بتلون، بلدة بيئية نموذجية!
هي بلدة بدأت رحلتها البيئية الزراعية منذ سنوات عديدة للحفاظ على ثرواتها الطبيعية التي يعتبرها أبنائها إرث من أجدادهم. هي بلدة الوعي والإدراك الذي يجعل أبناء البلدة بالتعاون مع جمعياتها وبلديتها حريصين على حمايتها من أي أضرار، هي بلدة المونة البلدية المصنوعة بنكهة فنية فريدة. إنّ هذه البلدة هي بتلون الجميلة !
موقع بلدة بتلون:
تقع بلدة بتلون في قضاء الشوف وتنتمي إلى محافظة جبل لبنان. ترتفع البلدة عن سطح البحر بين ٩٢٠ و ١٢٥٠ متراً. تمتدّ بلدة بتلون على مساحة ٨٥٥ هكتار أي ما يعادل ٨,٥٥ كيلو متر مربّع. تبعد بتلون عن عاصمة لبنان بيروت ٤٩ كيلومترًا فيما تبعد عن بعبدا مركز المحافظة ٤١ كيلومتر وعن بيت الدين مركز القضاء ٧ كيلومتر فقط.

تبعد عن بعبدا مركز المحافظة ٤١ كيلومتر وعن بيت الدين مركز القضاء ٧ كيلومتر فقط
معنى اسم بلدة بتلون:
تعدّدت التفسيرات والشروحات التي تبيّن معنى اسم بتلون وأصله. يقول البعض أنّ اسم بتلون يعود للغة السريانية بت تلن ويعني مكان التلّة الصغيرة أو بتاليون الذي يعني بيت الفتى الصغير. أمّا البعض الآخر فيعتقد أنّ بتلون هي كلمة من أصل آرامي بيت عليون وهو مكان الله.
محمية أرز الشوف:
تلعب بلدة بتلون دور أساسي في إكمال مشهد محمية أرز قضاء الشوف التي تمتدّ على ٢٢ بلدة لبنانية. تشكّل محمية أرز الشوف ٥٪ من مساحة لبنان وهي أكبر محمية موجودة فيه ومن أكبر المحميات في الشرق الأوسط. أصبحت رسمياً محمية طبيعية في عام ١٩٩٦ و في عام ٢٠٠٥ أطلق عليها من قبل unesco محمية محيط حيوي أي يعنى بالطبيعة والإنسان أيضاً. تقسم مساحتها الإجمالية إلى ٧٠٪ في قضاء الشوف و ٣٠٪ في البقاع الغربي. من وسط بتلون يمكن اتخاذ دروب عديدة متواصلة نتّجه بها إلى نيحا جنوباً أو عين دارة شمالاً الأمر الذي يظهر مدى كبر مساحة المحمية. تملأ أشجار الأرز اللبناني هذه المحمية التي تشكّل كنز بيولوجي لا يقدّر بثمن على النطاق الطبيعي والسياحي والرياضي من خلال ممارسة رياضة المشي و الهايكنج بمختلف الاتجاهات ودرجات الصعوبة.
مشروع حديقة بيت عساف في بتلون:
هذا المشروع الجديد من نوعه هو ملك بيت عساف الذين ترعرعوا في أحضان حديقة أو بستان في وسط الطبيعة والمزروعات الطازجة مع عائلتهم. يهدف هذا المشروع إلى جعل كل لبناني يعيش هذه التجربة مثل بيت عساف. من خلال زيارة الحديقة، قطف الخضار والفاكهة من أشجارها بأيديهم مباشرةً. تحضير صحن الفتوش في مطبخ البيت بأيديهم أيضاً و تناوله مع عائلاتهم في وسط الخضار الخلاب الذي يملأ المكان. يمكن للزائرين التخييم وإقامة يومين بعيداً عن ضجيج المدينة. والقيام بدروب سير إلى مختلف الوجهات في بتلون برفقة الحمار الموجود في الحديقة. كافة المستلزمات والأدوات موجودة في الحديقة ولا يحتاج الزائر سوى أغراضه الشخصية الضرورية وشهيته من أجل الاستمتاع بالفاكهة والخضار اللذيذة والمزروعة صحياً دون أي إضافات وأسمدة.

