خان الصابون, إحدى ثروات طرابلس
خان الصابون: تتميّز طرابلس بالعديد من المعالم الأثرية والثروات الغنية التي تبرز جمال طرابلس و تعكس ثقافتها و حضارتها العريقة. خان الصابون هو من أهم هذه المعالم و أغناها تجارياً و تاريخياً أيضاً.
يقع خان الصابون في السوق القديم في طرابلس و يشكّل معلماً أثرياً قديماً فيها. يرمز خان الصابون إلى أهمية الخيرات الموجودة في طرابلس و جودتها و تنوّعها.
تاريخ الخان:
يبلغ عمر الخان حوالي ٥٣٢ سنة حيث تم بناؤه في عهد المماليك على يد والي طرابلس يوسف بك سيفا. تحوّل الخان من مركز للتجارة إلى ثكنة عسكرية في عهد العثمانيين إلى أن تم إغلاق الثكنة و تحويلها إلى خان الصابون الذي نعرفه إلى يومنا هذا.
كان خان الصابون في البداية مركزاً للتجار الأوروبيين حيث يتم تبادل التجارة مع البلاد الأخرى في الخارج. تحوّل إلى خان بطلب من سكان مدينة طرابلس. تمت توسعته من قبل زوجة السلطان سليمان القانوني و أوقفته للمسجد الأقصى. ما يميّز الخان أنه الوحيد الذي يحتفظ ببابه الأصلي المصنوع من الخشب. الخان كان فندق يتألّف من طابقين. الطابق الأرضي وهو عبارة عن أروقة وساحة مسقوفة تتوسطها. تحاوط الساحة محلات يعرض فيها التجار بضائعهم حيث تتم عملية البيع و الشراء.

يبلغ عمر الخان حوالي ٥٣٢ سنة .
تأثير خان الصابون على طرابلس:
أعطى خان الصابون طرابلس ميزة و طابع فريد من نوعه. ألا وهي صناعة مختلف أنواع الصابون التي تستخدم للعديد من المجالات. لم تكن فكرة بيع الصابون منذ بداية الخان با أصبحت تجارة عند ارتفاع الطلب على استخدام هذا الصابون البلدي. عندها تشجّع أصحاب هذه الحرفة و عمدوا إلى تشكيل وصناعة آلاف أنواع الصابون.
يتم صناعة حوالي ١٢٠٠ نوع من الصابون العطري والعلاجي و التجميلي الذي يناسب جميع أنواع البشرة. و يعالج العديد من المشاكل الجلدية كالتصبغ و الجفاف و الحبوب التي تظهر على البشرة و الجسم.
تتنوّع منتجات خان الصابون و لكن جميعها تعود إلى قلب الطبيعة معتمدين على استخدام الأعشاب الطبيعية و المنتجات العضوية التي تعود بالفائدة التامة على جميع أنواع البشرة.
قامت عائلة بدر حسون بتطوير هذه الحرفة الجميلة بإنشاء قرية خاصة للصابون في الكورة شمال لبنان. إنها أول قرية بيئية في الشرق الأوسط وقد حازت القرية على المرتبة العاشرة من قبل منظمة الصحة العالمية. لم تكتفي هذه القرية على بيع المنتجات الطبيعية كبيع مباشر بل أقدم مالكي القرية على إنشاء موقع إلكتروني يضم جميع أنواع الصابون، المنتجات و أجدد الأخبار التي تخص القرية و الاحتفالات التي تقام فيها. بالإضافة إلى عرض المنتجات، تحت كل منتج يوجد وصف عن مكوناته و فوائده وطريقة استخدامه و علاجه.

. خان الصابون هو من أهم هذه المعالم و أغناها تجارياً
امتداد خان الصابون عبر الدول:
لم تقتصر إنتاجية الصابون على الأسواق المحلية في لبنان فقط بل أصبحت تصدّر إلى الخارج إلى مختلف الدول الأوروبية حيث يتم تسعيرها بالدولار الأميركي. لم تكن فكرة تصدير الصابون في تلك البساطة و مازال هناك عدد من التجار الذين يعانون من مشكلة عدم القدرة على التصدير و بيع منتجاتهم.
تعمل قرية بدر حسون على تطوير منتجاتها مع تطور الوقت، فلم تعد القرية تنتج الصابون فقط بل أصبحت تعمل على صناعة أفخم العطور.
تجسّد هذه المعالم الأثرية التجارية كخان الصابون و القرية البيئية سر من أسرار طرابلس التي ترمز إلى الغنى ، الحضارة ، التطوّر و الحرفية في آن واحد. إن طرابلس مدينة غنية بالموارد التي تساهم في ازدياد التجارة و إزدهار الاقتصاد فيها. لذلك يجب على كل لبناني عامة و طرابلسي خاصة تشجيع هذه الصناعة المحلية والمساهمة في نشرها والترويج إلى شرائها والاستفادة من منتجاتها اليدوية والغنية بالمواد الطبيعية والصديقة للبيئة.