كامد اللوز، خزّان الآثار في البقاع !
هي بلدة سهل البقاع الأخضر والخضار اللذيذة ذات الجودة العالية، فيها منتزه طبيعي سياحي من أكبر المنتزهات المجانية في لبنان ، آثارها تعكس تاريخ البلدة العريق وأهمية ثقافتها على مدار السنين، لها جناح خاص في المتحف الوطني للآثار في بيروت بفضل غناها بالمعالم والقطع الأثرية. إنّ هذه البلدة هي بلدة كامد اللوز البقاعية !
موقع بلدة كامد اللوز:
تقع بلدة كامد اللوز في قضاء البقاع الغربي وتنتمي إلى محافظة البقاع. ترتفع البلدة عن سطح البحر ارتفاع يتراوح بين ٨٧٠ و ٩٥٠ متراً. تمتدّ كامد اللوز على مساحة ١٥٧٥ هكتاراً أي ما يعادل ١٥,٧٥ كيلومتر مربّع. تبعد البلدة عن بيروت عاصمة لبنان ٦٥ كيلومتراً. يبلغ عدد سكانها حوالي ١٥ آلاف نسمة فيما يقدّر عدد المغتربين تقريباً ٨٠٠٠ آلاف نسمة.
معنى اسم كامد اللوز:
يعود اسم البلدة كامد اللوز إلى اللّغة الآرامية التي تعني اللوز الذابل أو اللوز الحزين. كان للبدة اسم قديم تم إيجاده خمس مرّات في رسائل تل العمارنة ألا وهو “كميودي”. هذه الرسائل أرسلت من الحكام في لبنان إلى الفراعنة في مصر في العصور القديمة.

يعود اسم البلدة كامد اللوز إلى اللّغة الآرامية التي تعني اللوز الذابل أو اللوز الحزين. كان للبدة اسم قديم تم إيجاده خمس مرّات في رسائل تل العمارنة ألا وهو “كميودي”.
آثار بلدة كامد اللوز:
تعتبر بلدة كامد اللوز خزّان للآثار والمعالم القديمة التي تشكّل إرث من العصور القديمة. هي همزة وصل مهمة بين ثقافات كثيرة ومختلفة. في عام ١٨٩٧ عندما تم إيجاد رسائل من تل العمارنة مرسلة من بلدة في البقاع إلى الفراعنة في مصر ولكن لم يعرف في حينها أنّ البلدة هي كامد اللوز. عام ١٩٥٤ اكتشف العالم الألماني كوشكي الذي افترض أن تكون البلدة البقاعية هي بلدة كامد اللوز. في عام ١٩٦٣ قدمت بعثة ألمانية بقيادة رودولف أخمن إلى لبنان وبدأوا عملية التنقيب في البلدة تحديداً في تلّ الآثار وقد استطاعوا أخيراً في عام ١٩٧٢ إيجاد البعض من رسائل تل العمارنة في هذا المكان. والتي تثبت حقيقة الفرضية.
توجد في هذا المكان الأثري الكثير من العاجيّات الفينيقية والبرونزيات التي تعود إلى شعوب قديمة. تم أخذ آلاف القطع الفنية من قبل الألمان الذين أقاموا منها عروض كثيرة في الخارج. أمّا القسم الثاني للآثار فقد تم استعادته من الألمان و تم وضعه في المتحف الوطني في بيروت في جناح خاص لبلدة كامد اللوز. كما يمكننا رؤية الكثير من المغاور و الكهوف والنواويس والقبور في جبال البلدة. أبرز هذه المغاور هي مغارة أثرية جدّاً تعود لخمسة آلاف عام قبل الميلاد وهي كانت عبارة عن مملكة قديمة تدعى مملكة كومدي. يبلغ عدد المغاور ٢٠ مغارة لكل منها اسم مثل مغارة عيشة و مغارة الحبس والجاروش ولكن لا يعرف سبب الأسماءحتى اليوم. جميع المغاور تحتوي على قبور لأشخاص كانوا يعيشون في المملكة. عند البحث في المغاور تم إيجاد قطع برونزية و مقتنيات للناس بالإضافة إلى بعض القطع الذهبية التي أخذت ولم بعرف مصيرها.

تعتبر بلدة كامد اللّوز خزّان للآثار والمعالم القديمة التي تشكّل إرث من العصور القديمة. هي همزة وصل مهمة بين ثقافات كثيرة ومختلفة.
الزراعة في بلدة كامد اللّوز:
مثل كل بلدة لبنانية تشتهر كامد اللوز بأشهى أنواع المحاصيل الزراعية التي يتم زراعتها والاعتناء بها على يد مزارعون من البلدة يعتبرون هذه المهنة إرث من أجدادهم يحافظون عليه حتى يومنا هذا. تتميّز بلدة كامد اللوز عن غيرها من البلدات بوجود سهل البقاع الأخضر الذي يمتدّ على مساحات واسعة. عرفت البلدة بزراعة الكثير من الخضار مثل البطاطا والخيار والبندورة والذرة. هذا بالإضافة إلى زراعة العديد من الفاكهة مثل العنب والتفاح. بفضل دفء مناخ البلدة وخصوبة السهل ومهارة المزارعين يتم حصاد المزروعات قبل شهر تقريباً عن باقي البلدات المجاورة مع الحفاظ على نكهة المزروعات وجودتها كأفضل أنواع المزروعات في لبنان.
منتزه كامد اللّوز السياحي:
بهدف إكمال الوجه السياحي للبلدة وتأمين حاجات السائحين والزوار الذين يأتون لزيارة التلّ الأثري. قرّرت البلدية إنشاء منتزه كامد اللّوز الطبيعي السياحي. يمتدّ المنتزه على مساحة ٣٠ ألف متر مربّع من مساحات خضراء مزروعة بالعشب والأشجار. تتوسّط المنتزه بحيرة يزيّنها حيوان البطّ الذي يسبح فيها ويعطيها رونقاً خاصاً و تبلغ مساحتها ٤ آلاف متر مربّع كانت قديماً عبارة عن مستنقع. كما يوجد في داخل المنتزه أقدم عين في البلدة يقدّر عمرها مئات السنين ولا يعرف منبع مياهها حتى اليوم. يستطيع كل زائر الدخول إلى المنتزه مجاناً للاستمتاع بالطبيعة الخلابة والمناظر الجميلة وممارسة العديد من الرياضات مثل رياضة السير.