تنّورين، غنى الينابيع اللبنانية!

,تنّورين

إنّها بلدة من أكبر البلدات اللبنانية، تعرف بأشجار الأرز الصامدة منذ آلاف السنين، تضمّ نحو ٢٠٠ ينبوع، ٣٠ كنيسة و ٣٠ مغارة، تتمتّع بمناخ جبلي جميل يجذب الناس للاصطياف، تعتبر مركز تزلج مهم في الشتاء بفضل الثلوج الكثيفة التي تغطّيها، تجمع بسحرها بين الطبيعة الخلّابة والتاريخ القديم لتشكّل بلدة سياحية مهمة، تحتوي على الكثير من الفنادق والمنتجعات التي تستقبل الزائرين بوجه بشوش وبساطة نابعة من قلب أبناء البلدة. هذه البلدة هي بلدة تنّورين الساحرة.

موقع بلدة تنّورين:

تنتمي بلدة تنّورين إلى محافظة لبنان الشمالي وتتبع لقضاء البترون ولكنّها تتصل بفضل موقعها بثلاثة أقضية ألا وهي البقاع جبل لبنان والشمال. تبلغ مساحة البلدة حوالي ٩٦ كيلو متر مربّع. تبعد تنّورين عن عاصمة لبنان بيروت حوالي ٧٥ كيلو متر. ترتفع تنّورين عن سطح البحر بارتفاع يتراوح بين ٧٨٠ و ٢٧٠٠ متر.

سبب تسمية بلدة تنّورين:

اختلف الناس في سبب وتفسير  تسمية بلدة تنّوين. يعتقد البعض أنها كلمة سريانية مركّبة تتألّف من كلمة تنّور أي مكان النور والنار. فيما يعتقد القسم الآخر أنها جمع لكلمة تنّور المشهور في معظم القرى اللبنانية ويستخدم لصناعة ألذ أنواع الخبز على النار. 

محميّة أرز تنّورين:

تعتبر محميّة تنّورين الأرز واحدة من أكبر غابات الأرز الموجودة في لبنان. تسيطر أشجار الأرز على ٨٥٪؜ من مساحة المحمية حيث تنمو على منحدرات عمودية. تتميّز المحمية بالتنوع البيولوجي فتضمّ بعض أنواع الأشجار الحرجية كشجرة السنديان واللزاب بالإضافة إلى أهم شجرة ألا وهي شجرة الأرز. يبلغ عدد أشجار الأرز في المحميّة نحو أربعة ملايين ونصف شجرة يتراوح عمرها بين السنة والألف سنة للأشجار المعمّرة. لا تقتصر طبيعة المحميّة على الأشجار فقط بل تتعدّى ذلك بوجود نحو ١٦ نوع من الحيوانات كالخنزير البرّي، الذئاب، الثعالب والضباع. كما تحتوي المحمية أيضاً على ثمانين نوع من الطيور والعصافير الفريدة من نوعها. تفتح المحمية أبوابها من الساعة الثامنة حتى الساعة الخامسة ويمكن زيارتها في جميع الفصول خاصة في فصل الصيف حيث تغطّي الثلوج أشجار الأرز و تسمح للزائرين الاستمتاع  بمناظرها الخلّابة وممارسة هواية التزلج على أرضها.

تنّورين

تنتمي بلدة تنّورين إلى محافظة لبنان الشمالي وتتبع لقضاء البترون.

الكنائس الأثرية في تنّورين:

تتميّز البلدة بوجود الكثير من الأديرة والكنائس الدينية الأثرية على سبيل المثال دير مار أنطونيوس ، دير مار شلّيطة، دير حوب، سيدة البشارة وسيدة الانتقال.

يتميّز دير مار شلّيطة بكونه من أكثر الأديرة جمالاً وقدماً فقد تمّ بناؤه على يد الصليبيين منذ القدم.

أمّا دير حوب المصنوع من الحجر الرملي والحجر الصخري من أرض تنّورين فقد تم بناؤه في عام ١٧٤٩. يرمز اسمه إلى دير الحب أو أرض الحب.

تعرف سيدة الانتقال بسقفها الخشبي البغدادي الذي يجعل منها كنيسة فريدة من نوعها.

تنّورين

اختلف الناس في سبب وتفسير تسمية بلدة تنّوين .

زراعة تنّورين:

بفضل وجود الكثير من الينابيع الصافية في البلدة أصبحت البلدة من أهم البلدات الزراعية في لبنان. تعرف البلدة بزراعة التفاح والكرز بالإضافة إلى زراعة الخضار التي تتمثّل بزراعة البطاطا والبندورة. كما عمل أبناء البلدة على تربية النحل وزراعة الزهور أيضاً.

فم القبور:

هي منطقة في بلدة تنّوين تقع على الحدود الفاصلة بين تنّورين و بلدة العاقورة. تحتوي على صخور كبيرة قديمة محفورة باللغة اللاتينية. إنها كتابات منذ عصر الإمبراطور هدريان وتشير إلى أربعة أنواع من الأشجار التي كانت تحتاج إليها الامبراطورية لبناء السفن ألا وهي شجرة الأرز واللزاب والسرو والشربين.

الينابيع في بلدة تنّورين:

تتميّز بلدة تنّورين بوجود أكثر من مائتين ينبوع وعين للمياه الصافية. تشكّل عين روما أبرزها وهي تتألّف من مستنقع مياه باطنية يبلغ عمقها نحو ٤٠ إلى ٥٠ سنتيمتر. تشتهر هذه العين بكونها تتجدّد بسرعة مهما أخذ منها كميات من المياه تتدفّق المياه فيها وتعود للمستوى عينه خلال ثواني.شش