قلعة طرابلس, أهم المعالم الأثرية في الشمال

قلعة طرابلس هي واحدة من أبرز وأهم هذه المعالم الأثرية.تعرف طرابلس عاصمة الشمال بوجود العديد من المعالم الأثرية التاريخية القديمة. ترمز هذه المعالم إلى حضارة أجدادنا و تاريخهم العريق. إنها تمثّل تعريف للثقافة و تجمع عدّة حضارات مرّت و وضعت بصمتها على جدرانها و حجارتها.

تاريخ قلعة طرابلس:

قلعة طرابلس هي أكبر القلاع الحربية في لبنان و أقدمها. تقع في مدينة طرابلس شمال لبنان. أسّسها القائد العربي سفيان بن مجيب الأزدي عام ٦٣٦ ميلادي. بنى فيها الفاطميّون مسجداً أوائل القرن الحادي عشر ميلادي. جدّد القائد الافرنجي ريمون دي سان جيل حصناً فوق هذا المسجد عام ١١٠٣ ميلادي. ثمّ حوّل المماليك ذلك الحصن عام ١٣٠٧ ميلادي إلى قلعة وبنوا بها أبراجاً.

بنيت  هذه القلعة على يد الصليبيين في القرن الثاني عشر خلال حصار المدينة. كانت مركز لحملاتهم العسكرية. أحرقت القلعة على يد المماليك عام ١٢٨٩ ميلادي ثم أعاد بناءها الأمير أسندمر كرجي في عام ١٣٠٧ لأنه كان يحكم المدينة في ذلك الوقت. رمّم القلعة السلطان سليمان القانوني عام ١٥٢١ ميلادي و حوّلت إلى سجن في عهد الحكم العثماني.

قلعة طرابلس من أهم المعالم الأثرية في طرابلس

قلعة طرابلس هي أكبر القلاع الحربية في لبنان و أقدمها.

تتألف القلعة من أربع طبقات. يبلغ طولها حوالي ١٣٠ متراً وعرضها ٧٠ متراً. تحتوي القلعة على حمام قديم، ثلاثة مساجد ،سجن واسطبل للخيول.  يوجد أيضاً قاعات للقادة وكبار المسؤولين و قاعات كبيرة للجنود و الذخائر و المدفعية.

يوجد في القلعة آبار متعددة و خزانات المياه وأحواض للشرب و بعض المقابر. تحتل الباحات الواسعة مساحة كبيرة من القلعة. كانت هذه الباحات تستخدم للتدريبات العسكرية و الاستعراض. أكثر من مئة غرفة مختلفة الأحجام و الاتساع.

تتألف القلعة  من قسمين داخلي وخارجي. يتألف الخارجي من خندق محفور في الصخر و مجموعة من الأبراج. كما يوجد عشر بوابات في أسفل أسوارها. يؤدي بعضها إلى نهر أبو علي و بعضها إلى الأسواق الداخلية الشعبية. يبلغ ارتفاع أسوار القلعة بين ١٥ إلى ٢٠ متراً. يوجد في الأسوار نوافذ حربية للمدفعية. تتميّز هذه الأسوار بالمتانة والقوة بفضل كبر الحجارة المؤلفة منها.

قلعة طرابلس

قلعة طرابلس هي واحدة من أبرز وأهم هذه المعالم الأثرية

بعيداً عن باب القلعة الكبير، يمكن للزائر رؤية بابين خفيين عند البرج الثاني عشر و الثاني و العشرين توّدي إلى سراديب خفية إلى خارج القلعة.

مميزات القلعة:

تتميّز قلعة طرابلس باعمدتها القديمة التي تربط البرجين اللذين تم تجديدها على يد السلطان سليمان القانوني. كانت هذه الأعمدة مرتبة هندسيّاً فهي سبع أعمدة في أول برج وستة في الثاني.

تشبه عمارة القلعة عمارة الاسكندرية فهي حجارة رملية ناعمة يتراوح حجمها بين طول ٩٠ و ٢٥ سنتم.

عند زيارة القلعة يمكننا رؤية بعض النقوش التي تعود إلى الصليبيين. هذه النقوش موجودة على الحجارات الكبيرة في القلعة.

من على متن السور بعرض مترين يمكن رؤية المدينة مع الميناء و الجزر الموجودة في البحر. بالإضافة إلى الطريق إلى بيروت و حمص أيضاً. أما من فوق السور الشرقي فيمكننا رؤية جمال جبال الأرز و سفوحها و وادي قاديشا.

بناءً على أهميّة هذه المعالم الأثرية لقد تم اقتراح فكرة ترميم قسم من القلعة و تنظيم أقسامها مع ضرورة المحافظة على نظافتها. و قد عملت بلدية طرابلس بالتعاون مع بعض الجمعيات للقيام بهذه الخطوة الجريئة للحفاظ على سلامة القلعة و زائريها.

أهمية القلعة للمنطقة:

تحظى هذه القلعة بوجود الكثير من الزائرين اللبنانيين و السائحين من مختلف البلاد سنوياً بفضل معالمها الأثرية و جمالها الأخّاذ. بالإضافة إلى الرحلات التي تنظّمها أغلب المدارس والجامعات لزيارة القلعة خلال الفصول الدراسية لترسيخ التاريخ في عقول التلاميذ و جعلهم يدركون مدى أهمية الآثار في منطقة طرابلس رغم صغر حجمها و تهميشها.

تبقى طرابلس غنيّة بآثارها ومعالمها المهمة كقلعة طرابلس الأثرية مهما بلغ تهميشها و تسليط الضوء على مشاكلها فقط. إنها فخر للبنان عامة و طرابلس خاصة فهي ترمز إلى كل ما هو قديم أثري و عريق من تاريخ القدماء. يجب على كل سكان لبنان و اللبنانيين في بلاد الاغتراب تشجيع أنفسهم و أولادهم على زيارة كل معلم من معالم طرابلس لإبقاء هذا الأثر حيّ في مناطقنا ، شوارعنا وًقلوبنا أيضاً.