قنات، بلدة نموذجية تراثية من قضاء بشرّي
هي بلدة عرفت بجمال بيوتها التراثية الجميلة ، هي بلدة المغاور المحفورة في الصخور الجبلية، هي بلدة الكنائس والطابع الديني والروحي الذي يعطي البلدة أهمية كبيرة، هي بلدة المحمية الطبيعية وأشجار الزيتون المباركة وأشجار الأرز الشامخة. إنّ هذه البلدة هي بلدة قنات الجميلة !
موقع بلدة قنات:
تقع بلدة قنات في قضاء بشرّي وتنتمي إلى محافظة شمال لبنان. تمتدّ قنات على مساحة ٦٧٠ هكتار أي ما يعادل ٦,٧ كيلومتر مربّع. يبلغ ارتفاع البلدة عن سطح البحر بين ١٠٠٠ و ١٥٩٠ متراً. تبعد قنات عن عاصمة لبنان بيروت ١٠٧ كيلومترًا وعن بلدة بشرّي مركز القضاء ١٨ كيلومتراً فيما تبعد عن مدينة طرابلس عاصمة الشمال ٢٩ كيلومترًا.

تبعد قنات عن عاصمة لبنان بيروت ١٠٧ كيلومترًا وعن بلدة بشرّي مركز القضاء ١٨ كيلومتراً فيما تبعد عن مدينة طرابلس عاصمة الشمال ٢٩ كيلومترًا
معنى اسم بلدة قنات:
اختلف الناس وأبناء البلدة حول شرح معنى اسم بلدة قنات. يرجّح البعض أنّ قنات هي من أصول سريانية تعني التقدمة والفدية. أمّا البعض الآخر مثل الأب بطرس ضو الذي ردّ كلمة قنات إلى اللغة الفينيقية و قال أنّ قنات هي مشتقة من قنات إبنة إيل الإله الأكبر وهي كانت ربّة الحكم العذراء بالنسبة للفينيقيين.
مغارة ونبع مار شلّيطا:
تحتوي بلدة قنات على الكثير من الكهوف والمغاور الصخرية التي تعكس الطابع التاريخي للبلدة وتزيدها غنى وجمال أكثر فأكثر. تعتبر مغارة مار شلّيطا من أقدم المغاور الموجودة في البلدة وهي مغارة تنقسم إلى قسمين، القسم الأعلى هو القسم الجاف الذي يمكن للزائر الدخول إليه والقسم الأسفل الذي يتدفق منه نبع مار شلّيطا الغزير. عند زيارة جمعية المغاور و البعثة البلجيكية تم إيجاد قطع عديدة تعود للعصر البرونزي أي تقريباً ١٦٠٠ سنة قبل الميلاد بالإضافة إلى وجود عدد من الهياكل البشرية والحيوانية التي تثبت تاريخ البلدة العريق وقدم هذه المغارة.
البيوت التراثية في قنات:
حازت قنات على لقب البلدة النموذجية من قبل بعثة أوروبية في عام ١٩٦٠ . وقد تم وضع في كتاب الجغرافيا ثلاث صور مصوّرة من بيوت البلدة التراثية. الأمر الذي أدّى إلى إصدار مرسوم رقم ١٩٤٠ في عام ١٩٩٩ ينصّ على أنّ كل من يريد بناء منزل في قنات يجب أن يكون من الحجر الطبيعي والقرميد الأحمر لكي يحافظوا على هذا اللقب ولكي يبقى الطابع التراثي يذهل كل زائر عند رؤيته لبيوت البلدة. أجمل ما يميّز البيوت التراثية هو الحجر الطبيعي والقناطر والسقف المرتفع والقرميد الأحمر الذي يتوّج كل منزل من الأعلى.

تحتوي بلدة قنات على الكثير من الكهوف والمغاور الصخرية التي تعكس الطابع التاريخي للبلدة وتزيدها غنى وجمال أكثر فأكثر. تعتبر مغارة مار شلّيطا من أقدم المغاور الموجودة في البلدة وهي مغارة تنقسم إلى قسمين
السياحة الدينية في قنْات:
لا تقتصر السياحة في بلدة قنْات على السياحة الطبيعية فقط بل تتعدّى ذلك بوجود العديد من الكنائس الدينية التي تعطي للبلدة بعد روحي وديني خاص جداً.
كنيسة السيدة هي الكنيسة الأكبر والأجمل في البلدة لأنّه تم ترميمها على يد أبناء البلد. ةوجعلوا منها كنيسة رائعة من الداخل والخارج يميّزها اللون الأبيض.
كنيسة مار شينا وهي الكنيسة الأقدم في البلدة. يدلّ على ذلك البناء الذي تقوم عليه الكنيسة من عقود وقناطر حجرية قديمة و هو بناء يعود إلى معبد وثني قديم. يتم الاحتفال بعيد مار شينا في ١٥ أيلول من كل عام.
كنيسة مار شلّيطا التي تقع على ضفاف وادي مار شلّيطا الذي يتواجد بالقرب من وادي القدّيسين. يتم الاحتفال بعيد مار شلّيطا في ٢٠ تشرين الأول من كل عام.
كما يوجد العديد من الكنائس الأخرى مثل كنيسة مار سمعان العمودي وكنيسة سرجيوس وباخوس التي لا تقلّ أهمية عن باقي الكنائس التي ذكرت.
الزراعة في قنْات:
تشتهر بلدة قنات بزراعة العديد من الفاكهة والخضار التي تتميز بطعمها اللذيذ وجودتها العالية. تسيطر على المساحة الخضراء في البلدة أشجار الزيتون المباركة التي تنتج أجود زيت زيتون. كما يتم زراعة الكرمة والكرز والمشمش والدراق والتفاح أيضاً. جميع المزروعات تسقى من ينابيع قنات الغزيرة مثل نبع مار شلّيطا ّالذي يتكفّل بريّ معظم المساحات الخضراء في البلدة.

لا تقتصر السياحة في بلدة قنات على السياحة الطبيعية فقط بل تتعدّى ذلك بوجود العديد من الكنائس الدينية التي تعطي للبلدة بعد روحي وديني خاص جداً.
محمية قنات الطبيعية:
منذ حوالي ٢٤ سنة وتنفيذاً للمرسوم رقم ٥٥٨ الذي أصدر في ٢٤/٧/١٩٩٦ تم جعل غابة قنْات محمية طبيعية تابعة لمحمية أرز الرب في تنورين. هي محمية طبيعية تحتوي على أشجار الأرز والصنوبر و الشوح واللزاب. تشكّل هذه المحمية مكان مناسب للاسترخاء وممارسة أنواع عديدة من الرياضة مثل التنزه والهايكنغ الذي تقوم به معظم المجموعات الشبابية.
مهرجانات قنْات السنوية:
تقام في بلدة قنْات مهرجانات سنوية بمناسبة عيد السيدة. تستمر المهرجانات لمدة ثلاثة أيام متتالية تستقطب جميع الفئات العمرية من أطفال وشباب وكبار العمر. إنّ النشاطات هي مجانية ومتنوعة بين نشاطات خاصة بالأطفال و نشاطات فنية بوجود مطربين لبنانيين مهمين. كما يتم الاحتفال في عيد الميلاد ورأس السنة بوجود نشاطات خاصة بكبار العمر.