يقول البعض أنّ اسم بتلون يعود للغة السريانية بت تلن ويعني مكان التلّة الصغيرة أو بتاليون الذي يعني بيت الفتى الصغير.
بيت وجمعية سرمدى:
أسست هذه الجمعية منذ ثلاث سنوات في بتلون على يد شباب هاوية للفن والثقافة والبيئة. وجد هؤلاء الشباب أنّ أهمية الفن والمراكز الثقافية نادرة جدّاً في القرى اللبنانية وترتكز في المدن الأساسية لذلك قاموا بإنشاء هذه الجمعية في بلدتهم. تم تأليف وتمثيل مسرحيتين بطريقة محلية بمجهود كامل من أبناء الشوف دون أي مساعدة خارجية. بسبب الأزمات التي طرأت على العالم ولبنان اتخذ شباب هذه الجمعية بيت في البلدة كمركز لهم وهو بيت بيئي قروي يتضمّن حديقة للمزروعات، غرف للتمرين وغرفة لعرض المونة المحلية التي يتم إنتاجها يدوياً في بتلون. يقام صف الإشارات الجسدية للشباب لكي يستطيع الشباب التعرف إلى حركات جسدهم وفهمها أيضاً. لكل راغب في المشاركة بجمعية سرمدى الفنية الثقافية البيئية يمكنه زيارة صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وإنستغرام.
آثار بلدة بتلون:
تنقسم بتلون إلى بتلون التحتى وبتلون الفوقا بسبب الزلازل التي ضربت البلدة في عام ١٩٥٦. في بتلون التحتى التي تقع على مجرى نهر الباروك عدّة معالم أثرية قديمة مثل الجسر التراثي. والذي بني على يد المماليك، النواويس الفينيقية المزخرفة، الفخار والقطع الحجرية القديمة، أتون أثري لتدويب الحجر الأبيض وصناعة الكلس للبناء وبعض بقايا البيوت التي تضرّرت وهدّمت على أثر الزلازل.

هي بلدة بدأت رحلتها البيئية الزراعية منذ سنوات عديدة للحفاظ على ثرواتها الطبيعية التي يعتبرها أبنائها إرث من أجدادهم
درب الإدارة المستدامة للغابات في بتلون:
يمتدّ درب الإدارة المستدامة للغابات أو درب الحارة في بتلون على مسافة ١٦ كيلومتراً. أطلق عليه هذا الاسم لتعريف الناس على الطرق التي كان يعتمدها أجدادنا في إدارة الغابات والمحافظة عليها من الحرائق والتلوث. وغيرها من المشاكل البيئية التي نمرّ بها اليوم. يمرّ هذا الدرب بحقل دلبون المليء بالسنديان والذي تم تنظيفه وإعادة المشاحر فيه على الطريقة القديمة دون إشعالها بالتأكيد. كما يتم ضغط البيوماس على شكل eco briquette الذي يخلط مع جفت الزيتون ليشكّل موقدة بيئية عوضاً عن قطع الأشجار للمدافئ في الشتاء والبرد القارص. كما يتم خلط هذه المواد مع زبل الحيوانات لصناعة السماد الذي يستخدم للزراعة. خلال هذا الدرب يمرّ الزائر ببيوت الضيافة الذي يرتاح فيها ويشارك أهلها الطعام والمونة والطاولة عينها. تشجّع هذه الأمور القطاع السياحي والاقتصادي وتعزّز دور المرأة والإنتاج المحلّي في الوقت عينه.
السوق الزراعي في بتلون:
بالتعاون مع محمية أرز الشوف تم تنظيم سوق زراعي يفتح كل نهار أحد من الساعة ١٢ حتى الساعة ٦. وذلك لبيع الخضار والفاكهة في البلدة. من خلال هذا السوق تم تدريب المزارعين على طريقة الزراعة المستدامة التي تعتمد على طرق صحية من أجل حياة المزروعات. ساعدت المحمية المزارعين في تنظيف أراضيهم، تشتيلها وطريقة قطفها أيضاً. في بتلون أبرز ما يتم زراعته هو التين والكرز والتفاح الذي تشتهر به البلدة.