة في قضاء جزّين وتنتمي إلى محافظة الجنوب. يبلغ ارتفاع البلدة عن سطح البحر ١٥٠٠ متراً.
السياحة الدينية في كفرْحونة:
تتميز بلدة كفرْحونة بالعيش المشترك والمحبة التي تجمع كل أهاليها من مختلف الديانات الإسلامية والمسيحية. وأهم ما يدلنا على ذلك هو تضامنهم في جميع المناسبات ومشاركتهم جميعاً فيها. من أبرز المعالم الدينية التي تعكس الطابع الروحي والديني في البلدة هو مسجد كفرحونة القديم. يعود تاريخ المسجد إلى أكثر من ٤٠٠ سنة وهو مصنوع بالكامل من الحجر القديم ومتوّج بالقناطر والقبب.
تعرّض المسجد لعملية الترميم أثر العوامل الطبيعية والحروب وتم إضافة له عن جديد مئذنة الأذان وإقامة الصلاة حيث أنّه كان سابقاً لتعليم الدروس والتقاليد الدينية. هذا بالإضافة إلى كنيسة سيدة الانتقال القديمة التي تم تشييدها في عام ١٧٩٥ ولكن بقرار من الدولة العثمانية التي كانت تحكم البلدة تم توقيفها ومع إصرار أهلها وأبنائها تم استكمالها في عام ١٨٢٥. كما يتواجد في كفرحونة دير مار جريس الأثري والذي يمتد على مساحة كبيرة. تم تأسيسه في عام ١٧٥٩ وإعادة ترميمه في عام ١٨٨٢.
يتميز الدير بعمارته وهندسته المميزة ذات القناطر الحجرية. كانت الرياضات الروحية تمارس في الدير وفي قاعاته الواسعة. ولا يمكننا أن ننسى حسينية كفرحونة التي تم تأسيسها بتبرع كل من أهاليها بخمسة أحجار حتى تم افتتاحها في عام ١٩٣٥.