راشيا، بلدة الاستقلال !

هي بلدة جمعت المجد من مختلف أطرافه، هي بلدة الجمال الطبيعي والسحر التراثي، هي بلدة السوق القديم والقلعة التاريخية العريقة، هي بلدة الصناعات المميزة التي تعكس قدرات أهاليها الفنية واليدوية، هي بلدة إنتاج دبس العنب والعسل الأصلي، هي بلدة البيوت المتوجة بالقرميد الأحمر والمصنوعة من الحجر. إنّ هذه البلدة هي بلدة راشيا الوادي الجميلة !

موقع بلدة راشيا الوادي:

تقع بلدة راشيا الوادي في قضاء راشيا الذي يحمل اسمها وتنتمي إلى محافظة البقاع. يبلغ ارتفاع البلد. عن سطح البحر بين ١١٠٠ و ١٣٥٠ متراً. تبعد بلدة راشيا الوادي عن عاصمة لبنان مدينة بيروت ٨٥ كيلومتراً فيما تبعد عن مدينة زحلة ٥٠ كيلومتراً.

معنى اسم بلدة راشيا الوادي:

انضمت بلدة راشيا الوادي إلى معظم البلدات اللبنانية التي اكتسبت اسمها من اللغة السريانية. يعتقد المؤرخين وأهالي البلدة من ضمنهم المؤرخ والكاتب أنيس فريحة أنّ اسم راشيا هو اسم سرياني يتألف من ثلاثة أقسام. القسم الأول راش وهو يعني رأس باللغة العربية. القسم الثاني أي وهو يجعل كلمة رأس بالجمع أي رؤوس. والقسم الثالث والأخير أيا الذي يرمز إلى إله المياه الجوفية. وبهذا يكون اسم البلدة يعني بلدة رأس المياه الجوفية. أمّا بالنسبة لكلمة الوادي فهي أضيفت على كلمة راشيا لأنها تقع على إطلالة وادي التيم. كما تم الاستعانة بها للتمييز بينها وبين بلدة راشيا الفخار.

راشيا الوادي

سوق راشيا القديم:

يمكننا القول أنّ سوق راشيا القديم هو السوق التراثية الوحيد الموجود في البقاع. يعود تاريخ السوق إلى القرن السابع عشر. يمتدّ سوق راشيا الوادي على طول ٢٥٠ متراً. يقوم على أطراف السوق ٣٦ مبنى حجري قديم. تتميّز طريق السوق بالحجارة المرصوصة يدوياً تعكس الطابع الأثري القروي القديم للبلدة.

قلعة راشيْا الوادي:

في القرن الحادي عشر قام الصليبيون ببناء قلعة راشيْا الوادي على ارتفاع ١٣٠٠ متراً لمراقبة القوافل التجارية على طريق الشام. تمتدّ القلعة على مساحة ٨٠٠٠ متر مربّع وهي قلعة ضخمة تقع على سفوح جبل الشيخ. في عام ١٣٠٧ وفي ظلّ حكم الشهابيين في راشيا تم إضافة باقي المباني على القلعة. تتميز القلعة بوجود أربعة دهاليز تنتدّ على طول ١٥٠٠ متراً. توالت العصور والشعوب على قلعة راشيا فهي قلعة تاريخية احتلّتها الشعوب الصليبية ثم المماليك ثم العثمانيين وأخيراً الفرنسيين. أطلق على القلعة لقب قلعة الاستقلال لأنها شهدت على حرب بين الجنود الفرنسية وأهالي البلدة وحازت أخيراً على الحرية من الانتداب في ٢٢ تشرين الثاني عام ١٩٤٣.

راشيا الوادي

الصناعات في بلدة راشيْا الوادي:

اشتهرت بلدة راشيْا الوادي بعدّة صناعات وحرف عكست احترافية أهلها وفنهم العريق. من أهم وأبرز هذه الصناعات هي صناعة الفضة التي عرف بها أهالي بلدة راشيا الوادي. نشأت هذه الصناعة في القرن السابع عشر وهي صناعة فينيقية تم اكتسابها من الشعب الفينيقي. كل الأشكال التي يمكن أن يطلبها الزبون تتم بكل إتقان على يد الحرفيين في راشيا. تتميز هذه الحرفة أنها لا تعتبر غالية الثمن مقارنة بالذهب وباقي المجوهرات وتتسم بكثرة محبيها.

أمّا الصناعة الثانية فهي صناعة المدافئ أو ما يعرف بالصوبيا التي تستخدم للتدفئة في فصل الشتاء ولا يمكن الاستغناء عنها. ابتدأت هذه الصناعة بين عامي ١٩٣٦ و ١٩٣٧ وكانت صناعة يدوية ١٠٠٪. ما جعل مدافئ راشيا فريدة عن باقي المدافئ هي الزخارف والتصاميم التي تحوّلها من مجرد وسيلة للتدفئة إلى قطعة فنية نادرة.

ولا يمكننا أن ننسى حرفة تربية النحل وإنتاج أجود أنواع العسل الأصلي الذي يتغذى من الزهور الطبيعية فقط و صناعة دبس العنب الذي يتصف بالطعم اللذيذ والجودة العالية ويؤخذ من الكروم مباشرةً إلى العصر ليصبح دبس ذو فائدة ونكهة فريدة.

حملة التشجير في راشيْا الوادي:

منذ حوالي ١١ سنة تم بالتعاون مع جمعيات أجنبية حملة تشجير في راشيْا الوادي. سعت هذه الحملة إلى الاستفادة من مساحات بلدة راشيْا الواسعة التي تستحق أن تتحوّل إلى أراضي خضراء وفيرة. تم زراعة أكثر من مئة ألف شجرة على مساحة ١٠٠ هكتار بالقرب من جبل الشيخ. حوالي ٦٥ ألف شجرة نجحت بالنمو وهي تتنوع بين صنوبر وأرز و قطلب وغيرها من الأشجار الوطنية اللبنانية. بالإضافة إلى استغلال المحاصيل الزراعية أصبحت هذه الأراضي ملجأ لكل هواة المشي والرياضة في غضون الطبيعة وركوب الدراجات أيضاً.

تعرّف أكثر على بلدة منجز!