رشميا, جورة الذهب !

هي بلدة الطبيعة الخلابة والغابات الخضراء الغنية، هي بلدة الأديرة والكنائس الدينية الأثرية. هي بلدة المهرجانات السنوية السياحية والبيئية والثقافية. بلدة جورة الذهب التي كانت تنتج أجود أنواع الحرير من خلال تربية دودة القز، هي بلدة المعمل الكهربائي الأهم في لبنان منذ سنين، هي بلدة الشخصيات السياسية التاريخية العريقة، هي بلدة رغم بعد موقعها إلا أنها تستحق الزيارة من مختلف المناطق اللبنانية وبلاد الاغتراب أيضاً.

موقع بلدة رشميا:

تقع بلدة رشميا في قضاء عاليه وتنتمي إلى محافظة جبل لبنان. يبلغ ارتفاع البلدة عن سطح البحر بين ٣٥٠ و ٩٠٠ متراً. تمتدّ البلدة على مساحة ٢٥٠٠ هكتار أي ما يعادل ٢٥ كيلو متر مربّع. تبعد بلدة رشميا عن عاصمة لبنان مدينة بيروت ٢٨ كيلومتراً فيما تبعد عن منطقة عاليه مركز القضاء ١٤ كيلومتر.

رشميا

معنى اسم بلدة رشميا:

حتى يومنا هذا لم يعرف من أطلق هذا الاسم على بلدة رشميا لكنّه من المؤكد أنّه يعود إلى اللغة الآرامية السريانية. يقسم اسم بلدة رشميا إلى قسمين ريش و مايا أو مايو وهي تعني باللغة العربية رأس النبع أو رأس الماء. ينطبق هذا الاسم على واقع بلدة رشميا الغني جداً بالينابيع والعيون الغزيرة والتي يتجاوز عددها ٥٠ نبع.

ساحة رشميا:

توالت الأسماء والألقاب على هذه الساحة التاريخية العريقة. كانت البداية مع ساحة الجمال أي حيوان الجمل نسبةً للقوافل التي كانت تقصد هذه الساحة للتبادل التجاري فتأخذ الفاكهة اللذيذة من رشميا وتعطي أهالي البلدة الحبوب بالمقابل. أمّا في نصف القرن العشرين فقد قامت البلدية بتبليط الساحة باستخدام بلاط أثري منحوت فأصبح اسمها ساحة البلاط. في القرن الواحد والعشرين بات اسم الساحة ساحة الرؤساء فقد قامت البلدية بوضع تمثالي لشخصيات سياسية تاريخية.  ألا وهي الرئيس حبيب باشا السعد والشيخ بشارة الخوري. ويقال أيضاً أنّ هذه الساحة اكتسبت لقب بندر رشميا و عاليه أي السوق الأساسي فيها منذ القدم لأنه كان يتم اختيار أسعار السلع فيها.

رشميا

الينابيع والعيون في رشميا:

اكتسبت بلدة رشميا اسمها نسبةً لكثرة الينابيع والعيون وغزارة المياه فيها. يعتبر نبع الميس من أهم وأكبر الينابيع الموجودة في البلدة والتي يتجاوز عددها ٥٠ نبع وعين. يقع نبع الميس في عقار دير  مار يوحنا لذلك قام أهالي البلدة بالاتفاق مع صاحب العقار وتم حفر النبع داخله على عمق ٤٥٠ متراً.  ومد أقنية وقساطر لتصل المياه إلى الأراضي الزراعية والبيوت وأصبحت المياه فيه تتجمع في مكان واحد. تصل غزارة النبع إلى ٣٥٠ متر مكعب في النهار الواحد خلال فصل الصيف ويتجاوز أضعاف هذا الرقم خلال فصل الشتاء وذوبان الثلوج.

الزراعة في رشميا:

استطاعت بلدة رشميا بفضل موقعها الجغرافي وارتفاعها الذي يتراوح بين ٣٥٠ و ٩٠٠ متراً اكتساب خصائص طبيعية ساهمت في الغنى الزراعي فيها. يتم زراعة مختلف أنواع الخضار في بلدة رشميا. أمّا بالنسبة للفاكهة فكانت الزراعة في رشميا.  وتعتمد على زراعة التوت وتربية دودة القز أما اليوم فباتت ترتكز بشكل أساسي على الزيتون، العنب والتين. هذا بالإضافة إلى الأشجار الحرجية المنتشرة في منطقة الوادي والتي تتنوع بين أشجار ملول، صنوبر، بطم، خرنوب، قطلب، سنديان وغيرها من الأصناف الحرجية أيضاً.

رشميا

السياحة الدينية في بلدة رشميْا:

تعتبر بلدة رشميا بلدة ذات طابع ديني روحي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى نسبةً لكثرة المعالم الدينية والأثرية فيها منذ مئات السنين والتي بقيت صامدة وشامخة حتى يومنا هذا. من أهم وأقدم هذه المعالم هي كنيسة قرياقوس النادرة باسمها التي بنيت في عام ١٦٨٣ وتم ترميمها في عام ١٩٩٤. دير مار أنطونيوس سير الذي بني في عام ١٧٠٦ ويقع على أعلى نقطة في البلدة. ولا يمكننا أن ننسى دير مار الياس ودير مار  يوحنا الدير الأقدم في جبل لبنان والذي يعود تاريخياً إلى ١٦٥٦ تقريباً. كان الدير عبارة عن غرف أرضية و كنيسة إلى جانبه. استطاع أهالي البلدة بترميم الدير والمحافظة على العقد الحجري فيه بمساعدة بعضهم البعض.

معمل الكهرباء في رشميْا:

تعدّ بلدة رشميا من أوائل البلدات اللبنانية التي حازت على الكهرباء في لبنان. تأسس المعمل قبل الانتداب وتحديداً في عام ١٩٢٨ ولكن تم بدء العمل فيها في عام ١٩٣٢. يعتمد هذا المعمل على الماء الذي ينبع من نبع الصفا ويحوّلها إلى طاقة كهربائية أي عملية كهرمائية. في عام ١٩٥٦ تم إضافة مجموعة جديدة على المعمل وحتى عام ٢٠١٧ وصل إنتاج الكهرباء فيه إلى طاقة ضخمة تجاوزت ١٤ ميغاوات. كانت كهرباء معمل رشميا تصل إلى القصر الجمهوري وتراموي بيروت قديماً. مازال المعمل حتى اليوم وقد أطلق عليه لقب جدّ المعامل الكهربائية في لبنان والشرق الأوسط.

تعرف أكثر على بلدة مرستي!